قاد الشهيد العقيد أركان حرب «أحمد صابر منسي»، واثنان وعشرون جنديا وضابطا ملحمة تاريخية سالت فيها دماؤهم الباسلة والشريفة؛ ليروا بها أرض الفيروز في السابع من يوليو 2017. 4 سنوات ثقال مرت على ملحمة «كمين البرث» التي قدم فيها مجموعة كبيرة من أبطال الكتيبة 103 صاعقة والكتيبة 83 صاعقة أرواحهم فداء للوطن وحفاظا على عزته وكرامته وفي سبيل دحر ضباع الإرهاب الأسود. في مثل هذا اليوم اخترقت رصاصات الغدر صدور وظهور أبطال ملحمة «البرث»؛ لتنهمر دماؤهم الباسلة على زيهم العسكري الموقر لافظين الشهادة وهم يقاتلون دواعش الإرهاب، ليخلد اسم العقيد منسي ورجاله بحروف من ذهب في صفحات السجل العسكري المصري المشرف. وبهذه المناسبة تواصل موقع «صدى البلد» مع زوجة شهيد الواجب بملحمة «البرث» البطل الشهيد «أحمد الشبراوي»، لتروي لنا كواليس يوم استشهاده وبطولاته. زوجة الشهيد أحمد شبراوي : زوجي استشهد من أجل مصر والأجيال القادمة..فيديو ملحمة البرث وصدمة الاستشهاد قالت المهندسة ندى حسن، زوجة الشهيد البطل أحمد الشبراوي، شهيد ملحة «البرث»عن ذكرى استشهاد زوجها، إن «اليوم الذي تلقت فيه خبر الاستشهاد كانت حاملا وفي نهاية الشهر السادس، وكانت صدمة صعبة بالنسبة لها»، معقبة «في كل مرة عندما كان يذهب شبراوي إلى خدمته كنت أحاول طمأنة نفسي بأنه سيعود سالما معافى». ولفتت أن زوجها كان يتمني الشهادة، وكان دائما يردد «نفسي أستشهد وأنا واقف حامل سلاحي ومروحش هدر». آخر مكالمات الشبراوي وأوضحت زوجة الشهيد البطل أحمد الشبراوي أن آخر مكالمة بينها وبين زوجها كانت قبل استشهاده بساعات وتحدثا عبر الفيديو ليطمأن عليها؛ لأنها كانت في الشهور الأخيرة من الحمل وأوصاها بالاهتمام بنفسها وبابنه ووالدته وبالعصافير التي يربيها أبنه، مشيرة إلى أنه كان لديه جوانب إنسانية كثيرة تنم عن مقاتل شهم وشخصية حساسة. يوم استشهاد الشبراوي وتابعت قائلة: «يوم 7 يوليو استيقظت 10 صباحاً وتفاجأتٌ ب منشورات تعزية في استشهاد أحمد على مواقع التواصل الاجتماعي، وقتها انهرت وتعرضت لصدمة شديدة، ولكن كنت أكذب ما أقرأه، وعندما اتصلت بأحد لأطمئن على زوجي كانوا يقولون بأن اسمه لم ينزل في قائمة الشهداء، وإنه ربما يكون مصابا، ف أرسلت له رسائل صوتية كثيرة لأطمئن عليه ثم اتصل بي أحدهم وقال لي: (احتسبي أحمد عند ربنا)». بعد استشهاد الشبراوي واستطردت زوجة الشهيد الشبراوي قائلة: «أول يومين بعد استشهاد أحمد لم أشعر بتعب الفراق مثلما كنت خائفة عليه، ولم أكن أعرف كيف لقي الشهادة، ولكن بعد يوم حكي لي أحد اصدقائه أن الشهيد أحمد الشبراوي استشهد بطل، وكان صامداً لأخر لحظة، حينها أطمئن قلبي؛ لأنه استشهد كما كان يتمنى». وتابعت: «بعد اسبوع من استشهاد أحمد تمنيت الموت من شدة الموقف والفراق، إلى أن جاءني في الحلم وقال لي (اجمدي)، والآن أنا فخورة به جداً فقد شرف أهله وبلده، ولي الشرف أني أكون زوجته وأم أولاده». نجل الشهيد أحمد شبراوي يغني "قالوا إيه" على الهواء.. فيديو وصيته الشهيد الشبراوي قالت المهندسة ندى حسن إن وصية زوجها لها، أن «أن يحفظ عمر ابننا القرآن الكريم، ويعرف حدود الله، ويواظب على ممارسة الرياضة، وأن يكون سره معي، ويكون إنسان صالح دينيا وفي دنياه»، لافتة أن «زوجها كان يعطيها شيء مثل الروشتة لطرق التعامل بها مع أولادهما، وكان أول ما كتبه ابنها (بحبك يا بابا وحشتني)». أولاد البطل الشبراوي أكدت زوجة الشهيد أحمد الشبراوي، أن زوجها عندما علم أنها حامل ببنت قرر أن يسميها (تالين)، وأوصاها بأن يكون عمر ابنهما أخ وصديق وأب ويحميها ويخاف عليها، وكانت ترد على زوجها بأنه هو الذي سيربي أولاده، إلا أنه كان يقول: «أنا هبقى مسافر عاوز عمر يكون سند ليكي ولأخته»، وكان دايماً يقول لعمر: «أنا سايب ورايا راجل». وأشارت إلى أن ابنتهما (تالين) رغم أنها ولدت بعد استشهاد أبيها بشهرين إلا أنها عندما ترى صورة البطل تعرفه وتقول: «بابا، بابا بطل في السماء»، ولاحظت عليها ذات مرة وهي نائمة تضحك وتقول: (بابا)، وقتها شعرت أن أحمد زارها فى الحلم. عيد ميلاد تالين وتابعت «أردت أن احتفل بعيد ميلاد (تالين) الثالث العام الماضي، وجهزت جلسة تصوير لها وطوق ورد لم يعلم به أحد، وقبل عيد الميلاد اتصلت بي إحدى قريباتي وقالت لي: «أنها حلمت بأحمد يعطي لها طوق ورد»، وقال لها: «ده طوق ورد لأبنتي تالين»، حينها شعرت بالسعادة وفرحت كثيراً لأني حسيت أن أحمد معانا وشايفنا «. واختتمت قائلة: «لم يعلم عمر ابني باستشهاد والده إلا بعد شهرين، وكنا نقول له: أن بابا مسافر، وعندما شعر أن والده تأخر؛ كان يرسل له رسالة صوتية، ويقول له: أنت اتأخرت ليه؟، وعشنا فترة صعبة جداً، وعندما علم أن والده استشهد ظل يحضن ملابسه ويقبل صورته».