أمانة سائق توكتوك في منطقة شعبية كانت سببا في إتمام سعادة عروس يوم زفافها؛ بعدما فقدت حقيبتها التي تحتفظ بها بأغراضها التي سترتديها يوم الزفاف، فضلا عن وجود الشَّبْكة، وأموال في الحقيبة نفسها. ففي صباح 13 فبراير الجاري، حضرت عروس جميلة إلى إحدى صالونات التجميل بمنطقة أرض اللواء، رغم جمالها الإفريقي، وهي من دولة جيبوتي، إلا أنها لم تخلُ من السعادة، فبعد دخول صالون التجميل حاملة الفستان الأبيض على يدها اليمنى وحقيبة صغيرة في يدها اليسرى، فوجئت بفقدان حقيبة أخرى بها مقتنياتها الذهبية والمال وباقي مستلزماتها الشخصية. محررة "صدى البلد" تواصلت مع "هبة أحمد"، مالكة صالون التجميل الذي يقع في منطقة «أرض اللواء» التابعة لحي العجوزة، فقالت إن العروس الجيبوتية حضرت في الموعد حاملة الفستان، ولكن بعد وصولها، لم تجد معها إلا الفستان وحقيبة ملحقات، وعندما سألتها "هبة" عن الطرحة والإكسسوارات، فوجئت العروس أنها لم تعد تملكها. 30 دقيقة مرت على العروس بين القلق والتوتر والترقب، تطمئنها كلمات الموجودات في الصالون، بأمل العثور عليها، أو الإيمان بالله والثقة في أن العوض سيدركها قريبا، وتقول هبة: "حاولت طمأنتها وتهدئتها ونصحها بعدم إفساد سعادة يوم الزفاف مهما كان الذهب غاليا، فإنه لن يكون أغلى من سعادتها في يوم الزفاف الذي لن يتكرر". استبدل وجه العروس السعيد بآخر يعلوه الحزن، بين الدموع والتوتر كادت تفسد يومها، وسرعان ما تخلل بكاء العروس صوت أحدهم يطرق الباب، خرجت هبة للحديث، فوجدت شخصا يسألها: "عندك عروسة حاجتها ضاعت؟"، كان الأمر أشبه بالمعجزة نادرة الحدوث، لأن "حاجات كتير ضاعت وملقينهاش". وصفت العروس له الحقيبة ومقتنياتها، ثم أعطاها لها للتأكد منها، وتقول "هبة"، ذات الأصول الفلسطينية: "فتحتها ولقت كل حاجة موجودة حتى الفلوس والدهب". ويروى أحمد عبد القوي، سائق التوكتوك الأمين، تفاصيل الواقعة، ل «صدى البلد»، موضحا أنه لم يقل عروسًا في هذا اليوم إلا هذه العروس، وبعد الانتهاء من إيصالها، قابل ابنه الذي نبهه لوجود حقيبة على مقعد التوكتوك الخلفي، ويقول عن ذلك: "فتحتها؛ لقيت طرحة وحاجات عروسة"، ليعود على الفور لها: "رجعت مكان ما نزلتها؛ عشان ألاقيها". وهذا ليس الموقف الأول الذي تظهر فيه أمانة عم "أحمد"، حيث سبق وأعاد الكثير من الامانات لأصحابها، خلال عمله في مجال البناء: "كنت شغال في الُبنا، وعشان كورونا والشغل وقف؛ اشتغلت على التوكتوك".