كان الإيطاليون يتمتعون بفترة غير عادية من الانسجام السياسي - إذ قدم رئيس وزرائهم ماريو دراجي، قيادة حاسمة وكفء في خضم وباء كورونا، واقتصاد ينمو بسرعة، لكن هذا قد يتعرض للخطر عندما ينتخب البرلمان رئيسًا جديدًا في يناير المقبل. وحسب صحيفة "جارديان" البريطانية، فإن هناك طقوسا مبهمة توصف بأنها أقرب إلى تعيين "بابا جديد"، نظرًا لأن النتيجة قد تترك إيطاليا في مأزق ومنعطف حرج في حال انتخاب دراجي رئيًسا للبلاد أو بقائه في منصب رئيس الوزراء، حيث كان له الفضل في استعادة الاستقرار والثقة في البلاد. في هجرة غير شرعية.. طفل سوري عمره عام واحد يصل إيطاليا وحيدًا إيطاليا تسجل أعلى حصيلة إصابات يومية ب كورونا لا يوجد مرشحون رسميون في الانتخابات الرئاسية الإيطالية، وبدلاً من ذلك، أدلى المشرعون بأصواتهم السرية للانتداب لمدة سبع سنوات - يمكنهم التصويت لأي شخص، طالما أنه مواطن إيطالي ويبلغ من العمر 50 عامًا أو أكثر. تضمنت الأسماء التي ظهرت في الانتخابات السابقة لاعب كرة القدم فرانشيسكو توتي والممثلة صوفيا لورين وحتى بطل الأفلام الإباحية روكو سيفريدي، إلا أن اسم دراجي تم تداوله بانتظام ضمن المرشحين لخلافة سيرجيو ماتاريلا، الذي يتنحى عن منصب رئيس الدولة في 3 فبراير. وعلى الرغم أنه المرشح الأوفر حظًا الذي يبلغ من العمر 74 عامًا، لكنه لم يؤكد أو ينف الرغبة في منصب رئاسة الجمهورية، قائلا خلال مؤتمر نهاية العام الذي عقده الأربعاء: "مصيري الشخصي ليس له أهمية على الإطلاق، ليس لدي تطلعات معينة من نوع أو آخر.. أنا رجل في خدمة المؤسسات". فيما ألمح زعيم حزب الرابطة الإيطالي، ماتيو سالفيني إلى إمكانية انفراط عقد الائتلاف الداعم لحكومة رئيس الوزراء ماريو دراجي، إذا تم انتخابه رئيسا للجمهورية خلفا للرئيس سيرجيو ماتاريلا. وقال سالفيني: "أعتقد أن الحكومة التي عملت بشكل جيد، بقيادة شخصية موثوقة مثل دراجي ، يجب أن تكون قادرة على المضي قدم"، معتبرا أنه "إذا أزلت أهم مربع في هذه الحكومة، فلن يكون هناك يقين من الغد". وأكد أنه يعول على "مواصلة العمل مع هذا الفريق الحكومي لما فيه خير البلاد". وهنا في حال الترشح، سيواجه سالفيني، الشخص الوحيد الذي يتابع الانتخابات وأعلن رغبته في الانتقال إلى القصر الرئاسي وهو رئيس وزراء إيطاليا السابق، سيلفيو برلسكوني، الذي أدين في عام 2013 بالاحتيال وأصبح سيئ السمعة. من جانبه، قال ولفانجو بيكولي، الرئيس المشارك لشركة الأبحاث Teneo ومقرها لندن: "من المستبعد للغاية أن يتم انتخابه ولكن لا ينبغي أن نستبعد ذلك"، مضيفًا "إذا كان هناك شخص واحد لديه مهارات شراء أصوات لا مثيل لها، فهو برلسكوني". يلعب رئيس إيطاليا دورًا احتفاليًا إلى حد كبير، وإن كان يتمتع بسلطة حل الأزمات السياسية واختيار رؤساء الوزراء والدعوة إلى انتخابات مبكرة، إذ تدخل ماتاريلا عدة مرات لحل الأزمات، بما في ذلك دعوة دراجي لتشكيل حكومة وحدة في فبراير بعد انهيار الإدارة بقيادة جوزيبي كونتي. توقيت الانتخابات حساس لكن يعتبر دراجي "الأيدي الآمنة"، لكن الانتقال إلى القصر الرئاسي سيضع حكومته في نهاية مبكرة، مما يقوض الجهود المبذولة لسن الإصلاحات اللازمة لتأمين الأقساط من صندوق التعافي بعد الوباء التابع للاتحاد الأوروبي، والذي تعد إيطاليا المستفيد الأكبر منه . وأوضح بيكولي: "هذه هي المرة الأولى التي تكون فيها هذه الانتخابات ذات أهمية اقتصادية.. فقدت البلاد 10٪ من الناتج المحلي الإجمالي بسبب الوباء، والآن، مع دراجي هناك ثقة جديدة". وأضاف: "في أسوأ السيناريوهات، قد تؤدي ترقية دراجي إلى دفع الانتخابات العامة إلى الأمام لمدة عام. وإذا تم إجراء انتخابات مبكرة، فإن استطلاعات الرأي تشير باستمرار إلى أن تحالف أحزاب اليمين المتطرف، عصبة وإخوان إيطاليا، وفورزا إيطاليا برئاسة برلسكوني، يمكن أن يفوز". وفي حال ترشح دراجي، فقد يقضي وقته حتى الجولة الثانية أو الثالثة، إذ قال بيكولي: "حتى بالنسبة لشخص مثل دراجي، ليس من المعقول أن يتم انتخابه في الجولة الأولى، ولذا فهو لا يريد تقويض مكانته من خلال طرح نفسه للوظيفة في وقت مبكر جدًا".