رئيس الوزراء: مصر تؤكد التزامها الكامل بتعزيز التعاون مع منظمة الفاو ودعم الأمن الغذائي العالمي    مسئولو قطاع الإسكان يزورون محافظة البحيرة لتقديم الدعم الفني ومتابعة المشروعات    رئيسة وزراء بريطانيا تؤكد التزام بلادها بدعم أوكرانيا وتؤيد خطة السلام الأمريكية    الرئاسة تكشف تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وحفتر اليوم    رئيس وزراء كمبوديا يدعو للوحدة وسط تصاعد التوتر مع تايلاند    تفاصيل الاجتماع الفني لمباراة مصر والأردن في كأس العرب    منتخب مصر يخوض تدريبًا صباحيًا بمركز المنتخبات الوطنية استعدادا لودية نيجيريا    متحدث "الوزراء": أسعار تذاكر حديقتي الحيوان والأورمان سيتم إعلانها لاحقا    نجاة 4 ركاب في انقلاب ميكروباص بالقرب من كوم أوشيم    «ولنا في الخيال حب» يتصدر المنافسة السينمائية... وعمرو يوسف يحتل المركز الثاني    وزير الثقافة بمهرجان منظمة التعاون الإسلامى: أسبوع باكو مساحة مهمة للحوار    شيرين دعيبس: كل فلسطيني له قصص عائلية تتعلق بالنكبة وهذا سبب تقديمي ل"اللي باقي منك"    الإفتاء تؤكد جواز اقتناء التماثيل للزينة مالم يُقصد بها العبادة    الصحة تنفي وجود فيروسات جديدة وتؤكد انتظام الوضع الوبائي في مصر    الدعم السريع تستهدف محطة كهرباء الدمازين بطائرة مسيرة    سقوط مدوٍ والريال تائه.. صحف إسبانيا تتحدث عن هزيمة الملكي ضد سيلتا فيجو    ضمن مبادرة «صحّح مفاهيمك».. أوقاف الغربية تعقد ندوات علمية بالمدارس حول "نبذ التشاؤم والتحلّي بالتفاؤل"    أسعار اللحوم اليوم الاثنين 8 ديسمبر بأسواق البحيرة    مع اشتعال الأزمة مع ليفربول .. سان دييجو الأمريكي ينافس الهلال السعودي على ضم محمد صلاح    منتخب مصر بالزي الأبيض أمام الأردن غدا    محافظ المنيا يستقبل وزير الصناعة لتفقد محطات ومسار القطار الكهربائي السريع (صور)    ملفات إيلون ماسك السوداء… "كتاب جديد" يكشف الوجه الخفي لأخطر رجل في وادي السيليكون    الأرصاد تحذر : أمطار قادمة على القاهرة والوجه البحرى    بعد ساعات من التوقف.. إعادة تشغيل الخط الساخن 123 لخدمة الإسعاف بالفيوم    النيابة تطلب تقرير الصفة التشريحية لجثة سيدة قتلها طليق ابنتها فى الزاوية الحمراء    شاهد مكان مقتل الفنان سعيد مختار خلال مشاجرة في أكتوبر.. صور    إنقاذ أسرة من الموت في حريق التهم منزلهم ببني سويف    وزارة التعليم: إجراء تحديث على رابط تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية    تقرير "بروجيكت سينديكيت": الكهرباء هي الحاسم في سباق الذكاء الاصطناعي    خدمة اجتماعية بني سويف تحتفل باليوم العالمي للتطوع    القومي للإعاقة: الذكاء الاصطناعي أحد أدوات تعزيز الشمول والدمج المجتمعي    مهرجان الأوبرا العربية في دورته الأولى يكرم المايسترو عمر خيرت    جمهور نيللي كريم يترقب دراما رمضانية مشوقة مع "على قد الحب"    أعضاء المجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو" يزورون المتحف المصري الكبير    المصريون بالخارج يدلون بأصواتهم فى انتخابات 30 دائرة ملغاة بأحكام المحكمة الإدارية العليا    جيش الاحتلال يشن غارات جوية داخل مناطق انتشاره وراء الخط الأصفر في رفح الفلسطينية    "الصحة": الوضع الصحي في مصر مستقر رغم زيادة الإنفلونزا الموسمية    وزير الصحة يترأس اجتماعا لمتابعة مشروع «النيل» أول مركز محاكاة طبي للتميز في مصر    علاج 2.245 