تصدرت حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية في عدد من الدول العربية، اهتمامات الإعلام الفرنسي عقب تصريحات من الرئيس إيمانويل ماكرون حول الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي. وذكرت صحيفة "لوفيجارو" أن هناك "عاصفة" ضد المنتجات الفرنسية في الشرق الأوسط خلال ال48 ساعة، موضحة أنها تتسع بشكل كبير في الدوائر الرسمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. اقرأ أيضا: ماكرون يغرد بالعربية بعد حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية وقالت الصحيفة إن الحملة تستهدف المنتجات الغذائية ومستحضرات التجميل في المقام الأول، وكذلك الأجهزة المنزلية وغيرها من المنتجات، بعد تعهد ماكرون باستمرار نشر الرسوم الكاريكاتورية. وأشارت إلى توجه عدد من المتاجر في دولة مثل الكويت إلى رفع المنتجات الفرنسية من الرفوف، موضحة أن حوالي 50 جمعية تعاونية اتخذت قرارا في هذا الشأن. وتوضح في تقريرها أن سوق الشرق الأوسط منطقة استراتيجية لبعض منتجات الجبن مثل "كيري" و"لافاش كيري". وأضافت أن المستوردين لم يتفاعلوا رسميا حتى الآن مع تلك الدعوات، مشيرة إلى أنه في 2019 صدرت فرنسا منتجات غذائية بنحو 1.9 مليار يورو إلى الشرق الأوسط. وفي جميع القطاعات، تصدر تقريبا منتجات بقيمة 11.9 مليار يورو إلى دول الشرق الأوسط. وتعد السعودية والإمارات أكبر الأسواق المستوردة للمنتجات الفرنسية، كما أن الإمارات هي موطن لأكبر جالية فرنسية للمغتربين في المنطقة بنحو 30 ألف شخص، وحوالي 600 شركة فرنسية. من جانبها، ذكرت مجلة "لو نوفل اوبرفاتور" الفرنسية، أن حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية تضاعفت في عدد من دول الشرق الأوسط بسبب حديث ماكرون عن استمرار نشر الرسوم الكاريكاتورية. وأشارت إلى إزالة المنتجات الفرنسية من المتاجر في بعض الدول مثل الكويت وقطر، مسلطة الضوء على دعوات مماثلة في الأدرن وإيران وغيرها من الدول. وأكدت المجلة أن دول الخليج تمثل سوقا مهما بشكل متزايد لصادرات فرنسا الغذائية والزراعية. فيما أشارت قناة "بي اف ام تي في" إلى قرار نحو 430 من وكالات السفر في الكويت بتعليق إصدار تذاكر الطيران إلى فرنسا. كما أذاعت القناة الثانية الفرنسية تقريرا حول إزالة المنتجات من أرفف بعض المتاجر في الكويت وقطر، على خلفية تلك الدعوات. كما اهتمت صحيفة "لوموند" بحملة المقاطعة، مشيرة إلى أنها امتدت إلى الشوارع حيث خرج العشرات للتظاهر يوم السبت، أمام مقر السفير الفرنسي لدى إسرائيل، تنديدا بتصريحات ماكرون، واحتجاجا على نشر الرسوم المسيئة للنبي. بينما ذكر موقع "20 مينوت" أن حملة المقاطعة تعد رسالة رمزية من بعض الدول للرئيس الفرنسي، ولا ينبغي المبالغة فيها. وأوضح أن الحملة التي تنتشر بشكل أساسي على مواقع التواصل لا تهدد بشكل مباشر الاقتصاد الفرنسي، مشيرا إلى أن بعض الدول قد تواجه عقوبات أوروبية إذا اتخذت قرارا رسميا بمقاطعة فرنسا. كانت الخارجية الفرنسية طالبت دول الشرق الأوسط، بعدم السماح بمقاطعة المنتجات التي تتم صناعتها في فرنسا، عقب دعوات بمقاطعتها على خلفية استمرار نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد. وقالت في بيان إن الأيام الأخيرة شهدت دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من دول الشرق الأوسط لمقاطعة المنتجات الفرنسية، خاصة الغذائية، إضافة إلى دعوات للتظاهر ضد فرنسا بسبب نشر رسوم كاريكاتورية عن النبي محمد. وأكدت الوزارة الفرنسية أن هذه الدعوات قائمة على تحريف المواقف الحقيقية التي تدافع عنها فرنسا، لصالح حرية المعتقد وحرية التعبير وحرية الدين، مع رفض أي دعوة للكراهية. وذكرت أن هناك من يشوه ويستغل تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أثناء تكريم مدرس التاريخ المذبوح صاموئيل باتي، لأغراض سياسية. وأكدت الوزارة أن المسلمين جزء من نسيج البلاد الوطني، موضحة أن دعوات المقاطعة لا أساس لها ويجب وقفها فورا، مثل كل الهجمات التي تستهدف فرنسا والتي تدفع إليها الأقلية المتطرفة، حسبما ذكرت في بيان. ودعت الخارجية الفرنسية الدول المعنية إلى التنصل من أي دعوة للمقاطعة أو أي هجوم ضد فرنسا، مع الحرص على ضمان سلامة المواطنين الفرنسيين في الخارج. كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن بلاده لن تتوقف عن نشر الرسوم الكاريكاتورية، وذلك خلال تأبين مدرس التاريخ صاموئيل باتي الذي قطعت رأسه على يد شاب شيشاني، مطلع الشهر الجاري.