طالب الكاتب الصحفى عبد الرازق توفيق ، رئيس تحرير جريدة الجمهورية،بترك أكوام القمامة الإخوانية.. ونتفرغ لطريق التحدى والقدرة على تجاوز الخطر أيًا كان الخطر فقد علمتنا مصر أننا شعب لا يقهر.. لا يلين يتحلى بالإرادة والوعى والصلابة.. لطالما مرت عليه عبر تاريخه الضارب فى جذور التاريخ تحديات جسام وشرور عظام.. وانتصر ومضى فى طريق البناء والوجود والخلود والحضارة. وأضاف عبد الرازق فى مقاله « من آن لآخر» الذى جاء تحت عنوان « نداء إلى كل المصريين الأثرياء والمقتدرين.. بالتكافل نرفع البلاء والوباء.. لا تنسوهم» أن هناك إدراك حقيقى من المصريين بخطورة فيروس «كورونا» الذى أجبر العالم على الخوف والذعر ومحاولة الاختباء حتى لا يلقى الناس مصير المصابين والهالكين وجاء نص المقال كالتالى: « دعونا نترك أكوام القمامة الإخوانية.. ونتفرغ لطريق التحدى والقدرة على تجاوز الخطر أيًا كان الخطر فقد علمتنا مصر أننا شعب لا يقهر.. لا يلين يتحلى بالإرادة والوعى والصلابة.. لطالما مرت عليه عبر تاريخه الضارب فى جذور التاريخ تحديات جسام وشرور عظام.. وانتصر ومضى فى طريق البناء والوجود والخلود والحضارة. الحمد لله.. هناك إدراك حقيقى من المصريين بخطورة فيروس «كورونا» الذى أجبر العالم على الخوف والذعر ومحاولة الاختباء حتى لا يلقى الناس مصير المصابين والهالكين. تجاوب كبير من المصريين والتزام بتطبيق حظر التجول الذي يبدأ من الساعة السابعة مساء وحتى السادسة صباحًا وأيضًا تجنب التواجد فى التجمعات.. ولاقت دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسى لشعبه للوقاية من خطر فيروس كورونا حفاظًا على الناس والوطن استجابة كبيرة.. وأيضًا أدرك الجميع أن قرارات الحكومة صائبة وأن الالتزام بها طريق نجاة الناس والوطن من الخطر. أيضًا.. دعونا نتفق أن الدولة المصرية وضعت مصلحة الشعب فوق أى اعتبار.. وضحت بالكثير من المكاسب الاقتصادية.. خاصة فى ظل إجراءات توقف العديد من المجالات وأهمها السياحة وحركة الطيران.. وتحملت الدولة عن طيب خاطر جميع الفئات المتضررة من العاملين الذين توقفت أنشطتهم وأيضًا المستثمرين ودعمت هذه القطاعات بالمليارات.. رصدت الحكومة مبالغ باهظة من أجل تحقيق تلبية احتياجات المصريين وزيادة أجورهم ودخولهم ومعاشاتهم وأيضًا اتخذت المزيد من الإجراءات للحفاظ على الاقتصاد المصرى ودعم البورصة. كل ذلك نعرفه.. ونقدم التحية للدولة التى لم تقصر فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس «كورونا».. واستعدت جيدًا بشهادة منظمة الصحة العالمية.. ورصدت مئات المليارات من أجل الحفاظ على البلاد والعباد.. وتعاملت مع الأزمة وتداعياتها الاقتصادية بإجراءات علمية شديدة الدقة.. وحققت حالة الرضا الشعبى.. وأكدت على الثقة بين المواطن والحكومة. ليس هدفى كل ما سبق.. ولكن يظل تكاتفنا وترابطنا وتراحمنا نحن المصريين هو الأهم والذى يكفل لنا جميعًا الحفاظ على فئات شديدة الاحتياج هى الفئات الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية.. بمعنى آخر أهالينا الفقراء والبسطاء والذين يحصلون على رزقهم يومًا بيوم. الدولة وبكل أمانة وبصدق وإنصاف لم تقصر مع هذه الفئات ليس فقط من خلال «معاش تكافل وكرامة».. ولكن أيضًا وضعت فى حسبانها رعاية وتقديم يد العون والمساعدة والدعم للعمالة غير المنتظمة.. و«الأرزقية».. وعمال التراحيل واليومية.. هم فى أشد الحاجة إلى مساعدتنا فنحن جميعًا أهل ولدينا رصيد كبير من الشهامة والنخوة والكرم.. ولا معنى لحياة أن تعيش أنت فى رغد الحياة وسعة العيش.. وجارك أو فى بلدك أو منطقتك هناك من يتضور جوعًا ولا يسأل الناس إلحافًا من فرط التعفف. الدولة «عملت إللى عليها» وأكثر.. لكنها لن تفعل كل شىء.. ولن تقوى على تقديم المطلوب للجميع فى كافة المجالات ولمختلف الفئات فى ظل هذه الظروف القهرية التى انعكست على جميع دول العالم الكبرى والعظمى والصغيرة.. المتقدمة والنامية.. دول العالم الأول ودول العالم الثالث.. ولابد أن نشكر رب العالمين ومن سخرهم لإنقاذ مصر وانتشالها من الضياع والانهيار الاقتصادى فلولا ما تحقق خلال ال 6 سنوات الماضية من ملحمة ومعجزة اقتصادية ما صمدت مصر.. وما استطاعت تحمل كل هذه الأعباء والمسئوليات وتوفير احتياجات شعبها.. وقدرتها على إدارة الأزمة بأعلى وأرقى المعايير الدولية وتطبيق الإجراءات الاحترازية العلمية التى وصفتها منظمة الصحة العالمية بالأفضل. ما أريد أن أقوله وأصبو إليه أن هناك فئات ستتأثر بشكل قاس جراء تداعيات إجراءات أزمة فيروس «كورونا» مع الوضع فى الحسبان أن الدولة وفرت لهذه الفئات الفقيرة والأكثر احتياجًا أقصى ما تستطيع بمساعدة ومساهمة شهرية لذلك علينا أن نمد لهم يد العون.. ونبذل العطاء للتكافل والرعاية.. ونظهر المعدن النفيس للمصريين.. ولا نترك هذه الفئات لقسوة الحاجة.. وذل العوز. نعم هناك مبادرات انطلقت من مختلف فئات المجتمع رجال أعمال ومال وصناعة وفن ورياضة لكن هذا لا يكفى على الإطلاق سواء فى الاقتصار على هذه الطبقات.. ولا يكفى أيضًا حجم ما قدمه البعض منهم من مساهمات قياسًا بما أنعم الله عليه من رزق وفير. من حسن الطالع أننا نعيش فى أيام مباركة بحلول شهر شعبان واقتراب شهر رمضان الكريم.. ويميل المصريون فى هذه الأيام إلى سخاء العطاء.. لكن الأمر يختلف عن كل عام سواء فى حجم هذا العطاء.. أو كيفية إدارته وأقترح أن تقوم الدولة المصرية ممثلة فى الحكومة أو أجهزتها بتشكيل كيان لتلقى هذه التبرعات والمساهمات وأموال الزكاة وتخصيصها لهذا الغرض. نحن أمام أجواء ومعطيات مختلفة فالفقير والمحتاج فى هذه الأيام التى نواجه فيها أزمة كورونا لا يحتاج فقط إلى الطعام أو الكساء أو الدواء أو المساعدة المالية المحدودة من الناس ولكن هناك ظروفًا جديدة.. فالأغنياء والمقتدرون يتسابقون لشراء المطهرات وأدوات النظافة.. وللأسف الشديد من فرط