قال الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، إن العنف ضد الأطفال قد يكون لفظيا، وقد يكون جسديا، وممارسة هذا العنف ضد الأبناء يؤثر فيهم بصورة ملحوظة، ويؤدي إلى قيامه بمثل هذا السلوك مع أصدقائه. وتابع "هاني"، خلال حواره مع الإعلامية دينا رامز، ببرنامج "ست الستات"، المذاع على فضائية "صدى البلد"، الإثنين، أن الأب يفقد المصداقية لدى أبنائه عندما يطلب من نجله التوقف عن ممارسة السباب، في حين يقوم الأب بممارسة هذا الأمر في التليفون أو مع والدته.
ولفت إلى أن الطفل في مرحلة المراهقة يقوم بتقليد أحد الممثلين أو لاعب كرة قدم، وفي هذه المرحلة تكبر الأنا لديه، لأنه يشعر بأنه نضج، والبنت أيضًا تشعر في هذه المرحلة بأنها كبرت، وتريد التعبير عن هذا الأمر من خلال ارتداء ملابس والدتها. وقال استشاري الصحة النفسية، إن الابن من المفترض أن يتعلم من الأب والأم كل شيء في البداية، وعند يترك له مساحة يقوم بالتعلم الممارسات من خلال التيك توك والإنترنت، فهذا يؤدي إلى تعلمه سلوكيات سوقية، معقبًا: "كل يوم بيتعلم حاجة، وسلوك جديد من على الإنترنت".
نصيحة للأباء والأمهات وتابع "هاني"، أن هناك ضرورة لعدم ترك مساحة للأطفال بصورة كبيرة في البداية، لأن هذا قد يؤدي إلى وجود أطفال بأخلاقيات معينة، من خلال الإنترنت، معقبة: "ما تسبوش لأولادكم مساحة كبيرة، عشان هتندموا". ولفت إلى أن التربية بقسوة بصورة مفاجئة للطفل المدلل، قد تؤدي إلى صدمة نفسية، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى طفل معقد لا يستطيع أن يتعامل مع العالم الخارجي، مشددًا على ضرورة التوازن في التربية ما بين التدليل والقسوة.
وأشار إلى أن نجاح الحياة الزوجية يعتمد في الأساس على المشاركة، وأن كل طرف يكون شريك حياة، وإن التعامل السيئ من قبل بعض الأهالي مع أبنائهم يؤدى بدوره إلى ترك أثر سيئ بداخل نفوس الأبناء، ويؤدى إلى وجود مشاعر للغل والكراهية القابلة للتحول إلى موجة غضب عارمة أو ترك المنزل من الأساس.
جدير بالذكر أن هناك الكثير من الأسر تفتقد لغة الحوار بين الأباء والأبناء ويؤدى ذلك إلى تزايد مشاعر الكراهية بين الأبناء والأباء، لذلك كلما كبر الأب والأم في السن يحدث لديهما وعي وإدراك بأنهما فرطا في أبنائهم وأنهم كانوا يستحقون للعناية والرعاية بشكل أكبر مما قاموا به من قبل، ويفيق الأب في حال وجود أزمة ويكون الأبناء في مفترق الطرق بسبب إهمال بعض الأباء.