مواطنًا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    المجلس الأعلى للجامعات ينظم ورشة عمل لتقييم البرامج الأكاديمية    مشتريات الأجانب تصعد بمؤشرات البورصة فى بداية تعاملات اليوم    مدير جهاز تنمية البحيرات: عودة طيور الفلامنجو لبحيرة قارون بعد تحسين أوضاعها    كلوب يدعم صلاح: سفير ممتاز لمصر والمهاجم الأفضل في ليفربول    حسام أسامة: بيزيرا «بتاع لقطة».. وشيكو بانزا لم يُضِف للزمالك    غرفة عمليات الشعب الجمهوري تتابع تصويت المصريين بالخارج في الدوائر الملغاة    أسعار اليورانيوم تتفجر.. الطاقة النووية تشعل الأسواق العالمية    اعرف شروط الترقية لوظيفة كبير معلمين.. أبرزها قضاء 5 سنوات في ممارسة المهنة    وزير الرياضة: إقالة اتحاد السباحة ممكنة بعد القرارات النهائية للنيابة    عيد ميلاد عبلة كامل.. سيدة التمثيل الهادئ التي لا تغيب عن قلوب المصريين    الدفاع الروسية: إسقاط 67 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليلة الماضية    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 فى المنيا    التريلر الرسمي للموسم الأخير من مسلسل "The Boys"    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    وزير الإسكان: سنوفر الحل البديل ل الزمالك بشأن أرضه خلال 3-4 شهور    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أول قمة بين بايدن وشي جينبينج.. ملفات شائكة بين أمريكا والصين.. كيف سيكون مستقبل التعاون بين أمريكا والصين
نشر في صدى البلد يوم 17 - 11 - 2021

عقد الرئيس الصيني شي جينبينج لقاء افتراضيا مع نظيره الأمريكي جو بايدن أمس الثلاثاء؛ حيث قام الجانبان بالتواصل والتبادل على نحو واف ومعمق حول القضايا الاستراتيجية والشاملة والأساسية في تطور العلاقات الصينية الأمريكية والقضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك.
أشار شي جينبينج إلى أن كلا من الصين والولايات المتحدة يمر حاليا بمرحلة حاسمة للتنمية، وتواجه "القرية الكونية" للبشرية تحديات كثيرة. إن الصين والولايات المتحدة باعتبارهما أكبر اقتصادين في العالم وعضوين دائمين في مجلس الأمن الدولي، يجب عليهما تعزيز التواصل والتعاون، وتحمل مسؤولياتهما الدولية المطلوبة مع معالجة شؤونهما الداخلية بشكل جيد، وبذل جهود مشتركة لتدعيم القضايا السامية للسلام والتنمية للبشرية، وذلك يمثل التطلعات المشتركة للشعبين وشعوب العالم، ويعد الرسالة المشتركة للقيادتين الصينية والأمريكية.
مستقبل العلاقات بين أمريكا والصين
أكد شي جينبينج أن علاقات سليمة ومستقرة بين الصين والولايات المتحدة أمر مطلوب لتدعيم التنمية لكلا البلدين ولصيانة بيئة دولية يسودها السلام والاستقرار ولمواجهة التحديات الكونية مثل تغير المناخ وجائحة فيروس كورونا المستجد.
في أول قمة بينهما ..
الرئيس الصيني يحدد أربعة مجالات ذات أولوية بين الصين والولايات المتحدة
شي جينبيج: ملف تايوان خطير جدا ومحاولة اختراقه بمثابة اللعب بالنار
بايدن: ليس أمامنا خيار آخر سوى تحسين العلاقات الأمريكية الصينية

وأضاف "يجب على الصين والولايات المتحدة تبادل الاحترام والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك، وأنا على استعداد للعمل مع فخامتكم على التوصل إلى التوافق واتخاذ الخطوات الحثيثة لقيادة تطور العلاقات الصينية الأمريكية إلى الأمام بشكل إيجابي، وذلك يعد المتطلبات لخدمة الشعبين ويمثل تطلعات المجتمع الدولي".