الجشع والطمع من التجار والشركات ارتفعت أسعارها باستغلال سلوك غير حميد من بعض المواطنين الذين تسببوا فى ارتفاع أسعار المطهرات بسبب التخزين والشعور الغريب بأن هذه الأشياء ستنفد وهو الأمر الذى دفع التجار إلى استغلال حالة النهم لدى المواطن فلجأوا إلى رفع الأسعار واستغلال الأزمة. أقترح على المصريين مضاعفة ما كانوا يسددونه من صدقات وزكاة خلال شهرى شعبان ورمضان لوجود ظروف استثنائية تواجه البلاد والعباد من الفقراء والمحتاجين والأكثر احتياجًا وعلى كل مواطن أن يحسبها صح لأنه هو المستفيد فالدولة مستمرة فى سداد التزاماتها لمواطنيها من مرتبات وأجور.. لكن ما أريد أن أقوله أيضًا إن الإجراءات المتخذة لوقف انتشار الفيروس: تعطيل الدراسة.. وإغلاق مراكز الدروس الخصوصية وإلغاء «الامتحانات» فى بعض المراحل.. وفر على الأسر المصرية آلاف الجنيهات التى كانوا يسددونها من رواتبهم للدروس الخصوصية وبالتالى هناك بند كبير فى دخل الأسرة قد زال ولم يعد موجودًا. هناك مصريون كانوا ينتوون أداء العمرة وفريضة الحج.. وطبقًا لمعطيات الأزمة التى يعيشها العالم.. ربما لا يستطيعون أداء العمرة أو الحج.. وبالتالى فإن هذه التكلفة إذا ذهبت لأعمال البر والخير ومساعدة المحتاجين والفقراء فى هذه الظروف الصعبة تكون تقربًا إلى الله لا يقل عن ثواب العمرة والحج لأن الحفاظ على حياة الناس هو جوهر الأديان. هناك فئات كثيرة استفادت من هذا الوطن وحققت ثروات بالمليارات.. وآن الأوان أن ترد الجميل لمصر وشعبها.. وتجزل العطاء فى هذا التوقيت الحساس.. نعم هناك أثرياء عصاميون ربحوا بشرف.. وتاجروا بأمانة لكن أيضًا هناك فئات حققوا ثروات مليارية قبل 2010 بطرق وإجراءات خارج نطاق العدل والقانون.. وحصلوا على امتيازات وأراض.. وغضت الدولة الطرف عنهم فى توقيت وزمن كان العقاب والقانون غائبًا.. ووجب على هؤلاء الوقوف إلى جانب فقراء هذا الشعب فى دعوة للتطهر ورد أموال الشعب بطرق غير مباشرة فى دعم أعمال الخير والمساعدة والدعم للفقراء والمحتاجين والفئات الأكثر احتياجًا والأولى بالرعاية فإذا كانت الظروف قبل 2011 مكنتهم من تقنين أوضاعهم بالاحتيال على القانون ولا تستطيع الدولة الآن فى معظم الأحيان أن تتجاوز القانون فإنه وجب عليهم أن يقدموا نسبة كبيرة من ثرواتهم من أجل هذا الشعب. لابد أن يقوم كبار العائلات فى القرى والنجوع بواجبهم فى إدارة هذا الملف.. وعدم التقاعس بل عليهم العمل على استنهاض روح العطاء والتكافل بين الأثرياء والمقتدرين وجمع الأموال لتوزيعها على الفقراء فى شكل مادى أو عينى. أيضًا منظمات العمل الأهلى والجمعيات الخيرية عليها أن تتوقف عن بعض السلوكيات غير المشروعة.. وتخصيص كافة التبرعات لجهود كفالة وتكافل الناس الفقراء. عدم اللجوء إلى تبنى حملات إعلانية ودعائىة لحث المواطنين على التبرع تحت أسباب متعددة أو تنفيذ هذه الحملات وتخصيصها بالكامل لدعم الفقراء بدلًا من تقسيمها