أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة البحيرة لانتخابات مجلس النواب 2025    إعلام إسرائيلي: حماس أبلغت الوسطاء بعثورها على مزيد من جثث المحتجزين    انطلاق البطولة المصرية المفتوحة للهواة وسط حضور دولي واسع يضم أكثر من 100 لاعب| فيديو وصور    أسعار البنزين الجديدة تتصدر التريند.. وترقب بمحطات البنزين    الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    القبض على المتهمين بارتداء ملابس فاضحة وارتكاب أفعال خادشة للحياء    «سينما من أجل الإنسانية» تتجسد في انطلاق الدورة 8 من مهرجان الجونة    وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة ال33 لمهرجان الموسيقى العربية    محافظ أسوان يقرر تعديل تعريفة الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية    مساعد الرئيس الروسي: بوتين يؤيد فكرة ترامب بعقد قمة روسية أمريكية فى بودابست    اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ب 18 تهمة بينها الاحتفاظ بوثائق بشكل غير قانوني    رويترز: الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جديدة في منطقة الكاريبي ضد سفينة يشتبه بأنها تحمل مخدرات    بعد إعلان حماس .. نتنياهو: إسرائيل ستعرف كيف تتصرف    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    سعر اليورو أمام الجنيه المصري في تعاملات الجمعة 17 أكتوبر 2025    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    عاجل- أمن المقاومة يحذر من الشائعات حول مصير أبو عبيدة وسط اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في غزة    «زي النهارده».. وفاة الفنان والملحن منير مراد 17 أكتوبر 1981    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    إبراهيم محمد حكما لمباراة الإسماعيلى والحرس ومحجوب للجونة والبنك    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    هشام عنانى: حزب المستقلين الجدد يخوض انتخابات النواب على مقاعد فردية    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا المسجدين الحرام والنبوي.. تؤكدان: الأمة المسلمة اليوم بحاجة إلى إفاقة ويقظة.. دخول الجنة برحمة الله واختلافُ مراتب أهلها بحسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة.. ومن تمسك بالصلاة نال رضا الرحمن
نشر في صدى البلد يوم 10 - 09 - 2021


خطيب المسجد الحرام:
* الأمة المسلمة اليوم بحاجة إلى إفاقة ويقظة وعودة صادقة
* دخول الجنة برحمة الله ومغفرته أما اختلافُ مراتب أهلها يكون بحسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة
* الله ميز بين من يطلبُ الدنيا العاجلة ومن يريد الآخرة
* الله حذر من لاغترار بظاهر المنافقين وما هم عليه من هيئات ومناظرَ
* لا ينفع الإنسانَ حسبُه ولا نسبه ولا قرابته
* قد يكون الرجل ذا منزلة عالية في الدنيا وليس له قدر عند الله
خطيب المسجد النبوي:
* من تمسّك بالصلاة المفروضة نال رضى الرحمن ورحماته
* الله جعل حظ القلب ونصيبه من الصلاة المفروضة أكمل الحظين وأعظم النصيبين
* يُكتب للعبد من صلاته ما عقل منها
تناولت خطبتا الحمسجدين الحرام والنبوي، فضل الصلاة المفروضة على حياة العبد، وكيف تبدلها إلى أفضل حال، وكذلك حال أرباب الدنيا في آخر الزمان وأنه لا ينفع الإنسان حسبه ولا نسبه ولا ماله ولا هيئته ، وإنما التقوى هي معيار التفاضل عند الله سبحانه وتعالى، محذرة من الاغترار بالمنافقين وحسن هيئاتهم في الدنيا، حيث إن الله عز وجل قد ميز بين من يطلبُ الدنيا العاجلة، يعمل لها ويسعى ولا يرجو ما عند الله، وبين من يريد الآخرة ويطلبها، ويعمل لها.
ومن مكة المكرمة، قال الشيخ الدكتور فيصل بن جميل غزاوي، إمام وخطيب المسجد الحرام، إن الله تعالى ميز بين من يطلبُ الدنيا العاجلة، يعمل لها ويسعى ولا يرجو ما عند الله، وبين من يريد الآخرة ويطلبها، ويعمل لها.
