"أنا شكلي قبيح!" بهذه الجملة بدأ الشاب أحمد عُمر، حكايته مع التنمر والموقف الذي تعرض له خلال تقديمه في كلية التربية الرياضية جامعة كفر الشيخ، ورفضه بسبب "شكل وجهه" والحكم عليه مسبقا قبل اختباره، لينضم إلى سابقيه من ضحايا هذه الظاهرة الملعونة. الحكاية بدأت صباح أمس الخميس، عندما ذهب الشاب العشريني إلى كلية التربية الرياضية على وجهه الكمامة، لدفع الرسوم وإجراء الاختبارات اللازمة حتى يتمكن من القبول بالكلية، قائلا: "رحت الساعه 9 الكليه عشان أقدم الورق وادخل الاختبارات وقعدت انزل واطلع من الساعة 9 للساعة 1 وبعد كدا قعدت ساعه إلى أن دخلوني ودفعت 450 جنيه الأول غير الورق اللي صورته". سار الأمر طبيعيا حتى هذه اللحظة، حيث انتقل "عمر" إلى المرحلة الثانية وهي الكشف الطبي التي كاد أن يجتازها لولا الكمامة، مضيفا: ""خلعت ملابسي ماعدا الشورت وقست الطول والوزن وطلع مناسب جدا وبعد كدا رحت للدكتور التاني عشان الاختبار.. انزل عشرة ضغط.. أقف على مشط رجلك ونط.. اقعد واقف وانت مربع من غير ما تسند.. وبعد كدا قالولنا ننزل الكمامة". جاءت اللحظة الحاسمة أو الضربة القاضية بمجرد أن أزاح الشاب الكمامة عن وجهه، لتتغير بعدها نظرات القائم على الاختبار، الذي فكر قليلا إلى أن تمكن التنمر من السيطرة على حكمه في تقرير مستقبل هذا الشاب، "بعدها لقيت نظراته ليا اتغيرت وقعد مركز معايا شوية ومركز في شفتي أوي.. بعدها ندهلي قالي اسمك اي قولتله كذا كذا يادكتور.. قالي ايه اللي ف شفتك ده.. قولتله عملية حضرتك وبعد خمس شهور بالكتير هعمل عملية ثانية وشفتي هترجع طبيعية وهشيل التقويم وهبقى زي الفل.. فقالي طب ارجع تاني". تنفس "عمر" الصعداء -مؤقتا- على أمل ألا يحكم عليه الدكتور بمجرد المظهر ويتيح له الفرصة لاستكمال الاختبارات لكن لم تأت الرياح كما يشتهي أو كما يُفترض، حيث رفضه الدكتور بداعي شكل الشاب الذي رآه لا يصلح "وقفت مع زمايلي فلقيته قالهم روحوا انتو للخطوات اللي بعد كدا وقالي أقف انت عاوزك.. طبعا انا استغربت.. اللي هو في أيه وبعدين إيه البصات اللي بيبصهالي دي، بعد ما ذنبني شويه قالي تعالى.. فروحت قالي روح البس هدومك وروح". دافع الشاب عن رغبته في استكمال الاختبارات باستماتة لتحقيق حلمه، محاولا إقناع الدكتور بأن منظر شفتيه مؤقتا وسيزول بعد إجراءه العملية، لكن محاولاته باءت بالفشل في ظل تعنت الآخر وتمسكه بموقفه "قولتله ليه يا دكتور دا انا حتى لسه ما دخلتش اختبار الجري ولا حتى الخطوات اللي بعد كدا.. قالي انت شكلك مينفعش.. قالي عشان مصلحتك.. بس قولتله الكلية كلها حركة وجرى وسباحة ولو فيه بوكس وملاكمة فانا بقول لحضرتك انا بعد خمس شهور كل دا هيبقى زي الفل.. قالي انت كشكل اصلا مينفعش ياابني وبعد كدا قالي يلا اتفضل روح البس وروح.. طب اقسم بالله كان معايا واحد ميقلش عن 120 كيلو واتقبل عادي". حرب آخرى خاضها الشاب المُنهك من أجل استرداد الرسوم التي دفعها ولم يلق نظيرها اختبارا عادلا لكنها باءت بالفشل أيضا ليعود خائب الرجا "نزلت سألتهم وقولتلهم عاوز ال 450 بتوعي عشان امشي لإني لسة حتى مدخلتش الاختبارات ولا عملت اي حاجه يعني دفعتهم على الفاضي. الاقي الأمن يقولي بح ياباشا كان فيه وخلص مينفعش تاخدهم تاني.. طلعت لحد مهم فوق ف مكتبه قالي طالما كتبت اسمك عالظرف يبقى متعرفش تاخدهم.. قولتله تمام بس انا اصلا مدخلتش الاختبارات يعني لو دخلت اوك إنما أنا مدخلتش.. ان جيت للحق معاملته كانت في منتهى الاحترام بس على كلامه انه ميقدرش يعمل شئ نزلت وانا مش مسامح في الفلوس طبعا". دخل الشاب في حالة من اليأس ودائرة من الأسئلة عن سبب عدم قبوله بالكلية بسبب وجهه، الذي سبب له معاناة منذ الصغر ولا تزال المعاناة مستمرة له ولمثله من ضحايا التنمر "اللي موتني أن انا ليه متقبلتش.. علشان شكلي مش لايق على الكلية، على الكلام اللي كان فوق في الكشف الطبي.. يعني انا قبيح.. انا وانا طفل ياما خدت تريقة واتعنصرت عنصرة هدت آمالي وطموحاتي في حاجه انا مليش ذنب فيها.. والله مش انا اللي خلقتني عشان اكون وحش فنظركم".