وأشار شي جينبينج إلى أن استنئاف العلاقات الصينية الأمريكية وتطورها، الذي يمثل من أهم أحداث العلاقات الدولية على مدى السنوات ال50 الماضية، عاد بفوائد على البلدين والعالم. وتطلعا إلى السنوات ال50 المقبلة، إن أهم شيء في العلاقات الدولية هو ضرورة إيجاد طريق صحيح للتعامل بين الصين والولايات المتحدة. إن التاريخ منصف، وهو سيسجل كل ما يفعله شخصية سياسية مهما كان. فآمل من فخامتكم لعب دور كقيادة سياسية لإعادة السياسة الأمريكية تجاه الصين إلى المسار العقلاني والعملي.
إثيوبيا على شفا الانهيار.. وزير خارجية أمريكا يصل أفريقيا لمنع وقوع كارثة
خشية الصراع.. أمريكا تكشف عن سياسة جديدة مع الصين
وأكد الرئيس الصيني أنه استخلاصا للتجارب والدروس في تطور العلاقات الصينية الأمريكية، يجب على الصين والولايات المتحدة الالتزام بالمبادئ الثلاثة في التعامل مع بعضهما البعض في العصر الجديد: أولا، الاحترام المتبادل، أي احترام النظام الاجتماعي والطريق التنموي للجانب الآخر، واحترام المصالح الجوهرية والهموم الكبرى للجانب الآخر، واحترام الحقوق التنموية للجانب الآخر، ويجب التعامل مع بعضهما البعض على قدم المساواة، وإدارة الخلافات والسيطرة عليها، والسعي إلى الأرضية المشتركة مع ترك الخلافات جانبا. ثانيا، التعايش السلمي. يعتبر عدم التصادم وعدم المواجهة خطا أحمر يجب على الجانبين التمسك به، قد طرح الجانب الأمريكي إمكانية "التعايش" بين الصين والولايات المتحدة، ونعتقد أنه يمكن إضافة كلمة إلى ذلك، أي "التعايش السلمي". ثالثا، التعاون والكسب المشترك. تتشابك وتتمازج المصالح الصينية والأمريكية بشكل معمق، والبلدان رابحان من التعاون وخاسران في التصادم، إن الكرة الأرضية كبيرة بما يكفي، وتتسع للتنمية لكل منهما والتنمية المشتركة لهما. ويجب الالتزام بالمنافع المتبادلة بدلا من اللجوء إلى اللعبة صفرية المحصلة ومعادلة الغالب والمغلوب.
المجالات الأربعة ذات الأولوية بين أمريكا والصين
وأكد شي جينبينج أنه يجب على الصين والولايات المتحدة تركيز الجهود في المجالات الأربعة ذات الأولوية: أولا، إظهار المسؤولية كدولتين كبيرتين لقيادة المجتمع الدولي في التعاون لمواجهة التحديات البارزة.
وفي هذا الشأن، لعل التعاون الصيني الأمريكي لا يستطيع حل جميع المشاكل، غير أنه لا غنى عنه على الإطلاق. تكون جميع المبادرات العالمية التي طرحها الجانب الصيني مفتوحة أمام الولايات المتحدة، فنأمل من الجانب الأمريكي القيام بنفس شيء. ثانيا، تدعيم التواصل بين الجانبين على كافة المستويات وفي كافة المجالات بناء على روح المساواة والمنفعة المتبادلة، بما يضخ المزيد من الطاقة الإيجابية للعلاقات الصينية الأمريكية.
