خبير تربوي: يجب تقليل قبول الطلاب بالكليات التي لا يحتاجها سوق العمل.. وأستاذ علم النفس: الدولة المصرية وضعت خطة تطوير لمنظومة التعليم تتناسب مع رؤية 2030

خبراء تعليم لصدى البلد :
على الطلاب وأولياء الأمور اختيار الكليات التي يحتاجها سوق العمل
منذ تولي الرئيس السيسي شاهدنا تغييرا وإصلاحا جذريا للعملية التعليمية ككل
انتقادات تطوير التعليم يرجع إلى وعي أولياء الأمور

تحدث الرئيس السيسى صباح اليوم ، خلال فعاليات المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية ، فى عدد من النقاط الهامة التى تخص مرحلة التعليم و طلاب الجامعات ، وطالب من أولياء الأمور مساعدة الدولة في تحسين عملية التعليم فى مصر لنؤهل أكبر عدد من الطلاب إلى سوق العمل .
ومن جانبه قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، الخبير التربوي ، ان المشكلة الأساسية التى يواجها التعليم الجامعى هى الطلاب وأولياء الأمور هو أن يحصل الطالب على رخصة وهى التي تتمثل فى الشهادة الجامعية ، والتى من الممكن لا تتفق مع حاجته ولا متطلبات سوق العمل .
وأضاف الدكتور حسن شحاته خلال تصريح لصدى البلد ، على الطلاب وأولياء الأمور أن يختاروا الكليات التى يحتاجها سوق العمل ، مشيرا إلى انه لابد من الطالب أن يتسلح بالمهارات التى تساعده على النجاح فى سوق العمل .
كما أكد " شحاتة " أن بطالة طلاب الجامعة ناتج عن التخرج من كليات لا يحتاجها سوق العمل ، كما أن الطلاب غير مدركين أن التعليم مرتبط بالمهنة ، مشيرا إلى انه لا بد من أن يكون هناك توعية من وسائل الإعلام و المرشد تعليمى ونفسى يساعد الطلاب ان ينتقوا مجالات التى يتطلبها سوق العمل .
وتابع الخبير التربوى ، على الدولة تقليل اعداد قبول الطلاب على الكليات التى لا يحتاجها سوق العمل ، و المناهج الدراسية لا بد أن ترتبط بسوق العمل و تؤهلهم إلى سوق العمل بشكل كبير قبل التخرج .
وفى نفس السياق ، علق الدكتور شريف شاهين عميد كلية الآداب جامعة القاهرة ، قائلا : ان كلام الرئيس يستوجب عمل وقفة لإعادة النظر في المقررات التي يتم تدريسها في كليات الآداب في مصر ، لجعلها تقدم للخريج المهارات المطلوبة حاليا بالفعل في سوق العمل لمواكبة متطلبات التنمية المستدامة من أدوار ووظائف للمشاركة في تنمية المجتمع " .
كما أوضح عميد كلية الآداب جامعة القاهرة خلال تصريح خاص لموقع صدى البلد ، أن اتجاهات البحث العلمي في التخصصات المتاحة الآن في كليات الآداب في مصر تصب لصالح التنمية المستدامة للمجتمع إلى حد كبير ، ولكنها بحاجة للمراجعة الشاملة لجعلها تواكب تطورات العلوم الاجتماعية والإنسانية الرقمية في العالم " .
قال عميد كلية الآداب جامعة القاهرة : إن كليات الآداب هي كليات لتخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية ، وهذه التخصصات تمثل 61٪؜ من مؤشرات الأداء في الخطة الاستراتيجية للتنمية "رؤية مصر2030" في محاورها الخمسة الرئيسية ".
و أشار عميد كلية الآداب إلى أن الشباب لا يقومون باختيار الكليات التى يحتاجها سوق العمل أم لا ولكن الاختيار قائم على أساس المجموع العام في الثانوية العامة وليس بإرادة الطالب.
و أكد " شاهين " أن اختيار الفرع الأدبي قرار مبني أحيانا على معايير متنوعة أبرزها رغبة داخلية وموهبة لدي الطالب تتعلق اما بحب النصوص القانونية والتشريع أو بالتخصص في الاقتصاد والعلوم السياسية ورغبة في التخصص في المحاسبة وإدارة الاعمال أو موهبة كتابة الاشعار والروايات وغيرها .
