دمياط تبحث التعاون مع جامعة شنغهاي في تطوير مدن التعلم    البابا تواضروس يستقبل بطريرك السريان وكاثوليكوس الأرمن في مركز لوجوس    موعد ومدة إجازة عيد الأضحى المبارك 2025    السياحة: انطلاق أولى رحلات الحج السياحي البري لموسم الحج 1446ه    أسوان تنجح في توريد 270 ألف طن قمح.. 113 ألفًا داخل المحافظة    مباحثات مصرية روسية حول الأوضاع في قطاع غزة وليبيا وسوريا والسودان    مختار غباشي: الكونجرس سيصطدم مع ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا    إذاعة الاحتلال: الجيش يقول إنه سمح بإدخال الوقود لمستشفيات أجنبية بغزة    حاملة الطائرات الأمريكية هارى ترومان فى طريقها لمغادرة الشرق الأوسط    محمد صلاح: الجماهير كانت قاسية مع أرنولد.. وطلبت ألا ينظر في عيني    عن حدوتة اعتزال الإخوان السياسة والاكتفاء بالدعوة!    غرق شاب في ترعة الدهشورية بالعياط    مصر.. تتألق فى مهرجان كان    نجم لم يهجر ذاته    مسؤول بحماس: نتوقع مزيدا من الضغوط الأمريكية على نتنياهو لإدخال المساعدات لغزة    أحمد مكي يعلن وفاة نجل شقيقته    حسام موافي يكشف أسباب "نغصة القلب" وكيفية التمييز بينها وبين الذبحة الصدرية    كيف تتغلب على الموجة الحارة؟.. 4 نصائح للشعور بالانتعاش خلال الطقس شديد الحرارة    جدول امتحانات الشهادة الإعدادية الأزهرية 2025 الترم الثاني    بترو أتلتيكو يفوز على البنك الأهلي في كأس الكؤوس الإفريقية لكرة اليد    عادل إمام.. «الشروق» تكشف تفاصيل مشروع فيلم وثائقى لم يكتمل عن الزعيم في عيد ميلاده ال85    ارتفاع كميات القمح الموردة لصوامع المنيا إلى 330 ألف طن    "المستلزمات الطبية" تناقش مشكلات القطاع مع هيئتي الشراء الموحد والدواء المصرية الاثنين المقبل    الأوقاف تصدر العدد الجديد من مجلة "الفردوس" للأطفال    اغتنم الفرصة الذهبية.. أدعية مستجابة في ساعة الاستجابة... لا تفوّت الدعاء الآن    مصر تتوج بلقب البطولة الأفريقية للمضمار بحصدها 51 ميدالية    إسرائيل تنفذ 10 هجمات على 3 مواني يمنية تخضع لسيطرة الحوثيين    ضمن خطة تنمية سيناء.. تفاصيل تنفيذ مشروع خط السكة الحديد (بئر العبد – العريش – رأس النقب)    البابا ليو الرابع عشر يعرض استضافة محادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا في الفاتيكان    ننشر الجدول المعدل لطلاب الثانوية العامة بمدارس المتفوقين 2025    النيابة تحيل "سفاح المعمورة" للجنايات بتهمة قتل 3 أشخاص بينهم زوجته    التعليم العالي: معهد تيودور بلهارس يحتفي بتكريم أوائل طلبة التمريض بالجيزة    تيك توك تطلق خاصية التأمل الليلي لحماية المراهقين من الإدمان الرقمي    حبس بائع تحرش بطالبة أجنبية بالدرب الأحمر    بسنت شوقي: فراج بيسألني «إنتِ مش بتغيري عليا ليه»    وزير الثقافة الفلسطيني يفتتح مهرجان العودة السينمائي الدولي في القاهرة بكلمة مسجلة    حسام زكى: سنطرح إنشاء صندوق عربى لدعم التعافى وإعادة الإعمار بدول النزاعات    البحيرة: 938 مواطنا يستفيدون من قوافل