بين الوسيلة الإعلانية وصاحب أو المسئولين عن الجمعية بأرقام كبيرة.. وما يشوب جوهرها ومضمونها من سلوكيات تثير العديد من التساؤلات. أيضًا الذين صدعونا بحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية.. هل نرى منهم خيرًا هل يتطهرون؟.. هل يكون عن المتاجرة بالوطن ويتاجرون مع الله.. إنها لحظة الصدق مع النفس ووقت تظهر فيه المعادن وتتوقف فيه الأنانية والانتهازية. لماذا لا تخصص من رواتبنا أو دخولنا 5% شهريًا.. وندفعها مقدمًا لصالح مساندة ودعم الفقراء والمحتاجين والفئات الأكثر احتياجًا لحمايتهم من قسوة الظروف. إن كل رب أسرة وفر له توقف الدراسة والدروس الخصوصية.. وتخصيص ميزانية للسهر على المقاهى والكافيهات أو المناسبات مبالغ كبيرة بعد توقف نشاط هذه الكيانات وبالتالى فرصة أن نسدد منها جزءًا لصالح بند دعم الفقراء والمحتاجين والفئات الأكثر احتياجًا.. وفيها ثواب كبير. الحديث موجه لكافة الفئات.. فالشباب مثلًا كان يتحصل من الأسرة على مصروف شهرى لصالح الدراسة والجامعة.. ونفقات السهر والتجمع مع الأصدقاء وكل ذلك توقف لماذا لا يخصص الشباب 20% منها لصالح الفقراء والمحتاجين؟. لو فكرنا جيدًا.. وجلسنا مع أنفسنا نجد أن هناك شقًا إيجابيًا فى الأزمة على المستويات الشخصية.. حيث كنا ننفق قبل الأزمة مبالغ كبيرة على النفس.. وبما أننا نجلس فى بيوتنا وفرنا مبالغ كبيرة.. وبالتالى نستطيع أن نحسبها صح وبدقة.. ونضع فى حسباننا حاجة فئات فقيرة ومريضة وتحتاج لتكاليف ومصاريف الحياة من غذاء ونظافة وعلاج وأدوية وأيضًا الفئات مثل العمالة غير المنتظمة والأرزقية الذين توقفت أعمالهم.. وأصبحوا لا يجدون قوت يومهم يجب ألا ننسى أهالينا الفقراء والبسطاء والأرزقية والعمالة غير المنتظمة والمرضى واليتامى وذوى القدرات الخاصة وغيرهم من مختلف القطاعات. اسأل عن جارك.. وفكر فى الآخرين ولا تنس الفئات الفقيرة.. معًا نحيًا ومعًا نستطيع.. سويًا نتجاوز الأزمة.. ونعبر بسلام إلى بر الأمان الذى يحفظ كرامة المحتاجين والفقراء.. وبهذه الأعمال الصالحات والصدقات نتقرب إلى الله ليرفع عنا البلاء.. داووا مرضاكم بالصدقات.. وهى من أفضل الأعمال التى يحبها الله.. وبالتالى فرصة عظيمة لحماية البلاد والعباد.. والحفاظ على الوطن من بلاء مستطير.. يرفع الله بها شرور الأمراض ونضرب المثل والقدوة لسائر الشعوب.. وهو ليس جديدًا على المصريين الذين لطالما أظهروا معدنهم فى أوقات الشدائد والأزمات.. ونطبق بالفعل مفيش حد بيبات جعان فى مصر. انشر الخير والعطاء.. فالمال مال الله.. وهو أقرب طريق إلى رضا الخالق.. ليفرج عنا الكرب ويبعد عنا البلاء والوباء بادروا.. واصنعوا الأمل للناس.. وارسموا البسمة على وجوه الفقراء.. لا تدعوهم وحدهم يواجهون الظروف القاسية.. لنكن معًا.. وننتصر كما تعودنا دومًا.. على تحدياتنا وظروفنا الصعبة. لو فعلنا ذلك سيزول الخطر والوباء والبلاء.. وأتحدى. تحيا مصر