جاءت تصريحات الفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع يوم السبت الماضي خلال تفتيش الحرب، ربما مخيبة لآمال قاعدة عريضة من الشعب المصري الذي عول كثيرا على نزول الجيش مرة اخرى للشارع السياسي، وكأن الجيش المصري يتم استدعاؤة بالتليفون من اجل انقاذ الشعب المصري، وبعد ان هتف ضده الملايين خلال المرحلة الاننتقالية . ويجب أن ننوه أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة السابق برئاسة المشير طنطاوي وقع في العديد من الاخطاء نتيجة الضغوط من جانب الشارع السياسي وقتها ،بالاضافة الى قلة الخبرة في العمل السياسي، ما جعلة يعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين هي الأغلبية في الشارع المصري، ما دعاه إلى تنفيذ جميع مطالبهم، اضافة إلى كبر سن المشير طنطاوي والفريق عنان ،مما دعاهم إلى عدم اتخاذ قرار قوي والدفاع عنه بشكل صحيح، ومع كل تلك الأخطاء السياسية الفادحة للمجلس العسكري السابق،ولكن يحسب له شئ مهم جدا وهو الخروج ممن تلك المرحلة والجيش متماسك ،ولم يدخل في صراع داخلي او اقتتال مع فصائل من الشعب بما يهدد وحدته وتماسكة، كما يحدث حاليا في سوريا. المشير طنطاوي ربما لم يكن متوقعا أن تكون نهايتة بتلك الصورة،ولكن للأسف الشديد هو الذي مهد الطريق لأن يتم الإطاحة به بتلك الصورة التي أضاعت الكثير مما فعله في بداية الثورة، عندما قبل ان يكون وزيرا للدفاع في حكومة هشام قنديل، وان يحضر اجتماعات مجلس الوزراء تحت رئاسة ورجل حلف يمين وزارة الموارد المائية أمامه من قبل ،وكان الاجدر بطنطاوي وعنان ان يقدمان استقالتهما يوم 30 يونيو 2012 يوم حلف الدكتور مرسي اليمين الدستورية ،ولكنه وضع نفسة ومعه القوات المسلحة في هذا الموقف غير السليم . وعندما تولى الفريق السيسي وزارة الدفاع،حاول أن يتعامل نفسيا من رجال القوات المسلحة ،والابتعاد بهم عن الساحة السياسية،وذلك نظرا لما تعرضوا له من ضغوط شديدة خلال المرحلة الانتقالية ،اثرت بشكل كبير على نفسياتهم -بسبب الهجوم المستمر عليهم -،وكذا على قدراتهم القتالية لتواجدهم باستمرار في الشارع،وعدم تلقيهم جرعات تدريبية كافية ،فكان أول ما فعلة السيسي ان جعل القوات المسلحة تنخرط مرة اخرى في التدريبات المستمرة لإعادة تأهيل الأفراد مرة أخرى. ورغم كل ما عاناه الجيش خلال تلك المرحلة وبعد أقل من عام يطالب من البعض النزول مرة اخرى الى الشارع ،وبالطبع هو امر غير سليم فنزول الجيش له ضروريات ،أولها طلب من رئيس الجمهورية ،وهو ما حدث في مدن القناة ،واذا حدث اقتتال بين ابناء الشعب المصري فيما يشبه الحرب الأهلية ،وعدم مقدرة الشرطة للسيطرة على الوضع ،فمن حقة ان ينزل دون الرجوع إلى رئيس الجمهورية ،وايضا اذا حدث انهيار اقتصادي ودخول البلاد في مرحلة المجاعة ،وازدياد حالات السرقة والقتل ، واخيرا في حالة نزول الشعب إلى الشوارع في ثورة،وطالبت بنزول الجيش لحمايتهم ،فهنا من حق الجيش ان ينزل الى الشارع دون الرجوع ايضا للرئيس،لأن ولاء القوات المسلحة أولا واخيرا للشعب المصري. يجب أن يعلم الجميع أن نزول الجيش للشارع مرة أخرى يتبعة اشياء عديدة وأولها تغيير الخريطة السياسية من جديد ،وفي حال نزولة من دون السيناريوهات السابقة فمعناه انقلاب عسكري على الشرعية ،وهنا قد توقع عقوبات اقتصادية وعسكرية على مصر ،لن يتحملها الاقتصاد في الوقت الحالي ،ما يؤدي الى انهيار الدولة بالكامل ،وهذا معنى جملة الفريق السيسي ان نزول الجيش سيعيد مصر 40 سنه للوراء . إن الشرعية الحقيقية للشعب والجيش ولاؤه للشعب المصري ولن يحيد عن ذلك مهما حدث ،وإذا أراد الشعب التغيير فعلية ان يغير بنفسة ،بدلا من محاولا البعض المطالبة بالتغيير بالوكالة ليقوم الجيش بذلك، فهناك الصناديق وهناك الميادين للتغير، حتى يكون هناك شرعية لما يطالب به البعض ،أما غير ذلك فهو العبث بعينه. المزيد من أعمدة جميل عفيفى