طبية مجانية في قريتي العكريشة وبولين    مستثمر سعودى يشترى ألميريا الإسباني ب100 مليون يورو    حماس: الاحتلال يستخدم سياسة الأرض المحروقة في غزة    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    شكاوى المواطنين تنهال على محافظ بني سويف عقب أدائه صلاة الجمعة .. صور    سيطرة مصرية على الاتحاد العربي لكرة السلة للكراسي المتحركة    وزير الري يعلن الإسراع فى إجراءات بدء تنفيذ عملية تأهيل كوبري عبوده    وزير الكهرباء يتابع مستجدات تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة    الزمالك يبدأ الخطوات الرسمية لرفع إيقاف القيد بالتواصل مع "فيفا".    "التعليم العالي" تبحث آليات تعزيز التعاون مع جامعة شنغهاي الصينية المفتوحة    وفاة طفل وإصابة اثنين آخرين نتيجة انهيار جزئي لعقار في المنيا    كاف يكشف عن تصميم جديد لكأس لدوري أبطال إفريقيا    أسعار الأسماك في بورسعيد اليوم الجمعة 16 مايو 2025    الإسكان: قرارات إزالة لتعديات ومخالفات بناء بالساحل الشمالي وملوي الجديدة    حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر    حال الاستئناف، 3 سيناريوهات تنتظر نجل الفنان محمد رمضان بعد الحكم بإيداعه في دار رعاية    الصحة: خبير من جامعة جنيف يُحاضر أطباء العيون برمد أسيوط    الدوري الإسباني.. بيتيس يبقي على آماله الضئيلة بخوض دوري الأبطال    لاعب المغرب: نسعى لكتابة التاريخ والتتويج بأمم إفريقيا للشباب    أبو شقة: لدينا قوانين سقيمة لا تناسب ما يؤسس له الرئيس السيسي من دولة حديثة    هل الصلاة على النبي تحقق المعجزات..دار الإفتاء توضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صرخة مسلسل الطاووس ضد الاغتصاب.. رؤوف عبد العزيز حقق الاندماج الكامل للمشاهدين
نشر في صدى البلد يوم 19 - 04 - 2021

أثار مسلسل الطاووس تفاعل جماهيرى كبير فى مصر و الوطن العربي، بعد عرض احداث الحلقات الاولى المليئة بالإثارة والتشويق والكثير من المشاعر الإنسانية، المغلفة بثوب الجريمة والظلم الذي تواجهه إحدى الفتيات، الأمر الذي جعله يتصدر محرك البحث جوجل فى مصر و بالمملكة العربية السعودية والعديد من الدول العربية.
في القراءة المباشرة للسيناريو والاحداث نجد (امينة) سهر الصايغ فتاه في مقتبل العمر من الطبقات الكادحة تعيش مع والدها المسن واختها الكبيرة تعمل "أمنية" سهر الصايغ عاملة نظافة بأحد المولات الكبيرة إلى جانب دراستها الجامعية حتى تساعد والدها في مصاريف علاجه.تحصل "أمنية" على فرصة للعمل في الساحل الشمالي وبعدما يعارض خطيبها "فيجو" خالد عليش الذي يعمل سائق توكتوك يعلم بالأجر الذي ستحصل عليه يوافق على الفور.-وتسافر "أمنية" إلى الساحل الشمالي لتعمل بإحدى القرى السياحية التي يقع بها حفل زفاف لشخصية مشهورة، على أن تحصل على أموالًا أكثر من مرتبها.-تتعرض "أمنية" للمضايقات على يد مجموعة من الشباب بعد أن يستحوذوا على هاتفها وينجح أحدهم في وضع المخدر لها في العصير، ثم يستدرجونها داخل إحدى الغرف، لاغتصابها.
