قال محمد عبد الوهاب المحلل الاقتصادي والمستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، بدأ اليوم الدب الروسى بتنفيذ تهديداته باحتلال أوكرانيا حيث بدأت العمليات العسكرية الروسية وبدأ القذف الروسى بشكل مباشر للمواقع الأوكرانية فى أحد المشاهد المظلمه للإقتصاد العالمى فبعيدا عن الأسباب السياسية والدوافع الأساسية لتلك العمليات دعونا ننظر بعمق أكثر إلى الوضع الإقتصادى العالمى وما مدى تأثير تلك الحرب عليه. وتابع المستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية: "ما لبث الإقتصاد العالمى أن بدأ فى التقاط أنفاسة بعد جائحة كورونا وما أصابت به العالم من خسائر اقتصادية فادحه خلال تلك الجائحه وما سوف يعقبها من تبعات تضخمية وركود يهدد العالم بأزمة اقتصادية كبرى، إلا أن الدب الروسى وجد من الملائم أن يقوم بمغامرته غير المدروسة تلك ويأخذ الاقتصاد العالمى إلى بعد أكثر ضبابية من الوضع الحالى". وأوضح عبد الوهاب فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد"أنه بداية التلويح بالتهديدات الروسية شهدت الأسواق المالية هبوط كبيرا وشهدت أسواق العقود الأجلة للذهب والطاقة والغذاء ارتفاعات كبيرة وما الماضى عنا ببعيد وذاكرة 2014 تعود من جديد حيث ارتفاعات الأسعار فى وقتها عندما ارتفعت اسعار القمح قرابة 75% خلال شهرى فبراير ومارس من نفس العام . وأشار إلى أن دولتى روسياوأوكرانيا لهم تأثير كبير على الاقتصاد العالمى حيث تمتلك كل منهم حصص مؤثرة فى انتاج العديد من السلع الهامه لدول العالم ولدول الشرق الأوسط بشكل خاص، موضحًا أنه منذ اغلاق روسيا لحركة الملاحة البحرية اما موانئ أوكرانيا وقامت بشل التجارة الدولية لها حيث أن الموانئ الثلاث عشر الأوكرانية دعمت الاقتصاد الأوكرانى حيث أن نسبة 60% من الصادرات الأوكرانية، كانت تعبر من خلالها توقفت تماما وبالتالى سوف تفرض دول اوروبا وامريكا عقوبات اقتصادية على روسيا وتمنع صادراتها لدول العالم. ولفت المحلل الاقتصادي والمستشار المالي إلى أن أوكرانياوروسيا تمثل صادراتهما قرابة 29% من اجمالى صادرات القمح فى العالم البالغ فى 2021 نحو 204.4 مليون طن مترى، وبلغ نصيب أوكرانيا منه نحو 24.2 مليون طن وروسيا قرابة 35 مليون طن وباقى دول العالم قرابة 145مليون طن ، حيث صعدت أسعار القمح فى بداية التوترات 7% للعقود الأجلة فى أسواق السلع ، واليوم مع بداية العمليات شهدت أسواق السلع ارتفاعات كبيرة جدا حيث لامس الذهب 1950 دولار للأونصه، والنفط الخام اقترب من 100 دولار للبرميل، وارتفعت أسعار الغاز الطبيعى لتصل 4.85 دولار وكذلك أسعار النحاس وباقى السلع الغذائية وننتظر هبوط حادا لأسواق الأسهم الأمريكيه والأوروبية عند الافتتاح. وأكد عبد الوهاب أن مصر هى أكبر مستورد للقمح فى العالم حيث بلغت الواردات من القمح فى 2020 قرابة 12.9 مليون طن بما يساوى 3.2 مليار دولار، وفى 2021 استوردت مصر 5.5 مليون طن قمح وبرغم التوقع هذا العام لانخفاض الواردات من القمح ليصل 5.3 مليون طن