مجدي مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر ل"صوت الأمة": التدخل الرئاسي أنقذ الانتخابات.. ولا يوجد أي غبار على مجلس النواب الجديد    وزير البترول: لدينا كميات من المعادن النادرة.. وحجم صادرات الذهب تتخطى المليار دولار    السفير عصام كرار: السودان مستمر في دعم جنوب السودان وتنفيذ اتفاقية السلام    تموين الأقصر تضبط نصف طن لحوم بلدية و دواجن وشحوم فاسدة فى مكان تجهيز أحد المطاعم    ماجد المهندس يحيي حفلا في دبي 9 يناير    تغريم أليجري 10 آلاف يورو بعد سبّ مدير نابولي    كأس مصر سيدات - إجراء قرعة الدور التمهيدي وربع النهائي لموسم 2025-26    مصر الاستثناء التاريخي.. من كسر لعنة الدفاع عن لقب أمم أفريقيا؟    نائب محافظ الجيزة يتابع مراحل تشغيل محطات رفع الصرف بأبو النمرس وحى جنوب    بيطري دمياط يحبط مخططات تجار الصحة ويُنفذ حملة موسعة على المطاعم والمجازر    وزارة العدل الأمريكية: لم ننقح أي ملفات لحماية ترامب عند إصدار وثائق إبستين    انطلاق الحلقة 12 من برنامج دولة التلاوة بمشاركة كبار القراء.. بث مباشر    وزير خارجية بوتسوانا: المنتدى الروسي - الأفريقي منصة مهمة لتحديد أولويات التعاون    6 أعراض مبكرة للإصابة ب الذئبة الحمراء    المستشفيات التعليمية تحتفل بمرور 100 عام على إنشاء معهد الرمد التذكاري    أمين مجمع البحوث الإسلامية يحاضر علماء ماليزيا حول ضوابط الإيمان والكفر    محمد صبحي يكشف كواليس لقائه بأم كلثوم: «غنّت لي وحدي وأهدتني 50 جنيهًا»    ايمي سمير غانم تعلق على فكرة زواج حسن الرداد للمرة الثانية    د. محمد العبد: مجمع اللغة العربية منارة ثقافية يواكب احتياجات التحول الرقمي| خاص    موعد شهر رمضان 2026 «فلكيا»    منتخب مصر    تحسين حياة المواطن بالأقصر تتصدر اهتمامات البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة    حكايات منتخب مصر مع أمم أفريقيا| 2008.. ملحمة زيدان وسيطرة علي الجوائز    تشكيل الاتحاد السكندري لمباراة سموحة في كأس عاصمة مصر    وزير الخارجية يلتقى مفوضة الاتحاد الأفريقى للتنمية الاقتصادية والتجارة    خبير: إعادة التموضع الروسي في أفريقيا تعكس رؤية استراتيجية وتنموية    وزيرتا التخطيط التنمية المحلية ومحافظ الأقصر يتفقدون تطوير كورنيش ومناطق إسنا التاريخية والسياحية    بدون إصابات.. إنقلاب جرار طوب أبيض أعلى كوبري طما بسوهاج    الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري السابق يفتح ملف أمن مصر المائي في حوار مع «صوت الأمة»: القيادة السياسية لن تفرط في نقطة مياه واحدة.. والأمن المائي واجب وطني ومسؤولية جماعية    فولتماده: لا أعرف كيف تعادل تشيلسي معنا.. وجمهور نيوكاسل يحبني    الدكتور أمجد الحداد: المضادات الحيوية ممنوعة تماما فى علاج نزلات الإنفلونزا    خلال 10 أيام.. التفتيش على 3605 منشآت يعمل بها أكثر من 49 ألف عامل    النائب العام يوافق على رفع اسم علاء عبد الفتاح من قوائم الممنوعين من السفر    التنمية الشبابية بالجزيرة يعرض كأس ألأمم الأفريقية علي شاشة عرض عملاقة بالمسرح الروماني    أهالى البلد اتبرعوا بسيارة هدية فوزه بالمركز الأول عالميا فى حفظ القرآن.. فيديو    الضفة.. جيش الاحتلال يغلق مداخل مدينة أريحا    رئيس جامعة بنها يحيل طبيبين بالمستشفى الجامعى للتحقيق    وزير التعليم العالي يشهد حفل تخريج أول دفعة من خريجي جامعة المنصورة