واستشهد خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمةً، بما قال سبحانه « مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُومًا مَّدْحُوراً وَمَنْ أَرَادَ الآخرةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً »، وقال الله تعالى «ولكن أكثر الناس لا يعلمون، يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ».
ظواهر من الدنيا
وتابع: فوصفهم بأنهم لا يعلمون مع أنهم قد يعلمون ظواهر من الدنيا، وربما يكون أحدهم ذا دراية وخبرة في كثير من المعارف والفنون الدنيوية، ولذلك قال الحسن البصري رحمه الله: والله ليبلغ من علم أحدكم بدنياه، أنه يقلب الدرهم على ظفره فيخبرك بوزنه، وما يُحسن أن يصلي .
وأوضح أنه بالنسبة لتساؤل ما الأساس الذي يميز بين الناس وما معيار التفاضل بينهم .. هل هو الهيئة والصورة والمظهر؟ لا، فمما خص الله به قوم هود ما جاء في قوله تعالى على لسان نبيهم «وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً» في القوة وعِظَم الأجسام وشدة البطش، لكن لم يكن لهم قدر ولا شرف ولا كرامة إذ جحدوا نعمة ربهم وكذبوا رسله فاستأصلهم الله بعذاب كما قال سبحانه «وقَطَعْنا دابرَ الذين كذبوا بآياتنا».
مما حذر الله منه
وأضاف أن مما حذر الله منه الاغترار بظاهر المنافقين وما هم عليه من هيئات ومناظرَ وحسنِ منطق وفصاحة قال تعالى «وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ» وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إنَّه لَيَأْتي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَومَ القِيامَةِ، لا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ . ، اقْرَؤُوا «فَلا نُقِيمُ لهمْ يَومَ القِيامَةِ وزْنًا»، فمثل هذا ليس له قدر ولا مقدار لخلو قلبه من الإيمان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إنَّ الله لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم .
وواصل: وانظروا في المقابل على سبيل المثال حالَ الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، لما ضحك بعض الصحابة من دقة ساقيه، قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أُحد وقد جاء في وصفه رضي الله عنه وأرضاه أنه كان رجلاً نحيفًا قصيرًا، شديدَ الأُدْمة، أحمشَ الساقين، لطيفَ الجسم، ضعيفَ اللحم، وكان إذا مشى يوازي بقامته الجلوس، وما ضرَّه ذلك كلُّه ولم يَحُطَّ من قدره فهو عظيم القدر عند الله رفيع الشأن يوم القيامة.
ودلل بما ورد في صحيح البخاري « مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِس: «مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا ؟» ، فَقَالَ: رَجُلٌ مِنْ أَشْرَافِ النَّاسِ، هَذَا وَاللَّهِ حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ أَنْ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ أَنْ يُشَفَّعَ، قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ مَرَّ رَجُلٌ آخَرُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا ؟»، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذَا رَجُلٌ مِنْ فُقَرَاءِ المُسْلِمِينَ، هَذَا حَرِيٌّ إِنْ خَطَبَ لاَ يُنْكَحَ، وَإِنْ شَفَعَ لاَ يُشَفَّعَ، وَإِنْ قَالَ لاَ يُسْمَعَ لِقَوْلِهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَذَا خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأَرْضِ مِثْلَ هَذَا . فقد يكون الرجل ذا منزلة عالية في الدنيا وليس له قدر عند الله، وقد يكون في الدنيا ممن لا يُؤبُه له، وليس له قيمة عند الناس، وهو عند الله خير من كثير ممن سواه. ومما يشهد لذلك قوله صلى الله عليه وسلم : رُبَّ أشعثَ أغبر ذي طمرين، مدفوعٍ بالأبوابِ لو أقسمَ على اللَّهِ لأبرَّه .