نتيجة الزيادة فى الانتاج المحلى، ولكن تبقى وارادات مصر من القمح عالية جدا وتستورد مصر 50% من ورارداتها من القمح من روسيا و30% من أوكرانيا الى جانب الاستفاده من التكلفة الرخيصة للشحن البحرى من خلال المرور من مضيق البوسفور فمع اغلاق الملاحة البحرية سترتفع الأسعار بشكل كبيرجدا ، وأى ارتفاع فى الأسعار سوف يؤثر بشكل مباشر على المستهلكين الذين يعانون حاليا من ارتفاع الأسعار فى كافة السلع الأخرى، هذا بجانب أثر الأزمة على السياحة المصرية التى تعتمد بشكل كبير على الوفود الروسية والاوكرانية. وكشف المحلل الاقتصادي، عن أن دول الشرق الأوسط ستتأثر بشكل مباشر من تلك العلميات حيث تعتمد بشكل أساسى على أوكرانيا فى استيراد احتياجاتها من القمح والذرة وباقى السلة الغذائية حيث يستهلك الشرق الوسط 40% من صادرارت أوكرانيا فى تلك السلع الى جانب باقى السلع مثل الشعير التى تستحوذ على 18% من صادرات العالم و16% من صادرات الذرة بانتاج بلغ 31مليون طن الى جانب باقى السلة الغذائية. أما عن اثر العمليات العسكرية الروسية فى اوكرانيا على الاقتصاد العالمي توقع عبد الوهاب، وصول اسعار النفط إلى 150 دولار للبرميل وارتفاع شديد فى أسعار الغاز الى جانب العديد من المواد الخام المستخدمة فى انتاج السماد والسيارات والأدوية اذا ينتظر العالم موجه غلاء جديد ليكون عام 2022 وما بعده بوابة الجحيم للإقتصاد العالمى. قال علي الحليوة الخبير الاقتصادي، إن غزو روسيالأوكرانيا قد ينذر بأزمة اقتصادية عالمية جديدة في أوروبا بأكملها وسيؤثر أيضا بشكل مباشر في النمو العالمي الذي يعاني أصلا من تداعيات جائحة كورونا التي كبلت اقتصادات العالم جراء الاغلاق الذي حدث أكثر من مرة. وحذر علي الحليوة، من الآثار السلبية التي ستنتج جراء اندلاع حرب حيث سيكون له التأثير الهائل في أوكرانيا؛وروسيا بسبب العقوبات الاقتصادية التي ستوقعها الولاياتالمتحدةالأمريكية على موسكو؛ كما أنه من المتوقع تأثر القطاع المصرفي والحوالات المالية في البلدين. وأشار الحليوة، إلى أن تعليق ألمانيا لخط أنابيب نورد ستريم 2 Nord Stream " لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إليها؛ لن يؤثر حاليا لأنه لم يدخل في الخدمة رسميا؛ ولكن إن تم اتخاذ عقوبات على قطاع الطاقة الروسي؛ ستتأثر موسكو، ولكن في المقابل سترتفع أسعار الطاقة. ودق الحليوة، ناقوس الخطر إذا تطورت الحرب الروسية الأوكرانية، كون الأمن الغذائي العربي في خطر، حيث يعد البلدين مركزا هاما في قطاع المواد الزراعية في العالم، وتمثل صادراتهما من القمح 23 في المئة من السوق العالمية، ويقوموا بتوريد ربع إنتاج الحبوب في العالم؛ بينما توزع الغالبية العظمى من صادرات أوكرانيا من الحبوب عبر البحر الأسود. يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، صرح الخميس، بإنه اتخذ قرار القيام بعملية عسكرية في دونباس بأوكرانيا؛ مضيفا أن الظروف تتطلب عملا حاسما من روسيا، فيما نقلت وكالة "رويترز" عن شهود، إفادتهم بسماع دوي انفجارات