وتابع الرئيس الصيني، قائلا: أنا على استعداد للبقاء على الاتصال مع فخامة الرئيس عبر طرق مختلفة، بهدف تحديد اتجاه تطور العلاقات الصينية الأمريكية وإضفاء قوة دافعة عليها. تجمع الصين والولايات المتحدة مصالح مشتركة وواسعة النطاق في المجالات الكثيرة مثل الاقتصاد والطاقة والجيشين وإنفاذ القانون والتعليم والتكنولوجيا وشبكة الانترنت وحماية البيئة والشؤون المحلية، فيجب تبادل الخبرات والاستفادة وجعل "كعكة" التعاون الصيني الأمريكي أكبر. ويمكن للبلدين دفع التعاون العملي وحل المشاكل المفصلة عبر قنوات الحوار ومنصات الآليات مثل الأفرقة المعنية بالشؤون الدبلوماسية والأمنية والشؤون الاقتصادية والتجارية والمالية وشؤون تغير المناخ. ثالثا، إدارة الخلافات والقضايا الحساسة والسيطرة عليها بشكل بناء، ومنع خروج العلاقات الصينية الأمريكية عن المسار الصحيح والسيطرة. من الطبيعي أن تكون هناك خلافات بين الصين والولايات المتحدة، وأهم شيء هو إدارتها والسيطرة عليها بشكل بناء، تجنبا لتضخيمها وتأجيجها. ستحافظ الصين بالطبع على سيادتها وأمنها ومصالحها التنموية، فنأمل من الجانب الأمريكي معالجة القضايا المتصلة بذلك بكل حذر وتأن وبشكل ملائم. رابعا، تعزيز التنسيق والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية الهامة والساخنة، وتقديم مزيد من المنافع العامة للعالم. لا يزال العالم بعيدا عن السلام والاستقرار، فيجب على الصين والولايات المتحدة العمل مع المجتمع الدولي على الدفاع عن السلام في العالم وتدعيم التنمية فيه والحفاظ على النظام الدولي المنصف والمعقول.
أكد شي جينبينج أن الصين والولايات المتحدة تشبهان بسفينتين عملاقتين تبحران في البحر، فيجب علينا التمسك بعجلة قيادة السفينة بكل ثبات، لكي تبحر السفينيتان العملاقتان الصينية والأمريكية سويا إلى الأمام في وجه الرياح والأمواج، دون الانحراف عن المسار أو فقدان السرعة، ناهيك عن التصادم بينهما.
الطريق التنموي للصين
وسلط رئيس الصين الضوء على الطريق التنموي للصين ونواياها الاستراتيجية، مشيرا إلى أننا عقدنا الدورة الكاملة ال6 للجنة المركزية ال19 للحزب الشيوعي الصيني قبل أيام، حيث استخلصنا الإنجازات الهامة والخبرات التاريخية للحزب الشيوعي الصيني في كفاحه الممتد لمائة سنة. وظلت الغاية الأصلية والرسالة للحزب الشيوعي الصيني على مدى مائة سنة السعي وراء السعادة للشعب الصيني ونهضة الأمة الصينية. لقد قطعنا شوطا كبيرا في هذا الصدد، لكنه لا يكفي. والمطلوب منا بذل المزيد من الجهود. قد قلتُ علناً عند توليّ المنصب إن تطلعات الشعب إلى الحياة السعيدة تمثل هدف كفاحنا. إن تطلعات الشعب الصيني إلى الحياة السعيدة تشكل أكبر قوة داخلية تدفع التنمية في الصين، وتمثل زخما حتميا في التاريخ. لا أحد يقدر على عرقلة هذا الزخم التاريخي، ومَن يريد فعل ذلك سيجد رفضا من قبل الشعب الصيني. وإنني كالرئيس الصيني، أرى أن خدمة الشعب الصيني البالغ عدده 1.4 مليار نسبة والعمل معه من أجل حياة سعيدة لأمر يعد تحديا كبيرا ومسؤولية هامة بالنسبة لي. وموقفي هو "نكران الذات لعدم تخييب أمل الشعب".
وأشار إلى أن الشعب الصيني يحب السلام دائما ويرى أن السلام أثمن من أي شيء. لا توجد في دماء الأمة الصينية جينات الغزو أو الهيمنة. ولم نقم بشن أي حرب أو صراع، أو باحتلال أي شبر من أراضي الدول الأخرى منذ تأسيس الصين الجديدة. كما لا ننوي تسويق طريقنا إلى الدول الأخرى في العالم، بل بالعكس، نشجع دوما دول العالم على إيجاد طرق تنموية تتناسب مع ظروفها الوطنية.
