شهدت روسيا، صباح اليوم الاثنين، الاحتفالات بالذكرى ال77 لانتصارها عام 1945 على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، إذ كان العالم يترقب هذا الاحتفال السنوي والذي يكتسب هذا العام أهمية خاصة لموسكو وذلك مع غزوها لأوكرانيا في 24 فبراير الماضي، فيما يعتقد أن الرئيس فلاديمير بوتين سيعتزم إعلان الحرب رسميًا على أوكرانيا والتعبئة العامة فيه، والذي نفاه الكرملين قائلًا "لا توجد فرصة لذلك.. كلام فارغ". وتوجهت مركبات عسكرية إلى الساحة الحمراء في موسكو للاحتفال، وانطلقت عروض عسكرية وفعاليات أخرى على التوالي في المدن الروسية من أقصى شرق البلاد إلى غربها. بوتين يدافع عن الغزو وفي كلمته خلال العرض العسكري الكبير بالساحة الحمراء، أكد الرئيس فلاديمير بوتين أن الجيش الروسي يقاتل حاليا في أوكرانيا من أجل شعب دونباس ومن أجل أمن ومستقبل وطنه، مشيرًا إلى أن موسكو اضطرت لصد عدوان محتوم عليها، بتحرك استباقي. الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحسب "روسيا اليوم"، هنأ بوتين كل العسكريين والمحاربين القدامى بعيد النصر وقال: "نحن فخورون بجيل النصر الأبي الباسل وواجبنا هو الحفاظ على ذكرى أولئك الذين سحقوا النازية" وأكد أن روسيا كانت دائما تدعو إلى حوار نزيه وإلى أمن متساو وغير قابل للتجزئة للجميع، لكن عبثا فإن "دول الناتو لم ترغب في سماعنا"، حيث كانت لديهم "خطط مختلفة تماما"، وكانوا يستعدون بين أمور أخرى لشن هجوم على شبه جزيرة القرم. شاهد.. بوتين يقف دقيقة صمتا على أرواح الجنود :نقاتل من أجل أمننا لن نتخلى عن حب الوطن.. بوتين: الغرب كان يستعد لغزو روسيا والناتو لم يرغب في سماعنا وأضاف الرئيس الروسي أن الناتو بدأ يزحف نحو أراضي جوار روسيا عسكريا، مقتربا من حدودها، وكل الدلائل كانت توحي بأن "الصدام مع النازيين الجدد أمر لا مفر منه". وتابع أن روسيا صدت العدوان بشكل استباقي، وأن ذلك كان قرارا اضطراريا اتخذ في الوقت المناسب وهو كان القرار الصائب الوحيد. وأشار بوتين إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت الولاياتالمتحدة تتحدث عن "فرادتها"، مهينة العالم بأسره ومن يدور في فلكها، لكن روسيا بلد من قبيل مختلف، وأنها لن تتخلى أبدا عن احترامها لجميع الشعوب والثقافات، وهو ما قرر الغرب إلغاءه. الرئيس بوتين خلال الاحتفال بيوم النصر واستطرد أن روسيا بخلاف الغرب لن تتخلى أبدا عن حب الوطن والإيمان والقيم التقليدية، مؤكدا أن مقاتلي دونباس وجنود الجيش الروسي يقاتلون في أرضهم. وقال مخاطبا إياهم: "أنتم تقاتلون من أجل الوطن والمستقبل، كي يكون العالم خاليا من الجلادين والنازيين"، مشددًا على أن "مصرع كل جندي مأساة بالنسبة لنا جميعا". وتعهد ببذل كل الجهد لمساعدة أسر وأطفال العسكريين الذين سقطوا في أوكرانيا، معلنًا دقيقة صمت تكريما لأرواح شهداء الحرب الوطنية العظمى. ووفقًا ل"روسيا اليوم"، فقد شارك هذه المرة خلال الاحتفال بيوم النصر، عسكريون من الوحدات التي تقاتل على جبهات العملية الخاصة في أوكرانيا، وإجماليًا كان في العرض 11 ألف عسكري و131 قطعة من المعدات العسكرية، بينما ألغي الجزء الجوي من العرض في آخر لحظة بسبب الأحوال الجوية السيئة. القوات الروسية المشاركة في يوم النصر كلمات قليلة وعلق المحرر الدبلوماسي الدولي في شبكة "سي إن إن" نيك روبرتسون على كلمة بوتين، قائلا إن "القليل" يمكن استخلاصه من خطاب الرئيس الروسي لمعرفة كيف تخطط روسيا للمضي قدمًا في أوكرانيا. وقال "أدهشتني الطريقة التي أشار بها على الأقل إلى منطقة المعركة.. دونباس وليس أوكرانيا بأكملها"، لافتا إلى أن الخطاب لا يعطي أي إحساس بأن روسيا تتراجع عن القتال. من جانبه، أعلن مستشار عمدة ماريوبول الأوكرانية، بترو أندريوشينكو، أنه لم يكن هناك عرض عسكري في المدينةالمحتلة من قبل روسيا في ذكرى عيد النصر، ولكن تم وضع الزهور على نصب تذكاري جدده مؤخرًا الانفصاليون المدعومون من موسكو. وحسب شبكة "سي إن إن"، أشعلت القوات الروسية النار في مسلة النصب التذكاري السوفياتي سافور موهيلا بإقليم دونيتسك، إذ أوضح أندريوشينكو أن المزيج الغريب بين تقاليد الأولمبياد وصعود النار المباركة في عيد الفصح هو أفضل دليل على جوهر يوم النصر بالنسبة للروس. وفي سياق متصل، قال مجلس مدينة ماريوبول: "تحتفل روسيا بيوم النصر على عظام سكان ماريوبول. ويستمر نقل مئات المواطنين الذين قتلوا على يد الجيش الروسي إلى مقبرة جماعية بالقرب من قرية فينوهرادني". صمود أوكرانيا من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال خطابه المكتوب للاحتفال بالنصر على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية إن بلاده ستنتصر في حربها مع روسيا ولن تتخلى عن أي جزء من أراضيها. وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، قال "في يوم النصر على النازية، نقاتل من أجل نصر جديد. الطريق إليه صعب، لكن ليس لدينا شك في أننا سننتصر". وأكد زيلينسكي أن الأوكرانيين شعب حر قاتل للدفاع عن أرضه عدة مرات على مر التاريخ ولديه "مساره الخاص". وتابع "نحن فخورون بأسلافنا الذين هزموا النازية بالتعاون مع دول أخرى من الحلفاء ضد هتلر. ولن نسمح لأحد بالاستيلاء على هذا النصر". ولفت "لا توجد قيود يمكنها تقييد أرواحنا الحرة. لا يوجد محتل يمكنه الاستيلاء على أراضينا الحرة. لا يوجد محتل يمكنه أن يحكم شعبنا الحر. عاجلا أو آجلا سننتصر".
