يعقد الفريق اسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس مؤتمرًا صحفيًا عقب مرور اكبر سفينة حاويات في العالم للإعلان عن عائدات قناة السويس، ومعدلات حركة التجارة العالمية بالقناة في ظل تداعيات الأزمة العالمية الناجمة عن جائحة كورونا. يقول الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن تطوير المجرى الملاحي وتعميقه حتى غاطس 24 مترًا مكّن قناة السويس من استقبال جميع الأجيال الجديدة من سفن الحاويات، مضيفة أن المنافسة بين الشركات الملاحية الكبرى في بناء السفن تصبّ في مصلحة قناة السويس، مما ينعكس على عائداتها مستقبلًا. وعبرت سفينة الحاويات العملاقة "HMM ALGECIRAS" أكبر سفينة حاويات في العالم في أولى رحلاتها البحرية، اليوم الاثنين، قناة السويس ضمن قافلة الجنوب بالمجرى الملاحي الجديد للقناة خلال رحلتها القادمة من ميناء يانتيان بالصين والمتجهة إلى روتردام بهولندا. وقد وجه الفريق اسامة ربيع باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لعبور السفينة بسلامة وأمان من خلال تعيين مجموعة من كبار مرشدي الهيئة، وتوفير المساعدات الملاحية اللازمة من القاطرات المصاحبة علاوة على المتابعة اللحظية من مكتب الحركة الرئيسي محطات مراقبة الملاحة. ووفقًا للبروتوكول المتبع من قبل هيئة قناة السويس في التعامل مع السفن العملاقة التي تعبر القناة لأول مرة، أناب الفريق أسامةربيع رئيس الهيئة، الربان هشام فوزي كبير مرشدين ممتاز والربان مدحت النجار كبير مرشدين أول للصعود على السفينة والترحيب بطاقمها، وتسليم هدية تذكارية لربان السفينة الكابتن جون كيون. و أكد الفريق أسامة ربيع أن قناة السويس الجديدة نجحت في تعزيز المكانة الرائدة للقناة كحلقة الوصل الأهم والشريان الرئيسي لحركة التجارة العالمية المارة بين الشرق والغرب، ورفع كفاءتها لتظل الاختيار الأول والوجهة الأكثر ملائمة للأجيال الحالية والمستقبلية من السفن العملاقة ذات الغواطس الكبيرة لاسيما سفن الحاويات التي حظيت بأهمية بالغة في الأونة الأخيرة، في ظل تنافس الخطوط الملاحية لبناء السفن الأكبر عالميا للاستفادة من اقتصاديات الحجم وتقليل النفقات التشغيلية.
وأوضح الفريق ربيع أن هيئة القناة تتابع عن كثب التطورات المتلاحقة في صناعة النقل البحري وتسبقها بخطوات من خلال مشروعات التطوير المستمرة بالمجرى الملاحي للقناة والتي لم تتوقف عند افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة حيث يجرى حاليا العمل على إنشاء جراجات جديدة بالقناة تتيح زيادة عامل الأمان الملاحي والقدرة على مواجهة المواقف الطارئة، علاوة على تحسين الخدمات الملاحية المقدمة للسفن العابرة من خلال تطوير محطات مراقبة الملاحة على طول القناة وتجديد وتحديث أسطول القاطرات المصاحبة وغيرها من الوحدات المساعدة خلال رحلة الإرشاد في القناة. كما أكد الفريق ربيع إدراك قناة السويس للظروف غير المواتية التي تمر بها صناعة النقل البحري من جراء إنتشار فيروس كورونا المستجدCOVID 19 ، مؤكدا على اتخاذ الهيئة لكافة التدابير والإجراءات الإحترازية اللازمة للتعامل مع الظروف الراهنة و مراعاة ما تتطلبه إدارة الأزمة الحالية من تحقيق التواصل الفعال مع العملاء والتشاور لتحقيق المصالح المشتركة، لافتا في هذا الصدد إلى اتخاذ الهيئة بعض الإجراءات الاستباقية من خلال منح حزمة من الحوافز و التخفيضات لأنواع مختلفة من السفن العابرة. وتتبع السفينة صاحبة الرقم القياسي في عدد الحاويات المحمولة بسعة23,964 حاوية مكافئة، الخط الملاحي الكوري الجنوبي "HMM"، والتي تم تدشينها إبريل الماضي لتكون باكورة تعاقد أبرمته الشركة الكورية مع ترسانتيَ دايو لبناء السفن، وسامسونج للصناعات الثقيلة لبناء 12 سفينة حاويات بنفس النوعية والتصميم والحجم. ومن جانبه أشاد الكابتن جون كيون ربان السفينة الأكبر والأضخم عالميًا، بإجراءات السلامة البحرية التي تتبعها إدارة هيئة قناة السويس والتي ساهمت في عبور السفينة بكل أمان ويسر، على الرغم من الأبعاد غير المسبوقة للسفينة، مثمنًا في هذا الصدد الدور الذي يلعبه مرشدو القناة خلال رحلة العبور وتحليهم بالمهنية والكفاءة العالية علاوة على روح التعاون والود. يبلغ طول السفينة العملاقة 400 مترًا، وعرضها 61 مترًا وغاطسها 16مترا، وتمتاز السفينة بكفاءة أنظمة التشغيل والتي تتوافق مع لوائح المنظمة البحرية الدولية، مما يتوقع أن يؤدي التصميم المُحسَّن للهيكل والمحرك إلى تحسين كفاءة الطاقة وتقليل انبعاثات الكربون، وتوفير ما يقرب من 15% من تكلفة التشغيل. ويعد الخط الملاحي HMM خط الحاويات الوحيد لدولة كوريا الجنوبية وتستخدم تلك السفينة لخدمة خط آسيا إلى أوروبا، والذي فضل المرور بقناة السويس عن طريق رأس الرجاء الصالح بعد عقد بروتوكول تعاون بين الخط الملاحي ووزارة النقل المصرية لتقديم حوافز على رسوم العبور للسفن التابعة للخط.