"دير شبيجل": الصراع السوري يعمق الانقسامات الطائفية في الوطن العربي

رأت مجلة "دير شبيجل" الألمانية أن الحرب الأهلية في سوريا تزيد من الانقسامات الطائفية داخل العالم العربي بعد اتهام حزب الله اللبناني بالانضمام إلى الحرب في سوريا ومساندة القوات النظامية التي تهيمن عليها الطائفة الشيعية.
وعلقت المجلة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - على التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء السورية "سانا" حول مصادرة الجيش السوري لمركبة عسكرية إسرائيلية من مسلحي المعارضة في القصير لتبرهن به على اشتراك إسرائيل في الحرب الأهلية في سوريا بقولها إن "هذا يؤكد أن إسرائيل وتركيا وقطر يترأسوا العدوان على سوريا من خلال مركز عمليات مشترك"، قائلة إن التقرير لم يبين أن هذه الآلية خرجت من الخدمة منذ عشر سنوات مضت، حيث أخذت من محتويات المتحف الذي أنشأه حزب الله اللبناني كنصب تذكاري في سجن الخيمة العسكرى .
واشارت المجلة إلى أن تلك الدبابة كانت تستخدم قبل ذلك في سجن الخيمة العسكري من أجل نقل المسجونين قبيل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة".
واعتبرت المجلة أن المعركة المريرة التي تجري أحداثها في مدينة القصير قد تمثل نقطة تحول في الحرب الأهلية في سوريا، حيث يقود مقاتلي حزب الله اللبناني الحرب على الأرض أمام قوات المعارضة السورية، بينما يدعمهم الجيش السوري بالدبابات وفي أغلب الأحيان بالغطاء الجوي.
ولفتت المجلة إلى أن إعلان زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله عقب زيارته إلى إيران أنه سوف يبذل كل ما في وسعه من أجل تأييد الشيعة الذين يقاتلون لصالح الرئيس السوري بشار الأسد في حربه في سوريا، واصفا قوات المعارضة السورية "بالتكفيريين" أو المتشددين السنة الذين يعتبرون الشيعة "زنادقة" كما أنهم يريدون محاربتهم وتدنيس أضرحتهم المقدسة، مضيفا أنه لا توجد أهيمة لأي شيء بقدر الحرب المقدسة.
وأضافت أن مقاتلي حزب الله اللبناني تدفقوا إلى الأراضي السورية عقب خطاب نصرالله ليغلقوا دائرة الحصار المفروضة على مدينة القصير.
ولفتت المجلة إلى أن الفعل الدعائي اليائس الذي قام به حزب الله اللبناني يسيئ إلى صورته التي تنامت على مدى الثلاثة عقود الماضية كالمدافع الرئيسي عن لبنان ضد إسرائيل، منوهة إلى أن حزب الله الذي ظل يظهر نفسه في مظهر "داود" العرب الذي يتحدى مرارا وتكرارا "جالوت" إسرائيل تحول إلى جيش طائفي في نضال "الأخوة الفرقاء" المسلمين.