هل يوزن الناس بأموالهم
ونبه قائلاً : هل يوزن الناس وتتفاوت أقدارهم بما عندهم من أموال وأولاد أو بما هم عليه من حسب ونسب، فالجواب: إن الله قد ذم قومًا فقال « وَمَآ أَمْوَٰلُكُمْ وَلَآ أَوْلَٰدُكُم بِ0لَّتِى تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَىٰٓ إِلَّا مَنْ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا فَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمْ جَزَآءُ 0لضِّعْفِ بِمَا عَمِلُواْ وَهُمْ فِى 0لْغُرُفَٰتِ ءَامِنُونَ » ومما قد يغتر به العبد أن يعطيه الله من النعم ويغدق عليه وهو مقيم على معاصيه فيظن أن له عند الله قدرا ومكانة بينما هو استدراج قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا رَأَيْتَ اللَّهَ يُعْطِي الْعَبْدَ مِنْ الدُّنْيَا عَلَى مَعَاصِيهِ مَا يُحِبُّ فَإِنَّمَا هُوَ اسْتِدْرَاجٌ » ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ».
وأكد أنه لا ينفع الإنسانَ حسبُه ولا نسبه ولا قرابته، وانظر مآل أبي لهب رغم قرابته من النبي صلى الله عليه وسلم:« تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ، مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ، سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ » ويقبح بالمرء أن يتكبر فيفخر بحسبه ويحتقرَ غيره فيطعن في نسبه. ويكفيه إثما وذما أن ذلك من خصال أهل الجاهلية قال صلى الله عليه وسلم: «أَرْبَعٌ في أُمَّتي مِن أمْرِ الجاهِلِيَّةِ، لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الفَخْرُ في الأحْسابِ، والطَّعْنُ في الأنْسابِ، والاسْتِسْقاءُ بالنُّجُومِ والنِّياحَةُ»
وشدد على كل مسلم أن ينقاد لشرع الله ويستقيم على طاعة الله، ولا يعتمدَ على نسبه ولا ماله ولا عَمَلِ غيره؛ لذا وجَّه صلى الله عليه وسلم قومه وعشيرته وقرابته فقال: « يا بَنِي عبدِ مَنَافٍ، لا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شيئًا، يا عَبَّاسُ بنَ عبدِ المُطَّلِبِ، لا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسولِ اللَّهِ، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا، ويَا فَاطِمَةُ بنْتَ مُحَمَّدٍ، سَلِينِي ما شِئْتِ مِن مَالِي، لا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شيئًا» ، كما أنه لا يكفي المرءَ الانتسابُ إلى الإسلام من غير أن يتمسك بأهدابه ويعمل بأحكامه ويمتثل قيمَه وأخلاقَه.
المرء لا يوزن بحسبه
وأفاد بأن المرء لا يوزن بحسبه ونسبه، ولا بمتاعه وماله، ولا بزينته ومظهره وجماله، ولا بمنصبه وجاهه ورتبته وألقابه، لكن المعيار في التفاضل بين الناس الإيمان والتقوى كما قال تعالى « إن أكرمكم عند الله أتقاكم » فالتقوى أساس الرفعة والشرف ألا إنما التقوى هي العز والكرم وحبك للدنيا هو الذل والسقم وليس على عبد تقي نقيصة إذا صحح التقوى وإن حاك أوحجم والميزان الصحيح والمِحَك الحقيقي لبيان قدر العبد ومكانته عند الله تعالى إيمانه، وباعتبار ما في قلبه من محبة لله، وإخلاص وإخبات، وخوف ورجاء وتقوى، وباعتبار العمل الذي يبرهن به صاحبه من صلاح معتقده وحسن سيرته واستقامته واعتزازه بدينه وتمسكه به وثباته عليه ومحافظته على مبادئه وقيمه وأخلاقه.
وأشار إلى أنه قد جاءت الأخبار بما سيؤول إليه الحال من انتكاس الموازين آخر الزمان واختلال المعيار الذي يوزن به المرء ويُقَوَّم حتى يقال للرجل من أرباب الدنيا: ما أعقلَه! وما أظرفَه! وما أجلدَه! وما في قلبه مثقال حبة مِن خردل من الإيمانِ، أي: الشيءُ القليل من الإيمان.