وفي القراءة الضمنية للسيناريو حتى الآن نجد انه يطرح العديد من التساؤلات عن كيفية إقامة حياة الطهر والعفة والشفافية في زمن السقوط والانكسارات وضياع الاحلام و كيف يمكن للطهر أن يكون مبدأ وعنوانا لنا في زمن الإفلاس والضياع ، حين تنكسر مرايانا ونعجز عن الرؤية الحقيقة ونفرق ما بين الخير والشر وبين الحقيقى والمزيف وبين الجانى والضحية ، حين يصير التشويه هو القاعدة والجمال هو الاستثناء.
و يطلق صناع المسلسل صرخة احتجاج قوية في وجه المجتمع ويتسائلون بغضب "أين الضمير الإنساني؟!.واستطاعوا طرح افكارهم في إطار درامي يعبر عن مجتمع مقهور وفساد اجتماعي مرتكزا لفلسفة ( البقاء للأقوى) معتمدا على المال والنفوذ كقوة ويسلط الضوء على منظومة مجتمعية غارقة في الفساد الاجتماعي
إذا فالمسلسل يسرد الواقع حيث الفساد الاجتماعي كدلاله رمزية على ثقافة الفقر وانعدام القيم والضعف البشري وفلسفة السقوط لا أحد يقتنع أو يفهم قيم البراءة والنقاء والطهر ، في زمن السقوط والجنس والتردي والانحلال الاخلاقى وقوة المال التي تشتري كل معنى فى الحياة حتى الفضيلة والشرف ، إنه عالم خطير محفوف بالمنكرات والشهوات واللهاث خلفها
وتتصاعد الدراما ليكشف لنا المسلسل عن فلسفة سلطوية خطيرة (حاميها حراميها) وبتوظيف أكثر بشاعة ليكون حاميها هو مجرمها ومغتصبها إن المغتصب الحقيقي هو مصدر الأمان فرضاً هو ذاته من يسلب الأمان .
و يناقش كيف يجبر أصحاب القوى والسلطة والنفوذ الضعفاء على الاستسلام والخضوع والخنوع ، وكيف يسلبوهم إرادتهم وحرياتهم وكرامتهم وأفكارهم واحلامهم فى مجتمع لا أحد فيه سليم النية نقي القلب والضمير ، الكل يباع ويشترى في زمن غابت عنه الرحمة والعطف والحب والخير وقيم الحق و مواطن الجمال .
السيناريو محكم جدا وصياغة درامية دقيقة جدا ومكتوبة بحرفية شديدة فى البناء الدرامى تنم عن موهبة حقيقية للسيناريست كريم الدليل حيث يقدم نصوصا جادة وأفكارا معبرة عن فلسفة اجتماعية ورؤيا ابداعية فنية راقية تتناول الجوانب الواقعية فى المجتمع في قالب انساني فني متميز .
ويسلط المخرج رؤوف عبد العزيز الضوء في مسلسل "الطاووس" على أحد القضايا الهامة كعادته في الأعمال الدرامية التي يقدمها،ويكشف الكثير من التفاصيل في واحدة من أهم القضايا التي تمثل خطورة على المرآة، عندما يتحول فيها البشر إلى ما لا يشبه حتى الحيوانات، وتقودهم غريزتهم إلى هدم الأخلاقيات، و مازالت قضايا الاغتصاب والتحرش أزمة نعانى منها حتى الان.