على الجانب الآخر ، أكد الدكتور ماجد أبو العينين عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق أن منظومة التعليم في مصر شهدت تراجعا كبيرا خلال العقود الأخيرة، لافتا أنه منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي شاهدنا تغييرا وإصلاحا جذريا للعملية التعليمية ككل، للوصول إلى معايير تعليمية تكافئ وتنافس معايير التعليم العالمي.
وأضاف الدكتور ماجد أبو العينين أن القصور المتراكم الذي أصاب التعليم قبل الجامعي كان كبيرا للغاية، وعلى الجانب الآخر يتغير التطور العلمي والتكنولوجي واحتياجات سوق العمل بشكل يومي، لذلك تتوجه الدولة المصرية لدمج المناهج واستحداثها مطلب أساسي لتوفير فرص عمل وتخريج طلاب يواكبون الثورة التكنولوجية، لافتا أن عدد الطلاب المقيدين في هذه المنظومة يقرب من ربع سكان مصر.
وأشار عميد كلية التربية السابق أن منظومة التعليم ميراث ثقيل نتج عن ارتباط مفهوم تطوير التعليم في الماضي بزيادة المحتوى التعليمي وإضافة نتائج البحوث العلمية الحديثة إليها باستمرار مما تسبب في تراكم معرفي هائل لا يعرف الطالب لماذا يدرسه.
وأوضح أن منظومة التعليم كانت منفراً أكثر منه جاذباً بسبب التعليم المنصب على نقل المعارف والتدريب على تجاوز الامتحان بأعلى الدرجات بنظام ابتلاع المعلومات وإعادتها كما هي دون ممارسة ولا تطبيق، لافتا إلى أن الأمر قد اختلف الآن بعد البدء الحقيقي في علاج المشكلة من جذورها ليس في التعليم فقط بل في مختلف قطاعات الدولة والتي ظهرت بشكل ملموس لا ينكره جاحد.
ونوه الدكتور ماجد أبو العينين إلى تكاتف جهود كافة الوزارات وربط الجامعات بمؤسسات الإنتاج بشكل مباشر.
والمطمئن في الأمر أن هناك جهودا حثيثة من خلال لجان القطاع بالمجلس الأعلى للجامعات لوضع أطر ومعايير مهمة في وثائق مرجعية مبنية على رصد دقيق للواقع مع الدراسات المقارنة على مستوى العالم.
كما قال الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي وأستاذ علم النفس التربوي كلية التربية جامعة عين شمس أن الدولة المصرية وضعت خطة تطوير لمنظومة التعليم تتناسب مع رؤية مصر 2030 وهي عبارة عن 3 أهداف رئيسية تطوير امل للبنية التحتية للمدارس بالإضافة إلى استحداث المناهج مع استخدام التكنولوجيا و تحسين جودة النظام التعليمي بما يتوافق مع النظم العالمية .
وأكد الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي علي إتاحة التعليم للجميع دون تمييز، وتحسين تنافسية نظم ومخرجات التعليم. وتضمنت عملية التطوير تطوير المناهج وتوفير البنية التحتية وتطوير منظومة التقييم والتركيز على التقويم الشامل .
وأشار الخبير التربوي الي فتح المجال أمام الموهوبين منوها الي أن وزارة التربية والتعليم، تتوسع في إنشاء مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا STEM، في إطار اهتمامها برعاية الموهوبين في مجالي العلوم والرياضيات، نظرًا لحاجة الدولة لزيادة عدد الطلاب المقيدين بالشعب العلمية، بعد اتجاه الكثير من الطلاب للشعبة الأدبية بالثانوية العامة.
وأوضح الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس التربوي أن السبب الرئيسي وراء انتقادات تطوير التعليم يرجع الي وعي أولياء الأمور الذين اعتادوا إلى النظر إلى الدرجة نهاية العام وليس ماذا اكتسب هذا العام من مهارة أو علم .
وتابع شوقي أن منظومة التعليم منذ عقود تعتمد على الحفظ والتلقين لذلك يواجه عددا كبيرا من الخريجين قلة فرص بسوق العمل مشيرا إلى أن منظومة التعليم الآن، لا تعتمد على الحفظ، ولكن البحث والتفكير والابتكار واكتساب المهارات بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا لمواكبة الثورة التكنولوجية .
وطالب الدكتور تامر شوقي أولياء الأمور أن يساعدوا أبناءهم في التعليم والتعلم والحضور بالمدارس وعدم الاعتماد علي الدروس الخصوصية لمواكبة سوق العمل وليس الحصول على شهادة فقط بالإضافة إلى تنمية مهاراتهم.