تداول رواد صفحات التواصل الاجتماعي في محافظة الغربية "هاشتاج" بعنوان "حق_بسنت_لازم_يرجع"، وذلك عقب انتحارها بسبب تداول صورة مفبركة لها وهي عارية. وأحداث الواقعة بدأت منذ عدة أيام بتداول صور مفبركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها وجه الفتاة، "بسنت.خ" ما أصبح حديث الأهالي في المنطقة التي تسكن فيها، ودفعها للتفكير في الانتحار عبر ابتلاع قرص حفظ الغلال السام، المعروف إعلاميًا ب"الحبة القاتلة"
وتلقى اللواء هاني عويس، مدير أمن الغربية، إخطارًا من نقطة مستشفى جامعة طنطا يفيد باستقبال فتاة تدعى "بسنت.خ.ش" في العقد الثاني من عمرها إلى المستشفى في حالة متأخرة، بسبب، تناولها حبة الغلال سامة، وتوفيت في الحال.
تبين أن الفتاة أقدمت على الانتحار هربًا من الضغط النفسي الذي وقع عليها بسبب صورة عارية مفبركة لها، ففضلت الانتحار وتركت رسالة لوالدتها تنفي فيها صلتها بالصور المفبركة. وجاء في نص الرسالة التي تركتها الفتاة البالغة من العمر 17 عامًا: "ماما يا ريت تفهميني أنا مش البنت دي، ودي صور متركبة والله العظيم وقسماً بالله دي ما أنا، أنا يا ماما بنت صغيرة مستهلش اللي بيحصلّي ده أنا جالي اكتئاب بجد، أنا يا ماما مش قادرة أنا بتخنق، تعبت بجد".
اتهام الناس بالباطل قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن اتهام الناس بالباطل، والاحتيال في نسبة الزور إليهم بالافتراء والبهتان جريمة لا إنسانية خبيثة، قرنها الله تعالى -في النهي عنها- بعبادة الأصنام؛ فقال تعالى: «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» [الحج: 30]، والزور هو فُحش الكذب، والفجور فيه.
وشدد مركز الأزهر، في فتوى لها، على أن ابتزاز الناس بالاتهامات المُنتحَلة من خلال الصور المزيفة باستخدام البرامج الحديثة أو غيرها من الطرق التي يمكن بها الطعن في أعراض الناس وشرفهم؛ إنما هو إفك بغيض وإيذاء بالغ وبهتان مُحرَّم، حذَّر منه المولى سبحانه، ومن مغبة ارتكابه، والخوض فيه؛ فقال تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ» [النور: 11].
وتابع: «أنه لآثار هذه الجريمة النكراء على الأفراد والمجتمعات، في الواقع الحقيقي والافتراضي، ولتحقيق غايات الإسلام العليا في حفظ النظام العام، ومنظومة القيم والأخلاق؛ توعَّد الله تعالى فاعل هذه الجريمة بالعذاب في الدنيا والآخرة، وحَرَمَه من رحمته سُبحانه؛ فقال: «إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» [النور: 19] وقال سبحانه: «إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ». [النور: 23]
وأكد أنه لا ينبغي أن يكون الإنسان مُتجاوزًا لحدود الله سبحانه، خائضًا في أعراض الناس؛ إذ هو بذلك يهون في عيون الخلق، ويسوء مآله عند الخالق سبحانه.
وشدد على أنه ينبغي على المسلم أن ينشغل بمعالي الأمور ممَّا يعود عليه وعلى مجتمعه بالنَّفع في الدين والدنيا والآخرة، لا أن ينشغل بصغائرها، وما لا شأن له به؛ فعن سيدنا الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما مرفوعًا أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأمُورِ وأَشرَافَهَا، ويَكْرَهُ سَفْسَافَهَا».