قال خبير العلاقات الدولية طارق البرديسي، إن البنود التي طرحتها الوساطة المصرية تعبر عن موقف القاهرة الثابت والمعروف تجاه القضية الفلسطينية لأنها خاضت أربعة حروب دفاعا عنها وعن الشعب الفلسطيني الشقيق، وباعتبار أن فلسطين جزء لا يتجزأ من الأمة العربية، أيضا قضية أمن قومي مصري. الجهود المصرية لدعم القضية الفلسطينية وأوضح "البرديسي" في تصريحات خاصة ل "صدى البلد" أن مصر لا تدخر جهدا وتقدم الغالي والنفيس لكل ما يدعم الحقوق الفلسطينية، وتعمل على إعادة هذه الحقوق إلى أهلها، باعتبار فلسطين هي آخر الدول المستعمرة في العالم في القرن الحادي والعشرين.
وأضاف طارق أن، القاهرة تقوم بمجهودات كبيرة من الناحية الدبلوماسية لوقف الاعتداء على الأراضي الفلسطينية والتي تصب في النهاية لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وإقامة سلام متوازن بين الدولتين، لأن عند وجود سلام متوازن سيدفع بمزيد من موجات العنف والاضطراب في هذه المنطقة".
أسباب تفاقم الصراع بين الجانبين وأشار طارق إلى أن "السبب الرئيسي للمشكلة المتفاقمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو الاستيطان والاعتداء بالقوة على حي الشيخ جراح ومحاولة تهجير أهله، ولذلك لا بد من توقف هذه الاعتداءات المستمرة والعنيفة ووقف الاستيطان ووقف الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة هذه هي الشروط الرئيسية التى حملتها البنود المصرية إلى الجانب الإسرائيلي لوقف نزيف هذه الصراعات ومعاناة الشعب الفلسطيني".
حل الخلاف من جذوره وأختتم: "البنود التى طرحتها الوساطة المصرية تقوم بحل الصراعات من جذورها ومعالجة القضية بشكل نهائي، لذلك ليس من المتوقع أن تقوم إسرائيل بالاستجابة لهذه البنود".
الرفض الإسرائيلي للوساطة المصرية وكانت وكالة "تاس" قد قالت، نقلا عن مصدر مطلع على الموضوع في القاهرة، إن الوفد المصري قد غادر تل أبيب بعد أن فشل في إقناع السلطات الإسرائيلية بالموافقة على وقف إطلاق النار. وقال المصدر إن الجانب المصري، الذي عادة يلعب دور الوساطة في هذه القضية، اقترح وقفا مؤقتا لإطلاق النار باعتباره مرحلة أولى في هدنة مستدامة، مضيفا: "لكن يبدو حاليا أن هذه المبادرة لا آفاق لها". وأوضح المصدر أن "الحديث دار في البداية عن هدنة إنسانية تستمر 3 ساعات، ومن ثم 6 ساعات، لكن كل المقترحات بقيت دون رد". وذكر أن "المقاومة الفلسطينية تطالب بوقف إسرائيل عملياتها العدوانية في القدسالشرقية، بينما ترفض إسرائيل على الإطلاق الاستجابة للدعوات والمبادرات للهدنة. وفي نهاية المطاف اضطر الوفد المصري إلى مغادرة تل أبيب". بداية الصراع ويشهد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ 8 مايو تصعيدا حادا مستمرا بدأ باندلاع اشتباكات في منطقة الحرم الشريف وحي الشيخ جراح في القدس حيث تنفذ إسرائيل إجراءات لطرد عائلات فلسطينية من منازلهم. بدأت القوات الإسرائيلية أمس، حملة قصف واسعة على قطاع غزة، وتزعم أنها تستهدف مئات الأهداف التابعة لحركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، بينما أعلنت السلطات الصحية الفلسطينية في القطاع عن مقتل 109 فلسطينيين، بينهم 28 طفلا، إضافة إلى 621 جريحا. وكانت الفصائل الفلسطينية قد شنت ضربات مكثفة على منشآت حيوية في إسرائيل بينها مطارات، وتم اعتراض معظم الصواريخ لكن الهجمات أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين على الأقل.