وأكد شي جينبينج على أن الانفتاح على الخارج هو سياسة وطنية أساسية وميزة لافتة للصين. لن تغير الصين عزيمتها على توسيع الانفتاح عالي المستوى، ولن تغير عزيمتها على تقاسم الفرص التنموية مع العالم، ولن تغير عزيمتها على دفع العولمة الاقتصادية نحو اتجاه أكثر انفتاحا وشمولا وتوازنا ونفعا للجميع. وطرحنا فكرة إقامة معادلة تنموية جديدة، وذلك بهدف توسيع السوق المحلية وتكوين الدورتين المحلية والدولية على نطاق أوسع وبحجم أكبر، وتهيئة بيئة تجارية أكثر التزاما بقواعد السوق والقوانين والمعايير الدولية، وذلك سيوفر سوقا أكبر ويخلق فرصا أكثر لكافة الدول بالتأكيد.
واضاف أن بلاده تدعو إلى القيم المشتركة للبشرية التي تتمثل في السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية. إن المحاولات لتقسيم العالم إلى المعسكرات وفقا للأيديولوجيات وإثارة المجابهة بين الكتل المختلفة ستضر بالعالم بالتأكيد في نهاية المطاف. لم يمض وقت طويل على الحرب الباردة التي أدت إلى عواقب وخيمة. ونأمل من الجانب الأمريكي ترجمة تصريحاته حول عدم إثارة "حرب باردة جديدة" على أرض الواقع.
أزمة تايوان
وأوضح رئيس الصين موقف بلاده المبدئي من مسألة تايوان، مؤكدا أن وضع مضيق تايوان يشهد جولة جديدة من التوتر، ويرجع سبب ذلك إلى محاولات سلطات تايوان المتكررة ل"تحقيق استقلال تايوان بالاعتماد على الولايات المتحدة"، إضافة إلى تعمد البعض في الولايات المتحدة على "احتواء الصين باستغلال تايوان". إن هذا الاتجاه خطير جدا، وهو كاللعب بالنار، ومَن يلعب بالنار سيحرق نفسه حتما. يمثل مبدأ الصين الواحدة والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة أساسا سياسيا للعلاقات بين البلدين، وقطعت جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة تعهدات واضحة في هذا الشأن. إن الواقع الحقيقي لمسألة تايوان والمحتوى الجوهري للصين الواحدة هو: لا توجد في العالم سوى صين واحدة وتايوان جزء منها، وإن حكومة جمهورية الصين الشعبية الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين. إن إعادة توحيد الصين بشكل كامل تمثل تمنيا مشتركا لجميع أبناء الأمة الصينية. ونحن صابرون وحريصون على تحقيق آفاق إعادة التوحيد السلمي بأكبر قدر من النوايا المخلصة وبأكبر قدر من الجهود، لكن إذا قامت القوى الانفصالية الساعية ل"استقلال تايوان" بالاستفزاز والابتزاز حتى خرق الخط الأحمر، فليس لدينا خيار سوى اتخاذ خطوات حاسمة.
أبلغته بدعم تايوان.. بايدن يعلق على لقائه مع الرئيس الصيني
نشرة أخبار العالم.. بايدن: لا ندعم استقلال تايوان.. وأمريكا تحث مواطنيها على مغادرة إثيوبيا فورا
وأكد شي جينبينج أن الحضارات متنوعة، والديمقراطية متنوعة أيضا. إن الديمقراطية ليست منتجا من قالب واحد يكون له نفس الشكل والمواصفات أينما يكون في العالم. يحق للشعب أن يحكم ما إذا كانت دولته ديمقراطية أم لا. إن رفض شكل ما من الديمقراطية بسبب الاختلاف في أسلوب تحقيقها فقط، فهو بحد ذاته غير ديمقراطي. نحن على استعداد لإجراء حوار حول قضية حقوق الإنسان على أساس الاحترام المتبادل، لكننا لا نتفق مع التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بذريعة حقوق الإنسان.
وأشار شي جينبينج إلى أنه من واجب الصين والولايات المتحدة صيانة المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها، والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، والقواعد الأساسية للعلاقات الدولية القائمة على أساس مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة. لن تكون تعددية الأطراف كاملة في غياب التعاون بين الصين والولايات المتحدة.
العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين وأمريكا
وفيما يخص العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة، أشار شي جينبينج إلى أن طبيعة هذه العلاقات هي المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، إن التجارة هي التجارة، فلا يجوز تسييس المسائل الاقتصادية والتجارية بين البلدين. ويجب على الجانبين أن يجعلا "كعكة التعاون" أكبر في الحجم.
ويهتم الجانب الصيني بمطالب الشخصيات من الأوساط الصناعية والتجارية الأمريكية بشأن توفير الجانب الصيني لهم تسهيلات السفر إلى الصين، وقد وافق الجانب الصيني على فتح "الممر السريع" المطور، ونثق بأن هذه الخطوة ستعزز التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة وتساهم في الانتعاش الاقتصادي في البلدين. على الولايات المتحدة وقف قمع الشركات الصينية من خلال سوء استخدام مفهوم الأمن القومي وتوسيع نطاقه.
ومن الضروري أن يحافظ الجانبان الصيني والأمريكي على التواصل حول السياسات الاقتصادية الكلية، ويدعما انتعاش الاقتصاد العالمي ويتجنبا المخاطر الاقتصادية والمالية. على الولايات المتحدة الاهتمام بالتداعيات الناجمة عن سياساتها الكلية المحلية على الدول الأخرى وتبني سياسات اقتصادية كلية مسؤولة.
أمن الطاقة و تغير المناخ
وفيما يخص قضية أمن الطاقة، أشار شي جينبينج إلى أن الصين والولايات المتحدة عليهما أن تدعوا المجتمع الدولي إلى العمل المشترك على صيانة أمن الطاقة في العالم، وتعزيز التعاون في مجال الغاز الطبيعي والطاقة الجديدة، وتعملا مع المجتمع الدولي على صيانة الأمن والاستقرار لسلاسل الصناعة والإمداد العالمية.
فيما يخص قضية تغير المناخ، أشار شي جينبينج إلى أن الصين والولايات المتحدة كانتا تتعاونان في إنجاح "اتفاق باريس" لمواجهة تغير المناخ، أما الآن يتحول البلدان إلى الاقتصاد الأخضر ومنخفض الكربون، فليس هناك أي مانع لجعل قضية تغير المناخ معلما بارزا جديدا للتعاون بينهما. قد قلتُ إن "المياه النقية والجبال الخضراء هي بمثابة جبال من الذهب والفضة"، ويجب علينا حماية البيئة الإيكولوجية مثل حماية أعيننا، والتعامل مع البيئة الإيكولوجية مثل التعامل مع الحياة. قد أصبح مفهوم الحضارة الإيكولوجية معروفا لدى عموم الشعب الصيني وتوافقا سائدا في المجتمع الصيني. ستقوم الصين بخفض انبعاثات الكربون بأكبر نسبة في العالم خلال أقصر فترة زمنية في التاريخ، وذلك يتطلب جهودا شاقة للغاية. إن الصين وافية بوعودها وحازمة في عملها، وستفعل ما تعهدت به، ولا تتعهد بما تعجز عن الوفاء به. ما زالت الصين أكبر دولة نامية في العالم، حيث أن عدم التوازن وعدم الكفاية في التنمية مشكلة بارزة. فيجب على كافة الدول التمسك بمبدأ المسؤولية المشتركة لكن المتفاوتة والتوفيق بين مواجهة تغير المناخ وضمان معيشة الشعب. ويجب تعزيز التماسك والتعاون ونبذ التنصل من المسؤولية وتوجيه اتهامات للآخرين. إن الأفعال أهم من الشعارات. ويجب على الدول المتقدمة الوفاء الجدي بمسؤوليتها التاريخية والتزاماتها المطلوبة، مع الحفاظ على الاستقرار في سياساتها.
