قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده لا تحتاج مساعدة الولاياتالمتحدة لتخطي الأزمة الحالية المتمثلة في فيروس كورونا الجديد، في إصرار على معاندة أمريكا دون إدراك لأوجاع المصابين بالفيروس القاتل، وفق ماذكرت صحف إيرانية ومواقع معارضة. أصر روحاني إن العقوبات الأمريكية "عرقلت جهودنا لاحتواء فيروس كورونا، ونرفض مساعدة أمريكا". وقبل تصريحات روحاني، تحدث أمس الزعيم الإيراني مرشد الثورة علي خامنئي، عبر شاشة التلفزيون الإيراني الرسمي في بث مباشر، للأمة الإيرانية بمناسبة السنة الفارسية الجديدة "النوروز"، مروجا فيها لصمود الشعب والبلاد أمام العقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة، التي كانت سببا في كبح جماح تدخلات حكومته في دول الجوار. الوضع الصعب الذي تعيشه إيران أجبر المرشد خامنئي على تغيير أسلوبه، خصوصا بعد فقدان قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق، في غارة أمريكية في بغداد ، إضافة إلى تفشي فيروس كورونا، الذي انتشر بشكل كبير في البلاد جاعلا منها بؤرة رئيسة للفيروس على مستوى العالم، ليناور هذه المرة بأسلوب عاطفي بالتسويق للتضحيات التي وصفها ب"المبهرة"، التي قدمها الإيرانيون في التصدي ل"كورونا" في الدولة الأكثر تضررا من الفيروس في الشرق الأوسط. قال خامنئي "إن العام الماضي كان صعبا على الإيرانيين الذين واجهوا العقوبات الأمريكية والسيول وتفشي "كورونا"، الذي أودى بحياة أكثر من 1200 شخص وأصاب نحو 20 ألفا"، مضيفا "هذه التضحيات قدمتها أطقم الأطباء والتمريض والمعالجون والمساعدون والعاملون في المستشفيات". وعلى الرغم من هذه البطولات والمزاعم التي يتحدث عنها المرشد إلا أن هنالك أكثر من 1556 وفاة، و20610 إصابات، منها حالات حرجة، في حين تذكر وسائل إعلام تابعة للمعارضة الإيرانية أن الأرقام تفوق ذلك بكثير، وأن السلطات تمارس تضليلا إعلاميا. كما امتنع المرشد خامنئي عن مهاجمة الولاياتالمتحدة، وقال "استفادت إيران من العقوبات الأمريكية، لقد جعلتها مكتفية ذاتيا في المجالات كافة"، وبالتزامن مع تلك الكلمات فعلت واشنطن بالتعاون مع سويسرا قناة لنقل سلع إنسانية تشمل أغذية وأدوية لإيران، بهدف تخفيف أعباء الوباء، لكن الرد الإيراني تلخص في رفض طهران عرض الولاياتالمتحدة تقديم مساعدات لمكافحة الفيروس. وسبق أن فرضت مؤخرا واشنطن عقوبات جديدة على شركات في الصين وهونج كونج وجنوب إفريقيا مرتبطة بإيران، فيما يتعلق بالبتروكيماويات، ومن بين الكيانات المستهدفة ثلاث شركات صينية هي "داليان جولدن صن" للاستيراد والتصدير، و"تيانياي إنترناشونال"، و"أوشنج شيب مانجمنت". وذكرت تقارير "إن العقوبات تستهدف أيضا شركة الاستثمار للأمن الاجتماعي التابعة للقوات المسلحة في إيران".