أتاحت أول زيارة لرئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا كرئيس حكومة الي الصين مؤخرا- فرصة جديدة لتعزيز الثقة المتبادلة والتعاون بين الاقتصادين الكبيرين. خاصة وان الصين تعد ثاني اكبر شريك تجاري لليابان حيث تجاوز حجم التجارة البينية300 مليار دولار أمريكي في عام2010, بزيادة سنوية قدرها30.2% علي أساس سنوي, مقارنة بمليار دولار فقط في السنوات الأولي بعد تطبيع العلاقات الثنائية عام.1972 وذكرت وكالة أنباء( شينخوا) في تقرير لها ان اليابان أصبحت ثالث أكبر مصدر للاستثمارات الاجنبية للصين. وقد استثمرت الشركات اليابانية أكثر من77 مليار دولار امريكي في الصين. ودعا رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو البلدين الي اغتنام الفرصة لتعزيز الحوار والاتصالات في الشئون الثنائية والاقليمية والدولية. وحث البلدين علي اتخاذ اجراءات فعالة للحفاظ علي الثقة المتبادلة لترسيخ اساس صلب من اجل توسيع التعاون. ففي ابريل الماضي, اشترت الصين سندات يابانية طويلة الأجل بقيمة16.6 مليار دولار امريكي, مسجلة رقما جديدا في السنوات الست الماضية. والآن, تدرس البايان شراء سندات صينية بنحو10 مليارات دولار. وشدد ون جيا باو علي انه يجب ان تتمتع الصين واليابان بعلاقات جيرة وشراكة جيدة بدلا من المواجهة. وقال إن التعايش السلمي والصداقة الراسخة من جيل الي جيل والتعاون متبادل المنفعة والتنمية المشتركة بين الصين واليابان تتوافق مع المصالح الرئيسية للجانبين والشعبين. وتعود بالنفع ايضا علي السلام و الاستقرار والرخاء في آسيا والعالم باسره لان البلدين جارتان قريبتان لا يفصلهما إلا قناة من المياه. واضاف ان الوثائق السياسية الاربع بين الصين واليابان هي خلاصة الخبرة والدروس التاريخية. ويجب الالتزام بجميع المبادئ وحل المشكلات والخلافات بشكل صحيح. ودعا الي ضرورة ضمان علاقات صينية- يابانية مستقرة وصحية وطويلة الامد. واشار ون الي ان التأثيرات العميقة للازمة المالية العالمية تتسع بشكل مستمر, فيما يفوق الوضع العالمي والاقليمي المعقد والخطر المتوقع. وبالتالي من الضروري ان تعمل الصين واليابان عن كثب في مواجهة التحديات وتعميق العلاقات الاستراتيجية ومتبادلة المنفعة والاوضاع مهيئة لذلك. ومع التطور السريع في العلاقات الاقتصادية الصينية اليابانية اضحت مصالح البلدين متشابكة علي نحو متزايد. وفي ضوء هذه الخلفية, تصبح زيارة نودا فرصة عظيمة للبلدين لتعزيز علاقتهما ومع استمرار المشاكل بينهما, فان البلدين عليهما اتباع روح التعاون من أجل تعزيز الثقة السياسية المتبادلة وحماية العلاقات الثنائية من السقوط فيما يسمي بمعضلة الأمن. فان الصين ستلتزم من جانبها بإستراتيجية التنمية السلمية التي لا تشكل تهديدا لليابان او غيرها. وهذا المسار السلمي لا يخدم فقط مصالح الصين وانما يتفق ايضا مع مصالح اليابان وبقية دول العالم. وبالنسبة للقضايا التاريخية وتلك المتعلقة بالاراضي, فان الجانبين بحاجة الي تكثيف الاتصالات الفعالة بينهما لتفادي تفاقم المشاكل وضرر العلاقات الثنائية الشاملة. وصرح رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا بأن تعميق العلاقات الاستراتيجية اليابانية- الصينية متبادلة المنفعة له اهمية كبري بالنسبة للبلدين. وقال نودا, إن العام القادم يوافق الذكري الاربعين لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين اليابان والصين. وأنه يود بهذه المناسبة تبادل وجهات النظر مع الزعماء الصينيين بشأن التعاون والتبادلات, والتوصل الي توافق هام مع الجانب الصيني حول تعميق العلاقات الاستراتيجية اليابانية- الصينية متبادلة المنفعة. وأضاف نودا ان الصين واليابان, وهما لاعبان رئيسيان في العالم, تتحملان مسئوليات تجاه السلام, والاستقرار, والرخاء في العالم والمنطقة. وقال ان بإمكان البلدين القيام بعمل بناء في التعاون حول القضايا الاقتصادية والمالية العالمية, ومقاومة القرصنة والارهاب, والحفاظ علي السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. ومن جانبه ذكر رئيس مجلس النواب الياباني السابق يوهي كونو ل( شينخوا) انه بالنسبة لليابان, ستظل الصين واحدة من اهم الدول, وتحتاج اليابان الشجاعة لمواجهة أخطائها التاريخية. وأنه فقط من خلال القيام بذلك يمكن لليابان استعادة الثقة الكاملة لدي الصين. وقال كونو, أن تطبيع الروابط الدبلوماسية بين الصين واليابان تعد حدثا بالغ الاهمية. وأنه إذا تمكنت اليابان والصين من الإستفادة من هذه الفرصة العظيمة في ضخ نشاط وحيوية جديدين في تنمية الروابط الثنائية, فإن هذا سيعزز العلاقات الصينية- اليابانية في المستقبل بشكل أكبر.