حقوق الإنسان:غياب مؤسسات الدولة أثناء أحداث "الخصوص"حولها لفتنة طائفية..وصور"البابا شنودة" وتسامح الأهالي ساهم في حل الأزمة _ تواجد الأسلحة مع المواطنين خطر يقع عبئه على الأمن ويجب أن تسعى الدولة من خلال منظوماتها المتوازية على مواجهة هذا الخطر _ استخدام مكبر الصوت لزاوية نور الهدى لحث المسلمين للجهاد ضد المسيحيين نداء حوٌل جريمة جنائية إلى فتنة طائفية _التعدي على الممتلكات الخاصة لعائلة اسكندر وآخرين وقتل أبرياء من المتواجدين أمام الكنيسة وحرق شاب لم يتجاوز 19 عام سلوك يعبر عن غياب العقل وسقوط القانون _ التسامح الذي أبداه أهالي المنطقة و الحب الذي عبر عنه مسلمي المنطقة بتعليقهم لصور الراحل (البابا شنودة) أظهرت روح تلقائية لا تلجأ للتصنع أوضح التقرير النهائي للمجلس القومي لحقوق الإنسان عن أحداث الخصوص بأنها تعبر عن غياب الدولة، ولم يشهد موقع الأحداث اضطلاع أي من مؤسسات الدولة بدورها، وأدى غياب وزارة الداخلية عن حل الجريمة الجنائية، وسمح غيابها لأحد الأفراد أن يحول الجريمة إلى فتنة طائفية. وأشار التقرير إلى عدم تعامل قوات الأمن بالشكل المطلوب مع الإحداث، موضحا أنه بالرغم من انتشار قوات الأمن بمحيط كنيسة مارجرجس بالخصوص، إلا أن انتشار هذه القوات ليس مؤهل لمنع مرور المعتدين على الكنيسة أو المسجد، ووصفت البعثة انتشار الأمن بأنه انتشار شكلي مؤكدة أن عبء توزيع القوات يقع على القيادات التي تحتاج لتغيير سريع لاحتواء الموقف من الجانب الأمني- كما ورد بالتقرير. وأوضحت البعثة في تقريرها أنه بالرغم من انتشار قوات الأمن بمحيط كنيسة مارجرجس بالخصوص، إلا أن انتشار هذه القوات ليس مؤهل لمنع مرور المعتدين على الكنيسة أو المسجد وهو مجرد انتشار شكلي. ونوهت البعثة في تقريرها أن تواجد الأسلحة مع المواطنين خطر، يقع عبئه على الأمن، ويجب أن تسعى الدولة من خلال منظوماتها المتوازية على مواجهة هذا الخطر. وسردت البعثة تفاصيل لحادث سابق يخص عائلة اسكندر، ووصفت تصرف أحد أفراد العائلة مع أحد الأهالي بالخاطئ الذي جذب العائلة للاستخدام العشوائي للسلاح، خارج نطاق القانون دون تحمل عواقبه والاستنجاد بجماعات مسلحة ليتمكنوا من الخروج من الموقف، موضحة أنه في ظل غياب القانون ولم يستمع أحد أفراد العائلة للقانون أو العقل أو الدين، بضرورة وقف استخدام الأسلحة وعدم التعدي على المواطنين بل انساق أفراد العائلة إلى ما بدأه أحدهم وشاركوا في إطلاق النيران على المتجمهرين حول المنزل. وعن تفاصيل أحداث الخصوص الذي اشتركت فيه نفس العائلة أيضا – عائلة اسكندر- قال ان استخدام مكبر الصوت لزاوية نور الهدى لحث المسلمين للجهاد ضد المسيحيين، نداء حوٌل جريمة جنائية إلى فتنة طائفية، وإتباع هذا النداء من قبل المتواجدين بالمنطقة المحيطة من المسلمين، دون الرجوع للعقل، واستجلاب ملثمين من خارج المنطقة، والتعدي على الممتلكات الخاصة لعائلة اسكندر وآخرين، وقتل أبرياء من المتواجدين أمام الكنيسة، وحرق شاب لم يتجاوز 19 عام، سلوك يعبر عن غياب العقل ، وسقوط القانون. واضافت:"ظهر في ظلال هذه الأحداث أشخاص- على الرغم من تواضع القسط العلمي الذي حصٌلوه- على درجة عالية من الوعي والتسامح والعقل، فألتقت البعثة بعدد من هؤلاء ممن نظموا مسيرة داخل مدينة الخصوص ترفع شعارات "يحيا الهلال مع الصليب"، "مسيحي ومسلم إيد واحدة". وعلى الرغم من استخدامهم لشعارات تعبر عن أنتمائاتهم الدينية على مشاريعهم التجارية البسيطة داخل مدينة الخصوص. إلا أن انتمائهم يدل على وعي، وحب، وقبول للآخر، وفهم لصحيح الأديان. التسامح الذي أبداه أهالي المنطقة، الحب الذي عبر عنه مسلمي المنطقة بتعليقهم لصور الراحل (البابا شنودة) على منازلهم. الشراكات التي جمعت المواطنين باختلاف دياناتهم أظهرت روح تلقائية لا تلجأ للتصنع دليل على هامش من الثقافة المتزنة تحتاج لرعايتها والسماح لها بالامتداد". وأوصى التقرير بضرورة تفعيل الرقابة الرئاسية داخل المؤسسات المختلفة، مؤكدا على فشل مؤسسات الدولة في حل الأزمة أو حتى السعي لإدارتها بحكمة. كما أوصى بضرورة إعادة الاستكمال على ما تبقى من روح السماحة المتواجدة بين أهالي الخصوص.