حثت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأحد، البيت الأبيض على تدمير صواريخ كوريا الشمالية بضربة استباقية قبل أن يتم إطلاقها، لاسيما وأن الأزمة الكورية أصبحت تشكل تهديدا استراتيجيا للمصالح الوطنية الأمريكية. ووصفت الصحيفة الأمريكية - في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني - تدمير الصواريخ الكورية الشمالية على الأرض قبل أن يتم إطلاقها بأنه الخيار الأفضل في الوقت الراهن، مشددة على ضرورة أن تشن الولاياتالمتحدة ضربة جوية دقيقة لتدمير منصات إطلاق الصواريخ والصواريخ نفسها وجعلها غير قابلة للعمل مرة أخرى. وناشدت الصحيفة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإعلان بوضوح وبشكل مباشر بأن هذا العمل سيقع تحت بند الدفاع عن النفس كرد على تهديدات الشطر الشمالي الصريحة ودليل واضح على امتلاكه سلاحا نوويا مؤهلا فعليا لذلك. وتابعت "كما يتعين عليه أن يخبر قادة كوريا الجنوبية واليابان والصين وتايوان بمثل هذا الإجراء بصورة مسبقة؛ وينبغي أن يوضح أن هذه الضربة ستكون ضربة دفاعية محدودة تجاه هدف عسكري - بمعنى أن العملية لن تشكل تهديدا لحياة المدنيين - وأن أمريكا لا تنوي إحداث تغيير في النظام؛ وإنما الغرض من ذلك هو تحييد خطر واضح وقائم". وأوضحت الصحيفة أنه إذا ما استمرت بيونج يانج في سلوكها الوحشي، فإنها تعرض بذلك الاقتصادات الهشة في المنطقة لمخاطر جمة وسوف تشجع سول وطوكيو على تطوير أسلحتهما النووية بغرض الدفاع عن النفس أيضا، مشيرة إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في أن هذه التهديدات المستمرة تشجع الدول المعزولة في جميع أنحاء العالم على أن تحذو حذوها. وحذرت من أن السماح لكوريا الشمالية باستخدام ترسانتها النووية الصغيرة لابتزاز المنطقة مع الإفلات من العقاب، قد يشجع إيران على الاستمرار في طموحها النووي، مما قد يعرض سائر المنطقة لخطر اندلاع حرب نووية. وشددت الصحيفة على أن تدمير صواريخ بيونج يانج هو أفضل الخيارات السيئة المطروحة لحل الأزمة الكورية والتي قد تقوض الأمن الإقليمي والجهود العالمية لوقف انتشار الأسلحة النووية إذا طال أمدها، فضلا عن أن الحرب المستقبلية قد تكون أسوأ من ذلك بمراحل. وأكدت "نيويورك تايمز" الأمريكية - ختاما - أن الخطوة الأكثر تعقلا تتمثل في القضاء على التهديد العسكري الوشيك من خلال الدفاع عن النفس، ووضع حدود واضحة ومعقولة لهذا العداء في المستقبل، والحفاظ على وحدة التحالف لإرساء الاستقرار - وليس تغيير النظام بالقوة - في المنطقة، مشيرة إلى أن هذا النوع من الإجراءات الوقائية من شأنه أن ينقذ العديد من الأرواح ويحافظ على السلام الهش في شبه الجزيرة الكورية. وفى نفس السياق كشفت صحيفة "تلجراف" البريطانية أن الصين تمول برنامج أسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية. وأوضحت أن الصين لازالت تضخ الأموال في كوريا الشمالية متحدية بذلك العقوبات الدولية المفروضة على بيونج يانج. وقالت الصحيفة إن هناك شقة رخيصة الثمن في برج بمدينة دانونج الصينية هي التي يدار منها عملية إمداد بيونج يانج بالأموال، وهي الفرع الصيني لبنك "كوانجسون". وأضافت أنه منذ افتتاح الفرع بالصين عام 2004، وقام البنك بضخ مليارات الجنيهات من العملة الأجنبية إلى كوريا الشمالية، وهي الأموال التي استخدمت لتمويل البرنامج النووي لكوريا الشمالية وبرامج الصواريخ الباليستية. وأوضحت أنه بالرغم من استياء الصين من سياسة كوريا الشمالية واستمرار تهديداتها، فإن بكين ترى أنها دولة يمكن التعامل معها حيث أنها تمثل حاجزا مهما أمام ما تعتبره محاولات أمريكية "لمحاصرتها". ورغم أنه ربما تم إغلاق فرع كوانغسون في الصين، فإنه من الممكن إرسال أموال عن طريق فرعه المحلي الأصغر الذي لا يزال بنكا حكوميا. ويقول مور إنه بالرغم من معارضة الصين العلنية لتصرفات كوريا الشمالية، فإن التجارة من داندونج لا تزال مزدهرة، مشيرا إلى أنه في كل يوم تصطف عشرات الشاحنات أمام جمارك المدينة لنقل الحبوب والأسمدة وحاويات البضائع إلى كوريا الشمالية، وأن المدينة لا تزال تجتذب الأغنياء في كوريا الشمالية.