الجديدة الأهلية    أمن الجيزة يلقي القبض على "راقص المطواة" بالبدرشين    النبراوي أول نقيب مهندسين مصري يتقلد رئاسة اتحاد المهندسين العرب    صحيفة أمريكية تكشف تفاصيل جديدة عن العبء المالي على أوروبا في دعم أوكرانيا    رئيس جامعة الأزهر: الجميع مع القرآن فائز.. والإمام الأكبر حريص على دعم الحفظة    تعليم جنوب سيناء تعلن جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول لمرحلة الثانوية العامة صباحي ومسائي    محافظ أسوان يبحث توصيل الخدمات والمرافق ل40 مصنعا.. اعرف التفاصيل    «مصر للسياحة» تخطط لتطوير الفنادق التابعة والتوسع في تطبيقات التحول الرقمي    انهيار مبنيين متضررين من قصف للاحتلال الإسرائيلي على غزة    النيابة الإدارية تواصل تلقى طلبات التعيين بوظيفة معاون نيابة إلكترونيا.. المواعيد    بعد إعلان ارتباطه رسميا.. هذا هو موعد زفاف أحمد العوضي    حقيقة فيديو تجاوز إحدى الرحلات الجوية طاقتها الاستيعابية من الركاب    رئيس هيئة التأمين الصحى فى زيارة تفقدية لمبنى الطوارئ الجديد بمستشفى 6 أكتوبر    سحب 666 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    الدفاع الروسية: تحرير بلدتي فيسوكويه في مقاطعة سومي وسفيتلويه بدونيتسك    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : لعنة الله على تلك .. المسماة " ديمقراطية !?    بعد قليل، محاكمة عصام صاصا بتهمة التشاجر داخل ملهى ليلي في المعادي    محاكمة 37 متهما بخلية التجمع.. اليوم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    محمد معيط: روشتة صندوق النقد الدولي عادة لها آلام وآثار تمس بعض فئات المجتمع    طائرات ومروحيات أمريكية تشن هجوما كبيرا على عشرات المواقع لداعش وسط سوريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصطفى بكري يرصد تاريخ عائلة حمادي النيابي
نشر في صدى البلد يوم 13 - 03 - 2022

يستمر النائب مصطفى بكري في مواصلة سرد حلقاته المخصصة لرصد تاريخ العائلات البرلمانية فى مصر، والتي لعبت أدوارًا مهمة فى تاريخ الحياة النيابية المصرية، منذ نشأة «مجلس المشورة» فى عهد محمد على 1829، مرورًا بكافة المجالس والبرلمانات التى سبقت قيام ثورة 23 يوليو.
«زراعة النواب» تثمن قرار منح حافز إضافى لتوريد القمح
مصطفى بكري: العلاقات المصرية السعودية تقوم على ركيزة الأمن القومي المشترك|فيديو
وخصص مصطفى بكري حلقته الرابعة عشر، في الحديث عن دور عائلة حمادى البرلماني منذ إنشاء مجلس شورى النواب وانتخاب الشيخ محمد محمود حمادى في عضويته منذ التأسيس في عام 1866م مرورًا بتواجد العائلة في مجلس النواب المصري 1881 ومجلس شورى القوانين 1883، والجمعية التشريعية 1914، ومجلس النواب بدءًا من عام 1924 ومجلس الشيوخ بدءًا من عام 1924 وحتى آخر مجلس قبيل اندلاع ثورة 23 يوليو 1952.
البكباشي رشوان حمادى كان من الضباط الأحرار وعضوًا في مجلس الأمة 57-1958
وكان البكباشي رشوان توفيق حمادي، أحد الضباط الأحرار الذين فجروا هذه الثورة وانتخب عضوًا بأول مجلس أمة بعد الثورة في دورة 1957-1958، كما كان المستشار أحمد حمادى وكيلًا لمجلس الشعب حتى وفاته عام 1995، وأخيرًا استطاع اللواء حازم حمادى الضابط السابق بمباحث أمن الدولة الفوز بمقعد مجلس الشعب لدورتين متتالتين 2005-2010، 2010-2011، ولم تمثل العائلة منذ هذا الوقت في البرلمانات التي تلت أحداث 25 يناير 2011 وحتى اليوم.
