نسمع كثيراً عن «المسابقات المدرسية»، وهو مصطلح يوحي بأن هناك أنشطة مدرسية لا ترتبط بالمنهج وتشهد مدارسنا العديد من المسابقات التي تكاد تكون دورية في كثير منها، ولا شك أن المسابقات بمعناها اللغوي (جمع مسابقة وهي مشتقة من السبق وهو التقدم في العدو - الجري)، كما تبرز المسابقات في تفعيل دور المنهج الدراسي وتنمية الأخلاق وتعزيز القيم الأصيلة لدى الطلاب وتخليصهم من القلق والاضطراب والخجل من خلال اكتساب أصدقاء جدد والتعرف على تجاربهم والتعاون معهم والسعي لإبراز القدرة على العمل التعاوني والمشاركة مع الطلاب الآخرين. قال الدكتور تامر شوقي الخبير التربوي بجامعة عين شمس أنه لا يخفى على أحد أهمية دور المسابقات العلمية في تحفيز الطلبة على التعلم والبحث والدراسة، ما يؤدي إلى زيادة التحصيل الأكاديمي، مشيراً إلى أن المسابقات العلمية تشعل فتيل المنافسة، ليس بين صفوف الطلبة أو بين المعلمين، بل وبين المجتمعات المدرسية ككل، فالإدارات المدرسية وأولياء الأمور والمعلمون يتكاتفون لتحفيز الطلبة وتقديم العون لهم لخوض المسابقة. وأضاف أن للمسابقات العلمية أثراً إيجابياً في المنظومة التعليمية، فهي تؤدي إلى تحفيز الطلبة على التعلم والإبداع والابتكار، فبمجرد إطلاق أو إعلان مسابقة ما فإن المجتمعات المدرسية تقيم مسابقات محلية في مجال المسابقة نفسه لاختيار مرشحيها. وأكد أنه لا شك أن المسابقات المنهجية وكذلك العلمية والثقافية والدينية تسهم في إبراز مواهب الطلاب والطالبات في مجالات الإبداع العلمي والثقافي والديني، كما أنها تتيح الفرصة للطلاب والطالبات على التفوق وإثبات الذات وتنمية روح المنافسة لافتا أن المسابقات تعمل على تنمية الأخلاق والقيم التربوية وتعزز الانتماء الوطني والصداقة كما تساعد الطلاب على التخلص من بعض المشكلات «القلق والاضطراب والخجل» . وكشف الخبير التربوي أن المسابقات التي تنظمها المدارس تساهم في كشف قدرات الطلبة ومواهبهم، موضحا ان المعلمون يبذلون جهوداً كبيرا في البحث عن هذه المواهب الطلابية وتنميتها، من خلال المسابقات التي تطلق بداية كل موسم دراسي. وأشار شوقي إلى أن المشكلة التي يجب على المسؤولين النظر بجدية لها هي رعاية الطلبة ما بعد الفوز في المسابقات المختلفة، فالطالب لا يجد أي جهة ترعى موهبته وتوجهه نحو التطوير بعد المسابقات أو حتى بعد انتهاء حياته المدرسية، ما يبقي هذه الموهبة هواية أو تنسى مع الأيام مؤكدا علي أهمية تنبي عقول وطنية مبتكرة ومبدعة، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يتم ذلك إلا من خلال صقل خبرات ومهارات الطلبة بالأنشطة.