حددت الصين وروسيا أولويات التعاون الثنائي المستقبلي عبر الدعوة إلى نمط جديد يحكم العلاقات بين القوى الكبرى على الساحة الدولية. ورفضت الدولتان بشكل قاطع ما وصفتاه بالبناء غير المقيد ومن جانب واحد للقدرات المضادة للصواريخ من قبل دولة واحدة أو مجموعة من الدول كونه يهدد الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي، كما رفضتا ما يتم من ممارسة والتذرع بعنوان، الدفاع عن الأمن القومي لبعض الدول على حساب دول أخرى. جاء ذلك في بيان مشترك تم التوقيع عليه قبيل ختام زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ الحالية إلى روسيا بالعاصمة موسكو، وأذاعته وسائل الاعلام الصينية اليوم، السبت، حيث جاء فيه أيضا أن العلاقات الصينية - الروسية وصلت إلى مستوى مرتفع وغير مسبوق ليس فقط كنموذج جيد للتعايش المتناغم بين الدول الكبرى ولكن أيضا من حيث لعب دور مهم في النهوض بالسلم والأمن على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وتعهدت الصين وروسيا، خلال البيان المشترك، بالتطلع المشترك إلى إقامة نمط جديد للعلاقات بين القوى الكبرى، خاصة أنه مع تزايد وتيرة العولمة، دخل العالم إلى فترة انتقالية تتسم بالاعتماد المتبادل وتعميق التكامل الثقافي والاقتصادي، كما أن العالم ما زال بعيدا عن السلمية، وأصبحت المهام المشتركة للإنسانية مثل تعزيز السلم العالمي والأمن والاستقرار وتعزيز التعاون الدولي والسعي للتنمية المشتركة، موضوعات عليا في العلاقات الدولية. وقال البيان إنه في ضوء المسئولية الهائلة الملقاة على عاتق القوى الكبرى بالحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، وجهت الصين وروسيا دعوة مشتركة للقوى الكبرى للتخلي عما وصفاه ب"العقلية المحصلة صفر" وبناء نوع جديد من العلاقات بين القوى العظمى يتسم بالتنمية السليمة والمستقرة على الأمد الطويل. ودعا البلدان إلى تضافر الجهود من أجل تعزيز السلام والاستقرار وتحقيق التنمية والازدهار المشتركين وبناء نظام عالمي عادل وديمقراطي ومتناغم. وعلى صعيد قضية الأنظمة المضادة للصواريخ، قال البيان إن البلدين يتعين عليهما تعميق التفاهم المتبادل والتنسيق والتعاون والتعامل بحذر مع نشر الأنظمة المضادة للصواريخ والسعي للتعاون في هذا المجال، وإن الصين وروسيا ضد أى بناء غير مقيد ومن جانب واحد للقدرات المضادة للصواريخ من قبل دولة واحدة أو مجموعة من الدول ومثل هذه التحركات تهدد الاستقرار الاستراتيجي والأمن الدولي.