صاحب انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم انتشار مماثل للشائعات والأخبار الزائفة، عن قصد أو عن غير قصد، مسببة حالة من التأرجح بين الأمل في اكتشاف علاج ناجع للوباء على وجه السرعة والذعر من إجراءات إغلاق المدن وفرض حظر التجوال ونقص السلع في المتاجر. ورأى موقع الإذاعة والتلفزيون الأيرلندي "آر تي إي" أن الشائعات المتعلقة بفيروس كورونا ليست مجرد أحاديث عابرة يتبادلها الناس بهدوء، وإنما هي تساعد في انتشار الفيروس نفسه. وأضاف الموقع أن الأحاديث والرسائل المتبادلة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتحذيرات من إجراءات إغلاق المدن والتي تسبب حالة من الذعر تدفع الناس للتدافع لشراء وتخزين السلع، وحتى أنشطة الدعاية لنجوم التمثيل العالميين، كلها أمور تقوض قدرة المجتمعات على الاستجابة المتماسكة للأزمات. وفي خطابه أمام مؤتمر ميونخ للأمن قبل أكثر قليلًا من شهر، ركز مديم منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس على العلاقة بين الأمراض وانتشار حالة الذعر المصاحبة لها، والحاجة إلى استجابة فعالة للوباء. وقال جيبريسوس "لدينا مخاوف إزاء مستويات الشائعات والمعلومات المضللة التي تعرقل استجابتنا. إننا لا نحارب الوباء فحسب وإنما نحارب انتشار الأخبار المغلوطة التي تنتشر بشكل أكثر سرعة وسهولة من الفيروس نفسه، وهذا أمر خطير". وتساءل الموقع: لماذا قد ينشر أي شخص معلومات مغلوطة إذا كان ذلك سلوكًا غير مسئول ويقوض القدرة على الاستجابة الفعالة للأزمات؟ بعد تجارب واعدة.. الصين تصدم مرضى كورونا بشأن وجود علاج فيسبوك تعلن إطلاق خدمة معلوماتية جديدة حول فيروس كورونا وأجاب الموقع بأن الرغبة في كسب الأموال قد تكون دافعًا منطقيًا في هذا الصدد، فزيادة المتابعات على الإنترنت تولد الكثير من الأموال، والأخبار الزائفة عن فيروس كورونا بدورها تولد الكثير من المتابعات. إن تداول الأحاديث عن العلاجات الزائفة للفيروس والنظريات المعقدة بشأن ظهوره وانتشاره ومناشدة المسئولين بالتدخل كلها أمور تجذب حجمًا هائلًا من المتابعات والمشاهدات على الإنترنت، فضلًا عن انتشارها عالميًا بسبب الطبيعة العالمية المفتوحة للشبكة العنكبوتية. وقد ظهرت من العدم وانتشرت بالفعل نظرية المؤامرة القائلة بأن فيروس كورونا تتم تخليقه ونشره عمدًا، وتُرجمت منشورات كثيرة حول هذا الأمر إلى لغات عدة، وتناقلتها مواقع معروفة بتربحها من الأخبار الزائفة. وشرعت مواقع وصفحات كثيرة في تداول نصائح طبية مغلوطة، مثل الإكثار من شرب الماء وأكل الزنجبيل الخام للوقاية من فيروس كورونا، وهو ما يخاطر بفقدان ثقة الناس في هذه المواد المفيدة بالفعل عندما يتبين لهم عدم فعاليتها في الوقاية من الفيروس، فمن المؤكد أن شرب الماء مفيد ولكنه ليس علاجًا لفيروس كورونا. بل لقد وصل الأمر ببعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي إلى عرض علاجات زائفة وضارة للبيع، تلقى رواجًا في أوساط مؤيدي نظرية المؤامرة. ويجري كل ذلك فيما توفر منظمة الصحة العالمية ومعظم المؤسسات الصحية في دول العالم منصات إلكترونية على الإنترنت لنشر البيانات والحقائق الصحيحة عن فيروس كورونا وطرق الوقاية منه، لكن يبدو أن الحقائق العلمية والمنطقية أجل جاذبية من نظريات المؤامرة والعلاجات الوهمية التي تتلاعب بمخاوف الناس وآمالهم.