محمود بك حمادي «عمدة بلصفورة» كان عضوًا في أول مجلس نيابي في عهد الخديو إسماعيل
تعد عائلة «حمادى» في سوهاج من أعرق قبائل «بني ساعدة» الأنصار، حيث يرجع نسبها إلى الشيخ الجليل جابر الأنصاري من ذرية الصحابي «قيس بن سعد، بن عبادة رضي الله عنهم»، وتتركز فروع هذه العائلة الكبيرة بقرية «بلصفورة» بسوهاج، ممتدة إلى مناطق أخرى عديدة في جرجا والمنشاة ومركز سوهاج وبعض المناطق الأخرى، وللعائلة امتداد في قرية «العضايمة» مركز إسنا بمحافظة الأقصر وقرية «الكلح» مركز إدفو وأيضًا في جزيرة «المنصورية» بمحافظة أسوان.
والشيخ جابر الأنصاري هو صاحب المقام الشهير بالإسكندرية فهو جابر بن إسحق بن إبراهيم بن محمد الأنصاري والمكنَّى بأبي إسحاق ويتصل نسبه من جهة أبيه بسعد بن عبادة الأنصاري سيد الخزرج.
وعاش الشيخ جابر الأنصاري في الإسكندرية بعد أن جاء من الأندلس ومنها إلى طرابلس ومنها إلى القاهرة، وقد ظل الشيخ مقيمًا بالإسكندرية وأقام له زاوية حتى توفى سنة 697ه بعد أن تجاوز التسعين من عمره، بينما تحولت الزاوية إلى مسجد تم بناؤه عام 1935.
وكان قيس بن سعد بن عبادة قد شهد فتح مصر في عهد الخلفاء الراشدين ثم ولاه علي بن أبي طالب إمارتها وكان والده سعد بن عبادة زعيم الخزرج قبل الإسلام قد أسلم مبكرًا وعاش إلى جوار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وقد روى أبو داود من حديث قيس بن سعد أن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة» صدق رسول الله.
وتنحدر من نسله قبيلة الحمادية وبني نصر (بني الأحمر آخر ملوك الأندلس) وعائلة الغنيمي بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية وصفط زريق بجوار ديرب نجم، وأيضًا عائلة آل هيثم الأنصار، ويطلق عليهم عرب بني سعد بمحافظة الغربية، ويمتد تواجدهم أيضًا إلى عائلة «السعايدة» الأنصار وقبيلة «شوافع المعابدة» الأنصار بقرية عرب المعابدة ولهم امتداد أيضًا في قرية «بني محمد» مركز أبنوب وتواجد بمركز ديروط ومركز الفتح بأسيوط ومركزي طما والمراغة وقرية شندويل وقرية «عرابة أبو كريشة» بمركز المنشاة، و«عرابة ابيدريس» مركز البلينا بمحافظة سوهاج، وأيضًا بمركز نجع حمادى وعائلة «القاضي القطري» وهي عائلة كبيرة بمركز فرشوط وقرية (هو) بنجع حمادى ودشنا وقبيلة «الركابية» الأنصار بالواحات الخارجة بمحافظة الوادي الجديد ولهم تواجد في العديد من مناطق محافظات الأقصر وأسوان والمنيا ودمياط والبحيرة و(مركز كفر الدوار) وجميعهم أبناء عمومة لقبيلة الحمادية وجذورهم تمتد إلى ذرية الصحابي سعد بن عبادة الساعدي الخزرجي الأنصاري.
وتعتبر عائلة «حمادى» الأنصاري هي امتداد لهذا النسب الكريم، وهي تعد من أبرز العائلات السياسية والبرلمانية، حيث يعد الجد الأكبر للعائلة هو الشيخ (محمود حمادى)، حيث تولى نجله محمد محمود حمادى منصب «مدير مديرية جرجا» في عهد محمد علي باشا، ثم توارثت العائلة وعلى مر العصور مواقع ومناصب عديدة.
وكانت بيوت ودور «الحمادية» في سوهاج وغيرها مفتوحة لأبناء المناطق عبر العصور الزمنية المختلفة، وقد قام السلطان أحمد فؤاد الأول - قبل أن يصبح ملكًا- بزيارة قصور كل من محمود بك همام حمادى ومحمود بك الناظر حمادى في رحلته الشتوية للصعيد وقد استقبلته العائلة عن بكرة أبيها خلال زيارته لها عام 1917.