في العاصمة الأوكرانية كييف. وحذر من أن "سلطات أوكرانيا ستتحمل مسؤولية أي إراقة للدماء"، قائلا "أي محاولة للتدخل الأجنبي في عمل روسيا ستؤدي إلى نتائج لم يروها". في حين أعلن البيت الأبيض، خلال اجتماع مجلس الأمن المنعقد بالولاياتالمتحدةالأمريكية؛ أن العالم سيحاسب روسيا على ما يحدث في أوكرانيا حيال اجتياحها أوكرانيا. قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشؤون التنمية الاقتصادية، أن الصراع الدائر بين روسياوأوكرانيا سيكون له تأثير بالسلب على الاقتصاد العالمي بلا شك خاصة في ظل الأثر السلبي الذي تركته جائحة كورونا، إضافة إلى الموجة التضخمية العالمية والتي زادت من أسعار السلع الغذائية وغيرها، موضحا أن هذا الأثر السلبي سيزيد لو زاد التوتر بين روسياوأوكرانيا وتطور إلى حرب. تابع غراب، أن مصر بالطبع ستتأثر بهذه التداعيات والأثر الأكبر سيكون في السلع الغذائية خاصة القمح لأن أغلب واردات القمح من روسياوأوكرانيا، مشيدا بالتحرك السريع للحكومة المصرية هذه الأيام لبحث استيراد القمح من 14 دولة أخرى لتنويع واردات القمح حال تصاعد الأزمة بين الدولتين، هذا بالاضافة إلى وجود احتياطي مخزون استراتيجي من القمح يكفي 5 شهور والانتاج المحلي الذي سيبدأ من منتصف إبريل سيزيد المخزون الاستراتيجي إلى 9 أشهر . أوضح غراب، أن الأزمة بين أوكرانياوروسيا بالطبع ستؤدي لارتفاع أسعار الحبوب عالميا وخاصة القمح وهذا سيزيد سعره في بقية الدول الأخرى الموردة له، هذا بالاضافة إلى زيادة أسعار البترول عالميا فقد قارب سعره من ال 100 دولار للبرميل وبالتالي سيؤثر على كل دول العالم ومنها مصر وهذا بالطبع سيؤثر بالسلب على أسعار السلع الغذائية عالميا، مضيفا أن أوكرانيا مصدر رئيسي للقمح والذرة والشعير في العالم وبالطبع فقلة واردات الذرة الصفراء سيرفع أسعار الأعلاف في دول العالم وبالتالي رفع أسعار اللحوم، موضحا أن رفع أسعار القمح عالميا بسبب الأزمة سيؤثر ويضغط على الموازنة المصرية ويزيد الأعباء بتحملها تكاليف زيادة السعر . وأشار غراب، أن أسعار البترول سترتفع أعلى من 100 دولار للبرميل بكثير في حالة نشوب الحرب بين روسياوأوكرانيا، موضحا أن زيادة سعره سيفيد الدول المنتجة له فقط لكن سيؤثر بالسلب على بقية دول العالم ما يزيد الموجة التضخمية العالمية، هذا بالاضافة إلى بطء حركة الاستثمارات والتجارة العالمية بشكل عام، مضيفا أنه بالنسبة لمصر ستؤثر هذه الحرب على تدفقات السياحة الروسية والأوكرانية لأنها ستتسبب في توقف الوفود السياحية الروسية والأوكرانية والتي تأتي لمصر بأعداد كبيرة تمثل نسبة كبيرة من الوفود الأجنبية القادمة المصرية. ولفت غراب، إلى أن رفع أسعار الطاقة عالميا يفتح الفرصة أمام مصر لزيادة صادراتها من الغاز الطبيعي إلى الخارج، إضافة إلى فتح الفرصة أمامها لزيادة جذب الاستثمارات في قطاع النفط والغاز لزيادة الاكتشافات وزيادة الانتاج، هذا بالاضافة إلى أن زيادة الطلب على البترول سيزيد من حركة مرور السفن التي تعبر قناة السويس.