وجه الاتحاد الأوروبي هجومًا لاذعًا إلى الويات المتحدةالأمريكية، واصلًا إلى حد التلويح بأن واشنطن "خانت" نذورها مع الاتحاد ودوله، وذلك على خلفية أزمة الغواصات مع فرنسا، وفق ما ذكرت صحف دولية. وفي سيل الاتهامات، اعتبر الاتحاد الأوروبي، إن أمريكا كسرت ووعدها ب"عدم الولاء" لأنها قامت في قضية "أزمة الغواصات" مع فرنسا، بعمل اتفاق عسكري سري جديد. صفعة لأمريكاوأستراليا.. أوروبا تعلن وقوفها مع فرنسا في صفقة الغواصات الإدارة الأمريكية تخنق رقبة آبي أحمد.. بايدن يتوعد الديكتاتور بعقوبات رادعة وذكرت إن الاتفاق جرى بشكل سري ليشمل نطاق المحيطين الهندي والهادئ على حساب باريس، ودون أن يعلم به أحد من الحلفاء المقربين سوى الدول الثلاث. وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل في تصريح للصحفيين في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "هناك تخلف عن الولاء من طرف الولاياتالمتحدة في قضية أزمة الغواصات، وتشكيل اتفاق عسكري جديد في المحيطين الهندي والهادئ على حساب فرنسا". وأضاف أن "الاتحاد يطلب من واشنطن توضيحا، لمحاولة فهم أفضل للنوايا وراء الإعلان عن هذه الشراكة بين الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدةوأستراليا، لأنها غير مفهومة". ويعلن الاتحاد الأوروبي بذلك عن موقفه من الأزمة الجارية بوقوفه الواضح مع فرنسا، مبديًا استيائه مما فعلته الحكومة الإسترالية، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن "معاملة فرنسا في صفقة الغواصات مع أستراليا، غير مقبولة ونريد أن نعرف السبب"، مشيرة إلى إن ما جرى في قضية الغواصات سيؤثر على مستقبل حلف الناتو. وكان رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، أعلن الأسبوع الماضي أن بلاده لن تمضي في صفقة الغواصات مع فرنسا، وبدلا من ذلك ستطلق شراكة أمنية، وصفها بالتاريخية، مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا، مشيرا إلى أن بلاده ستحصل في إطار هذه الشراكة على غواصات تعمل بالطاقة النووية. من جهتها، اتهمت فرنساأستراليا ب"طعنها في الظهر"، كما اتهمت الولاياتالمتحدة بمواصلة السلوك الذي انتهجته خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترامب. واستدعت فرنسا سفيريها في كل من أسترالياوالولاياتالمتحدة، للتشاور، على خلفية الأزمة. وأعلن قصر الإليزيه إن الولاياتالمتحدة لم تذكر ابدا اى مبادرة لتشكيل تحالف امنى جديد ولم تجب ابدا على اى من اسئلة فرنسا بهذا الشأن. وأشار متحدث باسم القصر الرئاسي إلى أنه عندما التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الأسترالي، رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في باريس منتصف يونيو، لم يلمح موريسون إلى أن كانبيرا ستلغي عقد غواصة مربح مع فرنسا. وقال المتحدث: 'لقد أثرنا قضية المحيطين الهندي والهادئ والغواصات على جميع المستويات ابتداء من يونيو ، عندما بدأنا تساورنا شكوك جدية'. وأضاف: 'كان الرئيس هو من أخذ المبادرة لدعوة موريسون في يونيو، لم يخبره موريسون بأي شيء واقترح الإلغاء المحتمل ووافقوا على مواصلة العمل. ووافقت أسترالياوفرنسا على عقد بقيمة 40 مليار دولار لبناء أسطول من 12 غواصة هجومية للبحرية الأسترالية. وتم إلغاء العقد بشكل غير مسبوق في اللحظة الأخيرة الأسبوع الماضي بعد أن أعلن موريسون والرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون عن إنشاء مشروع غواصة جديدة كجزء من اتفاقية الدفاع الثلاثية الجديدة أكوس AUKUS. أزمة ثقة كبرى بين الحلفاء وفي السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن اعتراض فرنسا على اتفاق أسترالياوأمريكا وبريطانيا يتعلق ب"انعدام الثقة بين الحلفاء". وأضاف وزير الخارجية الفرنسي أن قرار الاتفاق الثلاثي بين أمريكا وبريطانيا وأستراليا كان أحاديا ولم يتم استشارتنا قبلها. وتابع لودريان "هناك فسخ لعقد تجاري بشكل مفاجئ وغير منتظر ودون أي شرح والنقطة المهمة هي كسر الثقة بين الشركاء". وأوضح الوزير الفرنسي أنه لا يرغب في استباق الاتصال الهاتفي بين الرئيس جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكن من المهم أن يتم إجراؤه. وأشار لودريان إلى أنه ليس لديه أي نية لمقابلة نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن خلال اجتماعات الأممالمتحدة.