كما قام رئيس الوزراء محمد محمود باشا بزيارة قصر محمود همام حمادى في 19 من سبتمبر 1928 واستقبل بحفاوة بالغة من رموز العائلة، وكانت زيارته تقديرًا واعترافًا بدور العائلة القوي في الحياة السياسية والاجتماعية والبرلمانية.
نواب عائلة حمادي:
كان الشيخ محمد محمود حمادى بك من أوائل النواب في تاريخ الحياة البرلمانية المصرية حيث انتخب عضوًا في الهيئة النيابية الأولى لمجلس شورى النواب الذي أنشأه الخديو إسماعيل 1866-1869م. وكان الشيخ محمد بك حمادى عمدة القرية «بلصفورة» التابعة لمديرية جرجا في هذا الوقت، وكانت له إسهاماته العديدة في المجلس، وكان من أهم مقترحاته هو ضرورة وضع نظام لضبط عملية تحصيل الأموال في المديريات المختلفة لمنع العبث في المتحصلات وقيدها.
وأورد -علي باشا مبارك- في كتابه الخطط التوفيقية الصادر في القرن التاسع عشر ترجمة لمحمد بك حمادى في معرض حديثه عن قرية بني صبورة (بالصفورة) حيث قال: ومنها محمد بك أبو حمادى، له شهرة من زمن العزيز محمد علي، وهو فلاح أخذ في الترقي من زمن المرحوم سعيد باشا إلى أن صار في زمن الخديو إسماعيل من أعضاء مجلس الاستئناف بأسيوط ثم مدير مديرية جرجا وابنه أحمد كان وكيل مديرية جرجا ثم توفيا إلى رحمة الله تعالى، وقد جعل منهم ناظر قسم وحاكم خط، ومنهم ابنه همام رئيس المجلس المحلي بجرجا، ولهم أبنية تشبه قصر المديرية الذي بسوهاج، ولهم مسجد عامر رتب فيه شيخًا لتدريس العلم لتلامذة يأتون إليه من بلاد كثيرة، وجعل له مرتبات من ماله حسبه الله تعالى له، وله بستان غربي البحر الأعظم في مقابلة أخميم إلى قبلي فيه جميع الفواكه وله جنينة في إخميم، وكانت وفاة ذلك البيك سنة تسعة وثمانين ومائتين وألف(1).
وبعد وفاة محمد بك حمادى تم ترشيح نجله همام بك محمد حمادى (عمدة المنشاة) على نفس المقعد في انتخابات تكمليلية جرت عام 1868 وفاز فيها، وقد كان له دور كبير في تأسيس حزب الأمة الذي حمل لواء الدفاع عن مصر والمطالبة بانسحاب المحتل الإنجليزي.
وكان همام بك حمادى له دوره المتميز في مجلس شورى النواب، في تبني مشاكل أبناء الدائرة والمناطق الأخرى، وفي جلسة المجلس بتاريخ 7 من فبراير 1896 تحدث عن مشاكل الري حيث قال: إن ترعة حوض أخميم يصير تطهيرها وتوسيعها لحد القنطرة، إنما إذا حصل كسر السحارة، يحصل ضرر للحوض بسبب كسرها، وإذا فضلت السحارة يحصل نفع للميرى وأرباب الأطيان وكذلك ترعة حوض سوهاج يصير تطهيرها على حسب العادة لكون الحوض تخلف فيه شراقي في هذا العام، وإذا صار تطهيرها لا يتخلف شراقي (1).
وكانت ترعة حوض أخميم هي من الترع النيلية التي تنقل مياه الفيضان لري وملء الحياض من منطقة أخميم سوهاج، وقد قال عنه فرج سليمان فؤاد في كتابه الكنز الثمين لعظماء المصريين إنه كان من كبار الأتقياء الصالحين، ومع علو منصبه ودرجته ولقبه كان في غاية التواضع والنفس المرضية، فكان يتفقد الفقراء بنفسه، ويزور كل من به آفة ويواسي البؤساء والمحتاجين، وكانت ممتلكاته خلال السبعين سنة وفقًا للأعمال الخيرية وخدمة بلاده بكل أمانة وإخلاص، شغل وظيفة مأمور مالية في مديرية قنا، وكان رئيس مجلس الأحكام الملغاة في سوهاج وأسيوط فلما ذاع صيته واشتهر بين الناس بلين الجانب ارتقى إلى وكيل مديرية جرجا، فخدم الحكومة ردحا من الزمن بذمة ونشاط، وقد توفى همام باشا في سنة 1912 (1).
