مع انتشار الصحفيين والإعلاميين حول العالم، حظى الإعلامي لاري كينج - الذي رحل اليوم عن عمر يناهز 87 عاما، بمكانة مميزة في ظل هذا الصراع، وكان واحدا من أبرز الإعلاميين على شاشات التليفزيون حول العالم. ويرجع سبب نجاحه وحصوله على شهرة واسعة نظرا لأنه حاول رؤساء وزعماء ومترشحين للرئاسة، وكذلك نجوم سينما ورياضيون عالميون، واشتهر في اللقاءات التي أجراها معهم بسلوكه اللطيف الهادئ، والمريح ايضا، والذي ميزه عن المحاورين والإعلاميين الآخرين. وكذلك أتقن أسلوبا غير رسميا في تنسيق الأسئلة والأجوبة، وكان يميل دائما إلى الاستماع باهتمام إلى ضيوفه، ونادرا ما كان يقاطع حديثهم، ولمدة 25 عاما قدم برنامج "لاري كينج لايف" على قناة سي إن إن، وهي فترة قدم خلالها أكثر من 30 ألف مقابلة ، بما في ذلك محاورته كل رئيس جالس من جيرالد فورد إلى باراك أوباما. وجعل البرنامج كينج أحد وجوه الشبكة وأحد أشهر الصحفيين التلفزيونيين في البلاد، وكذلك اتجه للكتابة حيث كتب كينج في عام 1992، أما عن نشأته كان قد نشأ كينج على يد اثنين من المهاجرين اليهود، ووالدته جيني من ليتوانيا، بينما والده إدوارد زيجر من أوكرانيا. توفي إدوارد بنوبة قلبية عندما كان كينج في العاشرة من عمره، وتولت والدته مهمة تربية لاري وشقيقه الأصغر مارتي بمفردهما، وقال لاري في حوار قديم له أن والده كان له تأثير كبير عليه. وبدأت مسيرة لاري في مجال الإعلام بشكل حقيقي في عام 1957، عندما تولى وظيفة في ميامي، وقام رئيسه بتغيير اسمه من لاري زيجر إلى لاري كينج حيث نصحه بأن نطق اسمه لاري زيجر سيكون عرقيا وصعب النطق، وكتب كينج في سيرته الذاتية لعام 2009: "لم يكن هناك وقت للتفكير فيما إذا كان هذا جيد أو سيئ أو ما ستقوله والدتي، كنت سأبث على الهواء في خمس دقائق".