وأكمل قائلاً : إن همة المؤمن أبلغ من عمله، قال صلى الله عليه وسلم: «من همّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنه حسنة كاملة» الحديث وقال صلى الله عليه وسلم «ومن سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه» وقال صلى الله عليه وسلم «ما من امرئ تكونُ له صلاةٌ بليل فغلبه عليها نومٌ إلا كتب له أجرُ صلاته وكان نومه صدقةً عليه».
أي قيمة لحياة امرئ
وواصل: أي قيمة لحياة امرئ تمر به الأوقات سراعاً وتكرُّ عليه الأيام تباعا وهو غافل لاه، قد قعد عن طلب ما ينفعه، وزهد في تعلم ما يحتاجه والسؤال عما فيه فلاحه وصلاحه، وجرى وراء دنياه، فلا ذكر للعلم ولا للعبادة ولا للعمل الصالح ولا اشتغالَ بذكر الله وما يقربه من ربه. إنما أخبار عن حياته وأعماله الدنيوية وتفاخر بحسبه ونسبه وإضاعةٌ للأوقات فيما لا ينفع. كما أنه لا يستوي من يتعلم العلم لينتفع به وينفع الناس ومن يتعلمه ليتباهى به ولا يستوي من يكتسب المال الحلال لينتفع به في مصالحه ويستغني به عن الخلق ويقضي به حاجات الناس ومن يكتسب المال ليفاخر به وينفقَه في غير حِله ولا يستوي من يطلب الأولاد ليُرزق الذرية الصالحة ومن يطلبهم ليكاثر بهم ويتعالى. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم «مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَالَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ»
ونصح قائلاً: إذا كان قَدْر كل امرئ ما يطلب فانظر ماذا تطلب وإلى أي شيء تسعى، وإذا أردت أن تعرف مكانتك عند الله، فانظر لمكانة الله عندك، كما قيل: "من أراد أن يعلم ما له عند الله جل ذكره فلينظر ما لله عز وجل عنده"، فإن هممت بفعل الخير فبادر، وإن عزمت فثابر، وإن جَهِدت فاصبر وصابر واعلم أنه لا يدرك الفضائل والمفاخر، من رضي بالدون والصف الآخر. وتذكر أنه وإن كان دخول الجنة برحمة الله ومغفرته فاختلافُ مراتب أهل الجنة وتفاضلُهم في منازلها ودرجاتها يكون بحسب إيمانهم وتقواهم وأعمالهم الصالحة؛ فعلى المرء أن يرتفع ويجد ليصل إلى أعلى منازلها ويحذر من شراك من يحول بينه وبين نيل الرقي في درجاتها .
وأكد أن الله تعالى خص الأمة المسلمة بما ليس لغيرها فهي أعظم الأمم في الدنيا والآخرة رفع قدرها وشرفها واصطفاها وجعلها خير أمة أخرجت للناس، وهي اليوم بحاجة إلى إفاقة ويقظة وعودة صادقة بعد أن بعدت في جملتها عن كتاب ربها وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهدي سلف الأمة وضعف تمسكها بدينها؛ فصارت بخلاف ما كانت عليه من الأمجاد والمعالي، وفقدت كرامتها وعزتها وقدرها وقوتها وهيبتها، وأوهنها اليأس والقنوط والفشل والهزيمة، وضعفت همتها وخارت قواها؛ فتخلفت عن مسيرتها وأهدافها ومبادئها وريادتها، وصارت عالة على الأمم غيرها. ألا فما أحراها أن تعود لماضيها التليد وتاريخها الرشيد.
فضل الصلاة المفروضة
ومن المدينة المنورة، قال الشيخ أحمد بن طالب بن حميد، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن من فضل الصلاة المفروضة على حياة العبد، أنها سبب نجاحه وفلاحه، وصلة العبد بربه، فمن تمسّك بها نال رضى الرحمن ورحماته.