وبعد همام بك محمد حمادى، جرى انتخاب رشوان بك محمد حمادى (عمدة الكرمانية) - مديرية جرجا، عضوًا في مجلس النواب المصري في عهد الخديو توفيق 1881-1882.
وبعد حل مجلس النواب المصري في عام 1882، تم إنشاء مجلس شورى القوانين في عام 1883 (عهد الخديو توفيق)، وانتخب عبد العزيز بك الناظر محمد حمادى عضوًا بمجلس شورى القوانين عن مديرية جرجا 1883-1890.
وبعده انتخب من العائلة محمود بك همام حمادى والذي نجح نائبًا عن مديرية جرجا واكتسب عضوية الجمعية التشريعية في عهد الخديوي (عباس حلمي الثاني) والتي جاءت في أعقاب حل مجلس شورى القوانين والجمعية العمومية.
وولد محمود بك همام حمادى في بلصفورة في سنة 1874م، تعلم القرآن الكريم، ثم التحق بمدرسة قنا خلال فترة عمل والده هناك، ثم التحق بمدرسة سوهاج ونال قسطًا من العلوم، ولما بلغ عمره 23 عامًا وقع الاختيار عليه ليكون عمدة لبلدته «بلصفورة» خلفًا للمرحوم محمد بك الناظر حمادى، وقد ظل في هذه الوظيفة أربع عشرة سنة خدم فيها أهالي بلدته بكل أمانة وإخلاص، وقد نال العديد من الرتب الخديوية، وانتخب عدة مرات في لجان الشياخات ومجلس المديرية ثم انتخب عضوًا بالجمعية التشريعية سنة 1914، وحاز على غالبية أصوات الدائرة، وقد تبرع هو وعائلته للدولة على يد البرنس طوسون باشا بألف جنيه لنصرة أمته وبلاده (1).
وكان محمود بك همام حمادى صاحب مواقف قوية في دفاعه عن حزب الوفد وزعيمه سعد باشا زغلول، مناصرًا للحق رافضًا للظلم.
جريدة الهادي قالت عن النائب محمود همام حمادى إذا غضب، غضبت جرجا كلها، فقد كان غضبه ورضاه هو من أجل الحق!
وكتبت جريدة «الهادي» الصادرة في 7 من أكتوبر 1929 مقدمة النائب محمود بك همام كواحد من رجال مصر البارزين قائلة: لما غضبت مصر غضبتها المشهودة، وثارت ثورتها التاريخية مطالبة بحقها المهضوم، كان في مقدمة العاملين على إذكاء هذه الثورة المباركة، وانتعاش هذه النهضة، ورفع شأن مصر حضرة صاحب السعادة محمود بك همام حمادى، رجل مديرية جرجا الأوحد وفخرها وأخيرًا كان الوفد الذي يستطيع أن يجابه به الصعاب وموضع ثقة حضرة صاحب الدولة النحاس، وقد كان أيضًا المرحوم الزعيم سعد باشا يعده في مقدمة أنصاره وأعوانه الذين يصح الاتكال عليهم، حيث يمكنه الثبات إذا ما أعظم الخطب، وقد جربوه فوجدوه صلبًا شديد التمسك بمبدئه، لا يخاف في الحق لومة لائم، وتكمل الصحيفة مقالها قائلة يهابه خصومه ولم يستطيعوا مواجهته لأن المديرية بأجمعها كانت رهن إشارته وتحت أمره لأنه إذا غضب رأيت أهل المديرية بأجمعها غضبى، وإذا رضى رأيتهم جميعًا راضين، لعلمهم أن غضبه ورضاه للحق، فهو ليس من الرجال الذين تلعب بهم الأهواء وإنما هو رجل بمعنى الكلمة، قوي الشكيمة رابط الجأش، مهيب الجانب وسط قومه ومواطنيه، والزعماء الوفديون جميعهم يحبونه ويقدرونه أحسن تقدير، ويعدونه من أساطينهم وأصحاب الرأي فيهم، وقد رأيناه في أوقات المحن ثابتًا صابرًا، يبذل النفس والنفيس.
