نجحت الضغوط الأمريكية التي مارسها وزير الخارجية جون كيري على وزراء الخارجية العرب أثناء لقائه بهم في واشنطن، في تغيير موقف الدول العربية تجاه عملية السلام والموافقة على التنازل على واحد من أهم ثوابت القضية وهو إقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل 5 يونيو عام 1967. وأعلنت الدول العربية لأول مرة في تاريخها عن قبولها بفكرة جديدة طالما رفضتها تتمثل في مبادلة أراضٍ فلسطينية بأراضٍ أخرى تمنحها إياها إسرائيل، وذلك في إطار اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وهو ما يهدد القدس الشريف والمدينة القديمة التي أصبحت محاطة بكتل استيطانية ستعوق اعادتها للعرب. والهدف الأمريكي الرئيسي من هذا التدخل هو السماح لإسرائيل بالحفاظ على الكتل والتجمعات الاستيطانية التي أنشأتها حول القدس وفي الضفة الغربية، والتي قطعت من خلالها أوصال المدن والبلدات الفلسطينية. وإذا ما تم إقرار اتفاقية سلام وفقا لهذا المبدأ فإن الشعب الفلسطيني سيكون مجبرا على التخلي عن أراضيه التي صادرها منه الاحتلال وأقام عليها المستوطنات، مقابل الحصول على أراضي أخرى من إسرائيل، وغالبا ستكون بعيدا عن المدن والحيز العمراني للمستوطنات، وصحراء النقب هي المكان المرجح تقديمه للعرب. وكان وفد الجامعة العربية برئاسة الأمين العام للجامعة نبيل العربي، قد اقتنع بهذا القرار عقب مفاوضات مع مسئولين أمريكيين على رأسهم جون كيري وزير الخارجية، ونائب الرئيس جو بايدن. ونجح الأمريكيون في إقناع الوفد العربي بأن هذا الحل الوحيد المطروح على الطاولة من أجل الوصول إلى حل الدولتين، والسماح بإقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية. ويأتي هذا التعديل على المبادرة العربية للسلام والتي تقدم بها الدول العربية في قمة بيروت التي عقدت عام 2002، والتي تضمنت الحرص على إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، مقابل التطبيع الكامل مع اسرائيل. من جانبه أبدى وزير الخارجية الأمريكي سعادة كبيرة بتغير الموقف العربي والمرونة التي ظهرت، وقال "اللقاء كان بالغ الإيجابية، بالغ الفائدة، ومع نتائج إيجابية، وتم إعادة التأكيد على مبادرة السلام العربية، بهدف التوصل إلى إنهاء الصراع.