وأوضح «بن حميد» خلال خطبة الجمعة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن الصلاة هي قرّة عيون المحبّين، ولذة أرواح الموحّدين، ومحكّ أحوال الصادقين، وميزان أحوال السالكين، ورحمة الله المهداة إلى عبيده، هداهم إليها وعرّفهم إياها رحمة بهم، وإكراماً لهم، لينالوا بها شرف كرامته، والفوز بقربه، لا حاجة منه إليهم، بل منة وفضلاً منه عليهم، وتعبّد بها القلب والجوارح جميعاً.
وأضاف أن الله تعالى قد جعل حظ القلب ونصيبه منها أكمل الحظين وأعظم النصيبين، إقبالا على ربه، وفرحاً وتلذذاً بقربه، وتنعماً بحبه وابتهاجاً بالقيام بين يديه، قال تعالى « وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ، وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ، الَّذين يظنّون أَنَّهم ملاقو ربّهم وأَنَّهم إلَيه راجعون».
الحفاظ على الصلاة
وأفاد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال : وجعلت قرة عيني في الصلاة. فكان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة، ولما امتحن سبحانه عبده بالشهوات وأسبابها، اقتضت تمام رحمته به وإحسانه إليه أن هيأ له مأدبة قد جمعت من الألوان والأحوال تحفاً وِخِلَعاً وعطايا، ودعاه إليها كل يوم خمس مرات، وجعل في كل لون وحال لذة ومنفعة لتكمل عبوديته، وتعظم كرامته، وتكفَّر خطيئته، فلكل لون نوره، ولكل حال سروره، يجده المصلي قوة في قلبه، وعونا في جوارحه، وثوابا يخص كل فعل يوم لقاء ربه.
فضل الصلاة ووجوبها
واستشهد في بيان عظم فضل الصلاة ووجوبها بقول الرسول صلى الله عليه وسلم «أَرأَيتْم لو أَّن نَهرا بَباب أَحِدكْم َيْغتَسل منه كَّل يَوم َخْمس مَّرات، هْل َيْبقَى ِمن دَرِنِه شيء؟ قالوا : لا َيْبقَى من دَرِنِه شيء، قاَل: فَذلَك َمثَلا للصلَوات الَخْمِس ، يْمحو اللَه بِهَّن الَخَطاَيا»، وقال صلى الله عليه وسلم الصلاةَ يوماً فقاَل: «من حافَظ علَيها كانت لَه نوراً وبرهاناً ونَجاة يوم القيامة».
ونبه إلى أنه لما كان جدب الأرواح متتابعاً، وقحط النفوس متوالياً جدّد الله الدعوة إلى هذه المأدبة حيناً بعد حين، رحمة منه وفضلاً فلا يزال العبد مستسقياً من بيده غيث القلوب وسقيها، مستمطراً سحائب رحمته وريها، لأن لا ييبس ما أنبتته له من كلأ الإيمان وثمار الإيقان "، و َالله عز وجَّل أمَر يَحَيى بن زكِريا بَخمس كِلمات أن يعَمَلِ بها و يأمَرَ بني إسرائيَل أنَ يعملوا ِبها الحديث، وكان من ذلك أن قال: وإ َّن َالله أمركم بالصلاة فإذا َصلَّيتم فلا تَلتَفتوا فإن َالله ينِصب وجَهه لَوجِه َعبِدِه في َصلاِتِه ما لَمَ يلتَفْت.
إقبال العبد على الله
وأشار إلى أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: إنما يُكتب للعبد من صلاته ما عقل منها، فسرّ الصلاة وروحها ولبّها إقبال العبد على الله بكلِّيّته، فكما أنه لا ينبغي له أن يصرف وجهه عن قبلة الصلاة، فكذلك لا ينبغي له أن يصرف قلبه عن سيده ومولاه، فبيت الله قبلة وجهه، ورب البيت قبلة قلبه، فإذا أقبل على الله أقبل الله عليه، وإذا أعرض أعرض الله عنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.