قال مدرب التنمية البشرية والادارية علاء فايد: "إن الشعور بالخجل عند الطفل يرجع لعدة اسباب، اهمها عامل الوراثة ومخاوف الأم الزائدة، فالوراثة تلعب دورا كبيرا في شدة الخجل عند الأطفال، والجينات الوراثية لها تأثير كبير على خجل الطفل من عدمه، فالخجل يولد مع الطفل منذ ولادته". وتابع: "ان بعض التجارب اكدت ذلك نظرا للجينات، حيث انها تنقل الصفات الوراثية من الوالدين إلى الجنين، والطفل الخجول غالبا ما يكون له أب يتمتع بصفة الخجل، وإن لم يكن الأب كذلك فقد يكون أحد أقارب الأب كالجد أو العم وغيرهم". وأوضح فايد: "إن السبب الثاني الذي يتسبب في خجل الطفل هو مخاوف الأم الزائدة، فجميع الامهات بطبيعتهم الفطرية تحب طفلها باعتباره أثمن ما لديها، لذا تشعر بأن عليها أن تحميه من أي أذى أو ضرر قد يصيبه، ولكن الحماية الزائدة على الحد تجعلها تشعر بأن طفلها سيتعرض للأذى في كل لحظة، ومن دون قصد تملأ نفس الطفل بأن هناك مئات من الأشياء غير المرئية في المجتمع تشكل خطرًا عليه، ومن ثم يشعر الطفل بالخوف". واضاف مدرب التنمية البشرية: "ويرى الطفل أن المكان الوحيد الذي يمكن أن يشعر فيه بالأمان والاطمئنان وهو إلى جوار أمه، ومثل هذا الطفل يشعر بالخوف دائما ولا يستطيع أن يعبر الطريق وحده، أو يستمتع بالجري أو اللعب أو السباحة في البحر، لأنه يتوقع في كل لحظة أن يصاب بأذى، ويظل منطويا خجولاً بعيدا عن محاولة فعل أي شيء خوفا من إصابته بأي أذى". وذكر: "ان خوف الأم على طفلها قد يصل إلى درجة تؤدي إلى منعه من الاختلاط واللعب مع الأطفال الآخرين خوفا عليه من تعلم بعض السلوكيات غير الطيبة أو تعلم بعض الألفاظ غير اللائقة فيصبح الطفل منطويا خجولاً يفضل العزلة والانطواء، ويخشى من الاندماج في أية لعبة مع الأطفال الآخرين".