ونجح رؤوف عبد العزيز في خلق صورة بصرية تعبيرية تخدم الخطاب المرئي واستطاع تحقيق الاندماج الكامل للمشاهدين مع المسلسل ومضمونه حيث أن رؤوف لم يقدم صورة فقط للمشاهدين ولكنه قدم الإحساس المغلف بالمعنى واستطاع تجسيد المشاعر والانفعالات والمواقف المختلفة والتوظيف الدرامي وبناء المشاهد بشكل حرفى كبير ينم على الاحترافية والذكاء والمهارة والخبرة التي يمتلكها وبدون اى مبالغات درامية
ويقدم لنا السيناريو البصرى بدقة وعناية واهتمام وبشكل مدروس ومنطقى ومجهود كبير وواضح جدا يحسب له جدا واستطاع أن يدخل المشاهدين في حالة من الاندماج مع الأحداث وجذب المشاهدين من أول مشهد حيث انه يستخلص أحاسيس و مشاعر الشخصيات بشكل درامي ، والوصول بها إلى أقصى درجة ممكنة من الوضوح ، والبحث عن التفاصيل الصغيرة عبر حساسية الكاميرا لديه والتعبير عن الأحداث في صورة مغايرة وإيقاع متدفق ، محققا آفاقا بصرية جديدة، ومولفا بين الواقع الممزوج بالخيال والمادة الدرامية.
واستطاع رؤوف من خلف الكاميرا تقديم رؤية نقدية أبداعية مبهرة تعبر عن مضمون العمل بصورة ذهنية عميقة على الشاشة مخاطبا بها عقل ووجدان المشاهد ضمن خطة عمل منظمة تتميز بالامتاع والاقناع والابداع والفن الهادف.
ونجح فى تسخير كافة العناصر الفنية فى العمل للتعبير الدرامى من حيث الصورة المعبرة و الديكورات الممتازة الموظفة بشكل دقيق لمهندس الديكور رامى قدرى والملابس المتجانسة والموسيقى التصويرية الرائعة الموحية المعبرة عن الحدث الدرامى ومتناسبة مع الأسلوب التشويقي للحالة الدرامية للرائع خالد حماد والمونتاج السريع الحيوى و أخضاع المناظر والإضاءة والملابس والماكياج والملحقات الفنية الاخرى للتخطيط الدقيق، ومزجها وتوظيفها جميعا بشكل متجانس واندماج مثالى
رؤوف عبد العزيز مخرج صاحب منهج اخراجى شديد الخصوصية يمزج بين الإخراج والتصوير ليقدم في النهاية الصدق البصري والاهتمام باظهار بالبعد الجمالى والبعد النفسى والتكوينات الجمالية المعبرة للكادر وذلك في تناغم مثير لخلق حالة التأثير البصري النهائي بصورة جمالية فنية و ترك المشاهد يتفاعل مع الاحداث والشخصيات
وفاجأنا رؤوف عبد العزيز بتقديم سهر الصايغ بشكل جديد عليها تماما ، و أظهرت سهر قدراتها التمثيلية والفنية فى الطاووس واكدت فعلا انها نجمة كبيرة ، وموهبة فنية قوية و تستطيع تقديم الأدوار المركبة والصعبة باتقان كبير ومهارة فنية وصدق فى الاداء و التعبير
ويخوض النجم العربي جمال سليمان السباق الرمضانى الحالى بمسلسل" الطاووس" تحت قيادة المخرج روؤف عبد العزيز، الذي استطاع أن يقدمه للجمهور بشكل جديد وبعيدا تماما عن كافة الأعمال الفنية التي قدمها خلال مسيرته الفنية، خاصة أنها تعد المرة الأولى التى يقدم فيها شخصية محامى وتكون هى الشخصية الرئيسية بالمسلسل فى الدراما المصرية.
نحن حقا امام عمل فنى تتكامل فيه جميع عناصر الابداع من ألفها إلى يائها، ويحظى بالنجاح الجماهيري والنقدى الكبير منذ بدايته واستطاع المخرج المتميز "رؤوف عبد العزيز" أن يقود فريق العمل بحرفية كبيرة ودقة فى الصنع ، ويستغل كل الإمكانات الفنية والتقنية المتاحة ليصنع أحد أهم الأعمال الدرامية هذا الموسم ليقدم لنا فى مسلسل الطاووس قوة الرسالة ممزوجة ببراعة الأداء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.