وكأنه عيد ، سطعت الهتافات وعلت أصوات الزغاريد أثناء تشييع جثامين أبطال مصر من القوات المسلحة الذين راحوا ضحية الإرهاب الغاشم والجبان في انفجار عبوة ناسفة في بئر العبد بشمال سيناء. مش عارفة هعيش من غيرك ازاى يابنى "الله يرحمك يابنى نار فى قلبى مش عارفة هعيش من غيرك ازاى يابنى.. هكذا عبرت والدة الشهيد محمد عبد العزيز الجوهرى والذى استشهد اثر إنفجار عبوة ناسفة فيمنطقة بئر العبد بسيناء عن حزنها لفراق ابنها فور عودتها من المقابر، بعد دفن جثمان الشهيد بعزبة قنديل بقرية منشأة راضى بمركز كوم حمادة. وجهت أم الشهيد محمد رسالة لأمهات الشهداء، قائلة: "عوضى على الله.. ربنا يصبركم على فراق أبناءكم"، كما دعت والدة الشهيد لزملاء ابنها بأن ربنا يرجعهم لاهاليهم سالمين غانمين ولا يتحرق قلبهم عليهم". حاضر يا محمد حروح للدكتور واكدت والدة الشهيد أنها لم تراه منذ 3 اشهر وأن اخر مرة اتصل بها تليفونيا من يومين ليطمئن على صحتها لأنها كانت مريضة وشدد عليها بأن تذهب للطبيب وقالت له حاضر يامحمد حروح للدكتور بكرة يامحمد. واتشحت عزبة قنديل التابعة لقرية منشأة راضى بمركز كوم حماده بالسواد حزنا على استشهاد المجند مقاتل محمد عبد العزيز الجوهرى جراء انفجار عبوة ناسفة بأحد المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد. وشهد اللواء وهشام آمنة - محافظ البحيرة يرافقة اللواء محمد شوقى بدر - السكرتير العام المساعد والعميد محمد شرف - المستشار العسكرى والعميد إبراهيم محمود حمدي من قيادات الجيش الثانى الميدانى جنازة وتشييع جثمان البطل الشهيد جندي محمد عبد العزيز عبد الحليم الجوهري إبن عزبة قنديل بمنشأة راضى بمركز كوم حمادة لمثواه الأخير والذي استشهد أمس جراء إنفجار عبوة ناسفة بأحد المركبات المدرعة جنوب بئر العبد بسيناء . لا اله الا الله الشهيد حبيب الله لم يختلف الحال يفي المنوفية فقد اصطف الجميع أمام المقابر، انتظارا لوصول جثمان شهيد ابن قريتهم الشهيد شحاته مصطفي عبد ربه.. هذا هو الحال في قرية الدبايبة بمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية. وتزاحم الجميع من أهالي القرية لحمل جثمان الشهيد وسط هتافات مناهضة للإرهاب ومنها: "لا اله الا الله الشهيد حبيب الله "، بينما تعالت الصرخات والبكاء من السيدات واهالي القريه حزنا علي فقيدهم. فقدت روحي وسندي فى الحياة ومن الشمال إلى الجنوب في صعيد المحروسة ، هنا في قرية طوخ التابعة لمركز ديرمواس جنوبالمنيا عاش الجندي ابانوب عبد التواب بولس الذي لقي مصرعه علي يد الارهاب الاسود ببئر العبد بشمال سيناء سنوات طفولته فى خدمة كنيسته حتى جاء موعد التحاقه بالقوات المسلحة ، فأسرع ابانوب لإتمام أوراقه حتى يلتحق بالقوات المسلحة. يقول عبد التواب بوليس والد الشهيد ابانوب "نجلى احب ابنائى إلى قلبى انا اليوم فقدت روحى سندى فى الحياه ، كان من يعلمنى الصح والخطأ ، كان بجانبى كل لحظة. وكأنه يودعني