قالت الأممالمتحدة اليوم الخميس، إن عائلات سورية أحرقت في منازلها، وإن أشخاصًا ضربوا بالقنابل وهم ينتظرون الحصول على الخبز، وإن أطفالاً تعرضوا للتعذيب والاغتصاب والقتل، وإن مدناً تحولت إلى انقاض في الحرب المستمرة في سوريا منذ عامين وهو ما وصل بالأوضاع إلى كارثة إنسانية. وقالت فاليري آموس منسقة الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة وأنطونيو جوتيريس مفوض الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، إن ربع سكان سوريا البالغ تعدداهم 22 مليون نسمة شردوا داخل بلدهم، وإن 1.3 مليون نسمة فروا إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وكانت هذه جلسة علنية نادرة في مجلس الأمن بشأن الصراع في سوريا دعت إليها أستراليا ووجهت آموس نداء إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن "لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لانهاء هذا الصراع الوحشي". وقالت آموس "الوضع في سوريا كارثة إنسانية يدفع المواطن العادي فيها ثمن الفشل في إنهاء الصراع. ليس لدي إجابة لهؤلاء السوريين الذين تحدثت اليهم والذين سألوني لماذا تخلى العالم عنهم". ووصل مجلس الأمن إلى طريق مسدود بشأن كيفية انهاء الصراع. واستخدمت روسيا الحليف الوثيق للرئيس السوري بشار الأسد وبمساعدة من الصين حق النقض (الفيتو) في عرقلة أي توصية أو محاولة لفرض عقوبات على حكومة الأسد. وتقول الأممالمتحدة إن الحرب في سوريا التي بدأت في صورة احتجاجات سلمية، وتحولت إلى العنف عندما حاول الأسد سحق الانتفاضة راح ضحيتها أكثر من 70 ألف شخص. وقالت آموس "الأطفال من أكثر الاشخاص معاناة. الأطفال يتعرضون للقتل والتعذيب والعنف الجنسي. كثيرون منهم لا يجدون ما يكفيهم من طعام. أصيب الملايين بصدمة نتيجة هول الأحداث... هذا الصراع الوحشي لا يمزق حاضر سوريا فحسب وإنما يدمر مستقبلها أيضا". كما أطلعت زينب بانجورا مبعوثة الأممالمتحدة للعنف الجنسي في الصراع وليلى زروقي مبعوثة الأممالمتحدة بشأن الأطفال والصراع المسلح مجلس الأمن على تطورات الصراع في سوريا. وألقى مندوب سوريا في الأممالمتحدة بشار الجعفري باللوم في المحنة التي يعاني منها السوريون على الإرهاب والعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة، واتهم دولا مجارة بمنع اللاجئين من العودة إلى سوريا. وقال الجعفري "لن يغفر الشعب السوري بعد اليوم تسهيل تنقل آلاف الإرهابيين الجهاديين الأوروبيين والغربيين برعاية أجهزة استخبارات معروفة عبر حدود العشرات من الدول من أستراليا إلى الولاياتالمتحدة وصولاً إلى الحدود التركية واللبنانية والأردنية مع سورية". وأضاف في كلمته أمام مجلس الأمن في تعليقات تعكس ما قاله الأسد في مقابلة تلفزيونية يوم الأربعاء إن هؤلاء "يتم إيواؤهم في معسكرات تدريب ليدخلوا بعدها إلى سوريا ويعيثوا فيها فسادا ودمارا وتخريبا ويسفكوا الدماء البريئة". وقال جوتيريس إنه منذ فبراير يفر 8000 سوري يوميا عبر حدود البلد في معدل قد يزيد عدد اللاجئين السوريين بأكثر من المثلين بحلول نهاية العام الى 3.5 مليون شخص. وأبلغ جوتيريس مجلس الأمن بأن هذا الأمر "ليس مرعبا فقط وإنما قد يصبح غير قابل للاحتواء. لا توجد وسيلة كافية لتلبية الاحتياجات الإنسانية الهائلة لما تمثله هذه الإحصاءات". وقال "من الصعب تخيل كيف يمكن لأمة أن تتحمل مثل هذه المعاناة الكبيرة". وحذر من أن الصراع قد يمتد إلى الأردن ولبنان وتركيا والعراق جيران سوريا الذين يتحملون عبء اللاجئين. وقال إنه مع الأخذ في الاعتبار عدد اللاجئين المسجلين فقط فإن تعداد سكان لبنان زاد بنسبة عشرة بالمائة. وأضاف "لكن مع الأخذ في الاعتبار اللاجئين الذين لا يسعون إلى تسجيل أنفسهم والعمال المهاجرين السوريين فإن البعض يقدر عدد السوريين بأنه قد يصل الى ربع عدد السكان في لبنان". وقالت آموس إنه يوجد 6.8 مليون شخص داخل سوريا يحتاجون إلى مساعدات. وأضافت أن من بين 1.5 مليار دولار تعهد المانحون الدوليون بتقديمها لتغطية تكاليف الاحتياجات الإنسانية لسوريا لم يتم تحصيل سوى نصف هذا المبلغ فقط. ورسمت آموس صورة عصيبة للجهود الدولية لتسليم المساعدات داخل سوريا.