وقالت الصحيفة: لقد شاهده الجميع أيام جولة المرحوم سعد باشا زغلول النيلية بالصعيد كالأسد يصيح بأعلى صوته: إننا مستعدون لبذل الأرواح في سبيل المحافظة على كرامة الرئيس (1).
وانتخب أمين بك همام حمادى أحد أبناء المرحوم همام بك حمادى لعضوية مجلس النواب في دور انعقاده الأول عام 1924، حيث فاز في الانتخابات العامة بأغلبية مطلقة في 12 من يناير من نفس العام عن دائرة المنشاة بسوهاج، وكان قبل ذلك قد خلف أخاه محمود في وظيفة العمودية (1).
وفي نفس دور الانعقاد انتخب عضو آخر عن العائلة عن دائرة أخميم وهو محمود بك همام حمادى (من الأعيان) عضوًا بمجلس النواب وإلى جانب ذلك انتخب حسن بك رشوان حمادى (من الأعيان) عضوًا بمجلس الشيوخ عن سوهاج في 23 من فبراير 1924، واستمر عضوًا بالمجلس وخرج منه في 15 من مايو 1930، وانتخب مرة أخرى عن دائرة سوهاج عضوًا بمجلس الشيوخ عام 1931 إلى 30 من نوفمبر 1934، ويعد حسن بك رشوان حمادى واحدًا من النواب الذين انتخبوا لدورات متعددة في مجلس الشيوخ وقضى 25 عامًا في عضويته بالمجلس.
وفي الهيئة النيابية الرابعة عام 1929 انتخب محمد عبد الرحيم حمادى (من الأعيان) عن دائرة أخميم، وأعلن فوزه في 21 من ديسمبر من نفس العام، وانتخب أيضًا عبد الرحيم بك محمد حمادى عن إدفا-جرجا في نفس المجلس عام 1929، وفي الهيئة النيابية السادسة 1936، تم انتخاب محمود بك همام حمادى عضوًا بمجلس النواب عن دائرة أخميم بسوهاج وانتخب محمد عبد الرحيم حمادى عضوًا بالمجلس عن بلصفورة وفي الهيئة السابعة انتخب محمود بك حمادى عن دائرة سوهاج في عام 10/3/1938، كما انتخب عبد العزيز محمد حمادى عن دائرة إدفا في عام 1938، وانتخب محمد عبد الرحيم حمادى عن دائرة «المنشاة» في نفس دورة مجلس النواب (الهيئة النيابية السابعة)، وهكذا اجتمع ثلاثة نواب عن العائلة في مجلس واحد مما يدل على قوتها وانتشارها وثقة الناخبين في أبنائها.
وانتخب قدري بك أمين حمادى لعضوية مجلس النواب عام 1942، كما انتخب ذكي بك أمين حمادى عن دائرة «بلصفورة» لعضوية مجلس النواب الذي تم حله عام 1952 بعد قيام الثورة، وكان آخر برلمان في برلمانات أسرة محمد علي.
نواب العائلة بعد قيام ثورة 1952:
تميزت مواقف عائلة حمادى طيلة تاريخها بالوطنية وكان البكباشي رشوان توفيق حمادى من الضباط الأحرار الذين شاركوا في قيام الثورة، وقد فاز بعضوية مجلس الأمة عن محافظة سوهاج، 1957-1958، كما انتخب المستشار عبد الرحيم عبد الرحمن حمادى عضوًا بمجلس الشعب لدورات متعددة من 1917-1984.
العائلة جرى تمثيلها في جميع المجالس النيابية وأحمد حمادى كان وكيلًا لمجلس الشعب
واحتفظت العائلة بمقعدها أيضًا في انتخابات مجلس الشعب التي تلت هذه المرحلة، حيث جرى انتخاب المستشار أحمد محمد عبد الرحيم حمادى لعضوية المجلس في الفترة من 1985-1995، كما انتخب وكيلًا لمجلس الشعب حتى وفاته.
اللواء حازم حمادى هو آخر نواب العائلة وانتخب ل 3 دورات متتالية
وانتخب اللواء حازم حمادى الضابط السابق بجهاز مباحث أمن الدولة نائبًا بالمجلس ل 3 دورات 2000 / 2005
و2005 / 2010 و2010 / 2011 وكان نائبًا عن مركز سوهاج، إلا أن العائلة لم تمثل في البرلمانات التالية من 2012-2021.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.