واضاف:" قبل عودته إلى الكتيبه فى القوات المسلحة جلس معى طويلا وكأنه يودعنى وكانت عيناه تبحث عن شيئ ، لكن لم يخبرنى بها حتى بات ليلته ثم حزم متاعه وسافر صباح اليوم السابق على حادث الاستشهاد ". وطالب والد الشهيد الرئيس السيسي بالقصاص العاجل والسريع لدماء الشهداء ، واكد قائلا انا عندى :"5 ابناء أخرين جميعهم فى خدمة القوات المسلحة وانا خلف الرئيس السيسي واطالبه بالقضاء على التكفيريين ". هاتولى ابانوب فيما أدهشت والدته بالبكاء ولم تتوقف دموعها ولا صوتها الذى ينادى على الشهيد ابانوب ، قائلة :"هاتولى ابانوب ، ايد الكفار قتلولك يا والدى ، انا عاوزه ابانوب ، تغمض عيناها قليلا ثم تنتفض على نفس الكلمات ، وتقول أن ابنى كان اغلى الابناء على قلبى فقد كان محب لله ولأهله ، وأضافت لم ياتى يوما بكلمة سيئه ولم يتلفظ لفظا سيئا ، ولفتت ان الشهيد تمت رسامته شماسا منذ حوالى 10 سنوات ، ومن تلك اللحظة وهو يعمل فى خدمة الكنيسه والشباب والاجتماعات الخاصة بهم ، وفى ليلة عودته الى كتيبته ، ذهب إلى الكنيسه محاولا دخولها ، الا انه عجز عن دخولها لأنها مغلقة ، فقال انا رايح ومش هرجع تانى .وقالت هذه كانت اخر كلماته ، بعد عودته حزين من الكنيسه لعدم فدرته على دخولها . ويضيف شنوده عبد التواب شقيق الشهيد ابانوب أن شقيقه حاصل على دبلوم صناعة والتحق بالقوات المسلحة منذ 7 اشهر ، لديه 9 اشقاء 6 من الذكور و4 أناث مات صائما احتراما لزملائه والشهر الكريم واضاف كان الشهيد يعمل شماسا بالكتيسه وخادم اجتماعات الشباب ومئات وهو صائم احتراما لزملاءه واحتراما للشهر الكريم ، كان يرفض الافطار امام زملاءه فكان صائما مثلهم ، ولفت أن شقيقه الشهيد كان فى اجازة وعاد قبل حادث الاستشهاد بيومين ، كان معى فى القاهرة قضى معى بعض الوقت وكنا نتحدث عن عمليات المداهمات التى يقومون بها ضد التكفيريين ، وكيف يقوم الجيش بفرمهم فرم ، وقال أن كلماته الاخيرة معى ، كانت عن كيف يحب الجميع بعضه فى القوات النسلحة وكيف يقدر الكل بعضهم واكد انه كان صائما من اول يوم فى رمضان . وقال بيشوى سعد ابن شقيقته أن الشهيد هو أحد الملائكة الذين يسرون على الارض فقد كان متواضع وخدوم وكان يعمل غى الحقل ثم يعود للخدمة داخل الكنيسه ، واخر مكالمة معه كانت ليلة حادث الاستشهاد ، قالى لى أحنا طالعين مداهمات ادعي لى أن ربنا يسترها علينا . ولفت انه كان دائما يحمل هم اشقاءه وكان يتمنى ان يراهم فى احسن حال ، فقد كان ابانوب يتميز بالمحبه والود لاقاربه . يذكر ان أبانوب هو احد شهداء بئر العبد الذين استشهدوا على يد الارهاب الاسود اثر انفجار عبوة ناسفة فى مدرعه ، وقد تم نقل جثمان الشهيد الى مدافن القرية فى دير البرشا الشهيد عبد الحميد صبح أما في الدقهلية تزاحم الآلاف من ابناء قرية ديمشلت التابعة لمحافظة الدقهلبة لأداء صلاة الجنازه على الشهيد عبد الحميد صبح فى مشهد مهيب حيث ادوا الصلاة امام المقابر . وقام أحد الشيوخ بالدعاء