كورونا ومستقبل الصحة العامة
فيما يخص قضية أمن الصحة العامة، أشار شي جينبينج إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد تدل مرة أخرى على أن المجتمع البشري هو مجتمع المستقبل المشترك. لا يوجد أي اعتبار فوق حياة الإنسان. ويعد التضامن والتعاون أقوى سلاح يملكه المجتمع الدولي لهزيمة الجائحة. في وجه الجائحة الخطيرة، إنه من المطلوب تبني موقف علمي، إذ أن تسييس مسألة الجائحة لن يؤدي إلا إلى أضرار. إن الأولوية الملحة لمكافحة الجائحة في العالم هي تجاوز عجز اللقاح وسد "فجوة اللقاح". أكدتُ عند بداية الجائحة في العام الماضي على ضرورة جعل اللقاح منفعة عامة للعالم، وطرحتُ مؤخرا مبادرة التحرك العالمي للتعاون في مجال اللقاح. وبادرت الصين بتقديم لقاحات إلى الدول النامية ذات الاحتياجات، وبلغت الكميات الإجمالية للقاحات المقدمة من الصين 1.7 مليار جرعة من اللقاح والمواد الخام له. سندرس في زيادة منح جديدة حسب احتياجات الدول النامية. لن تكون جائحة فيروس كورونا المستجد آخر أزمات الصحة العامة التي تواجهها البشرية. فالمطلوب من الصين والولايات المتحدة أن تدعوا إلى إنشاء آلية التعاون العالمي في مجال الصحة العامة والوقاية والسيطرة على الأمراض المعدية، وتدفعا بالتواصل والتعاون الدوليين بهذا الشأن.
حوار صريح
من جانبه، قال جو بايدن إن العلاقات الأمريكية الصينية هي من أهم العلاقات الثنائية في العالم. إن الولايات المتحدة والصين باعتبارهما دولتين كبيرتين في العالم، تتحملان مسؤوليات تجاه شعبي البلدين وشعوب العالم. فيجب على الجانبين تعزيز التعرف على نوايا الجانب الآخر عبر حوار صريح، بما يضمن أن يكون التنافس بين البلدين عادلا وصحيا، دون التحول إلى صراع.
واتفق مع ما أشار إليه الرئيس شي جينبينج أن التاريخ منصف، فليس أمامنا خيار آخر سوى تحسين العلاقات الأمريكية الصينية، ولا يجوز إفسادها.
وكانت الصين بلدا كبيرا قبل أكثر من 5000 سنة. فأود أن أؤكد مجددا وبكل وضوح على أن الجانب الأمريكي لا يسعى إلى تغيير النظام في الصين، ولا يسعى إلى مناهضة الصين عبر تعزيز علاقات التحالف، ولا ينوي التصادم مع الصين.
وتعمل الإدارة الأمريكية على الالتزام بسياسة الصين الواحدة الثابتة وطويلة الأمد، ولا تدعم "استقلال تايوان"، مع الأمل في الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقة مضيق تايوان. ويأمل الجانب الأمريكي في تبادل الاحترام والتعايش السلمي وتعزيز التواصل وتقليل سوء الفهم مع الجانب الصيني، وتسوية الخلافات على نحو ملائم وبطرق بناءة، وتعزيز التعاون في المجالات التي تلتقي فيها المصالح للبلدين، والعمل سويا على مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد وتغير المناخ وغيرهما من التحديات الكونية، بما يمكن شعبي البلدين من التمتع بحياة أفضل. ويجب تشجيع أجيالنا الشابة على زيادة الاتصال للتعرف على ثقافة الجانب الآخر، بما يجعل هذا العالم أجمل.
كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول قضية أفغانستان وملف إيران النووي والوضع في شبه جزيرة كوريا وغيرها من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
ويرى كل من الرئيسين أن اللقاء صريح وبناء وعملي ومثمر، وأنه أسهم في تعزيز الفهم المتبادل بين الجانبين ورفع التوقعات الإيجابية للمجتمع الدولي عن العلاقات الصينية الأمريكية، وبعث رسالة قوية إلى الصين والولايات المتحدة والعالم.
واتفق الجانبان على البقاء على التواصل الوثيق عبر طرق مختلفة، ودفع العلاقات الصينية الأمريكية للعودة إلى مسارها الصحيح من التطور الصحي والمستقر، بما يخدم الشعبين الصيني والأمريكي وشعوب العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.