تستعد أوكرانيا حاليًا ل"المعركة الكبرى"، التي أعلنت عنها في منطقة شرق البلاد، الهدف الذي يشكل أولوية لدى روسيا، لتتحسب كييف من هجوم وشيك بها . ونقلت وكالة "انترفاكس-أوكرانيا" عن ميخايلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، قوله: إن "أوكرانيا مستعدة للمعارك الكبيرة، ويجب عليها أن تكسبها بما في ذلك دونباس". وخلال هذا الوقت، تواصل القصف والغارات الجوية في أوكرانيا. وصباح الأحد أوقع قصف طال خاركيف وضواحيها قتيلين على الأقل، وفق ما أعلن حاكم المنطقة أوليج سينيجوبوف على موقع "فيسبوك". وقال الحاكم: إن "الجيش الروسي يواصل حربه على المدنيين بعدما فشل في تحقيق انتصارات على الجبهات"، مشيرا إلى أنه في الساعات ال 24 الأخيرة تعرّضت خاركيف وضواحيها للقصف 66 مرة. وبعدما سحبت قواتها من منطقة كييف وشمال أوكرانيا، جعلت روسيا أولويتها السيطرة الكاملة على منطقة دونباس التي يمتلك الانفصاليون الموالون لموسكو على جزء منها منذ 2014. وتستعد روسيا للتوجه شمالا لقطع خطوط الإمداد إلى دونيتسك، فيما تتشكل وحدات روسية أخرى بعضها تم تشكيله حديثا وبعضها أعيد هيكلته للتقدم جنوبا حول لوجانسك من خاركيف لاستكمال التطويق. من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن الأسبوع المقبل سيكون صعبا للغاية حيث ستنتقل روسيا إلى الأعمال العدائية واسعة النطاق في شرق البلاد. وحسب وكالة الأنباء الأوكرانية، قال زيلينسكي في خطابه الأخير، "لن يقل الأسبوع المقبل أهمية عن الأسبوع السابق. ستكون متوترة بنفس القدر بل وستكون أكثر مسؤولية. ستكون روسيا أكثر خوفًا. خائفة من أن الحقيقة يجب أن يتم الاعتراف بها. القوات الروسية ستنتقل إلى عمليات أكبر في شرق أوكرانيا. يمكنهم استخدام المزيد من الصواريخ ضدنا، وحتى المزيد من القنابل الجوية". وقبل استقباله رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، السبت، في كييف، قال زيلينسكي في مؤتمر صحفي مع المستشار النمساوي كارل نيهامر الذي زار العاصمة الأوكرانية: "نحن مستعدون للقتال وللبحث في الوقت نفسه، عن طرق دبلوماسية لوقف هذه الحرب". أرسلتها دولة أوروبية لأوكرانيا.. روسيا تدمر منظومة صواريخ اس-300 مخبأة في حظيرة رئيس الحزب الحاكم في بولندا يتهم روسيا بقتل شقيقه التوأم ورئيس البلاد السابق وذكر زيلينسكي صباح الأحد في تغريدة، أنه أجرى محادثات هاتفية مع المستشار الألماني أولاف شولتس، مضيفا "توافقنا على ضرورة تحديد هويات كل مرتكبي جرائم الحرب ومعاقبتهم". فيما أعلن وزير الخارجية الأوكراني، دميتري كوليبا، اليوم الإثنين، انتظار بلاده وصول المعدات العسكرية من الحلفاء من أجل بدء معركة تحرير إقليم دونباس الأوكراني. وبدوره، توقع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الاثنين، تصاعد القتال الروسي في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا خلال الأيام المقبلة، مشيرًا إلى أن العقوبات ضد موسكو مطروحة على الطاولة دائمًا. وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، أضاف بوريل، لدى وصوله لعقد اجتماع مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورج، أنهم سيبحثون كيفية زيادة الدعم إلى الشعب الأوكراني، مؤكدًا أن العقوبات دائما على الطاولة فضلا عن مناقشة الخطوات الأخرى. المعركة بدأت بالفعل ونقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال مستشار وزارة الداخلية الأوكرانى، فاديم دينيسينكو، في تصريحات على التلفزيون الوطني "من وجهة نظري، بدأ هذا الهجوم الكبير (في شرق أوكرانيا) بالفعل"، محذرا من أن موسكو تواصل حشد القوات هناك. وأضاف: "علينا أن نفهم أنه لن يكون تكرارًا لما حدث في 24 فبراير، عندما بدأت الضربات الجوية والانفجارات الأولى وقلنا (بدأت الحرب).. لكن لقد بدأ بالفعل الهجوم الكبير بحكم الأمر الواقع". وقال مسؤولون أوكرانيون وغربيون في الأيام الأخيرة إنهم لاحظوا تحركات القوات الروسية إلى دونباس بعد انتكاسات كبيرة لموسكو في محاولة للسيطرة على كييف. وأوضح دينيسينكو "الروس يكدسون قواتهم"، لافتًا إلى أنهم يواصلون إعادة نشر قواتهم ومعداتهم في منطقتي دونيتسك ولوجانسك". وأشار "نعم، لا توجد حتى الآن معارك كبيرة تمت مناقشتها في الأيام القليلة الماضية. لكن بشكل عام يمكننا القول أن الهجوم قد بدأ بالفعل". وذكرت صحيفة "جارديان" البريطانية أن المعركة ستكون مختلفة تماما عن التقدم في كييف، حيث لم تكن الوحدات الروسية في بداية الحرب جاهزة أو مجهزة للقتال العنيف، كما أن قرب منطقة القتال من روسيا يجعل موسكو قادرة على تلافي مشاكل الامدادات، وتمتلك الدفاعات الجوية الروسية تغطية جيدة فوق دونباس.