للشهيد وزملائه وردد المشيعون وراءه الدعاء سائلين الله أن يرزقه الفردوس الأعلى . وأكد المواطنون أن خروجهم وتزاحمهم انساهم مايتعرضون له من قلق بسبب كورونا فالشهيد غير الجميع. وشيع آلاف من أبناء قرية ديمشلت والقرى المجاورة بدكرنس جثمان شهيد الواجب عبد الحميد صبح 22 عاما فى مشهد جنائزى مهيب وسط هتافات تندد بالإرهاب الغاشم رافعين صور الشهيد وعلم مصر. تقدم الجنازة عدد من القيادات العسكرية والسياسية والتنفيذية والشعبية والعديد من زملاء الشهيد. وخرج أبناء القرية حاملين صور الشهيد ولافتات تندد بالارهاب ومموليه مرددين هتافات ضد الإرهابيين وأعوانهم منها" لا إله إلا الله الإرهابي عدو الله، يا شهيد نام وارتاح وإحنا نكمل الكفاح". الزغاريد وشاركت سيدات ديمشلت مسقط رأس الشهيد عبد الحميد صبح الامام فى جنازته بالزغاريد والهتاف وحملن ورودا يودعن بها الشهيد. وقامت السيدات المشاركات في الجنازة بترديد هتافات: "لا اله الا الله عبد الحميد حبيب الله"، و"يا إرهابي يا خسيس.. تار شهداؤنا مش رخيص". وفي سوهاج شيع أبناء المحافظة اليوم شهيدي الإرهاب في سيناء المجند محمد حسانين عبد الوهاب، ابن قرية إدفا التابعة لمركز سوهاج، وأحمد علي محمد، ابن مدينة أخميم. وانطلق الموكبين من مطار سوهاج الدولي عقب وصولهما بطائرة عسكرية، حيث كان في استقبالهما اللواء عصام الدين الليثى السكرتير العام لمحافظة سوهاج بالإنابة عن اللواء طارق الفقى محافظ سوهاج يرافقه العقيد اسامة رشاد المستشار العسكرى للمحافظة، والمقدم عمرو عزت نائب المستشار العسكري. وتجمع الأهالي بمدينة اخميم في انتظار جثمان الشهيد احمد علي وعقب وصول الجثمان علت الصيحات ورددوا هتافا: "لا اله الا الله.. الشهيد حبيب الله"، وسار موكبه الي المقابر حيث تم اجراء صلاة الجنازة علي الشهيد بداخل المقابر. روحه في السماء وسطر الشهيد على صفحته الشخصية على موقع "فيس بوك"، كلمات تنبأ فيها بانتقال روحه الطاهرة إلى السماء دفاعا عن تراب الوطن، وكتب الشهيد: "وسيشهد التاريخ أني قد ولدت ذكرا وتربيت رجلا.. وعشت محاربا وسأموت بطلا إن شاء الله .. فكن من تكون فأنا لا أرى أحدا". وفي قرية ادفا التابعة لمركز سوهاج شيع الأهالي جثمان الشهيد محمد حسانين عبد الوهاب، وسط حضور المئات من أبناء القرية، وردد المشيعون هتافات لا اله الا الله..الشهيد حبيب الله" وتم تادية صلاة الجنازة علي الشهيد بجوار المقابر. من جانبه نعى اللواء طارق الفقي؛ محافظ سوهاج ببالغ الحزن والأسى شهداء مصر الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن في الحادث الإرهابي الغاشم الذي وقع بمحافظة شمال سيناء . ووجه المحافظ خالص التعازي لأسر الشهداء، داعيا المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان. يذكر ان المتحدث العسكري قد أعلن أمس الخميس عن استشهاد 10 من عناصر القوات المسلحة بانفجار عبوة ناسفة بأحد المركبات المدرعة جنوب مدينة بئر العبد.
