يقول الإمام الشافعى: قالوا سَكَتَّ وقد خُوصِمْتَ قُلْتُ لَهُم.. إنَّ الجَوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتَاحُ والصمتُ عنْ جاهلٍ أو أحمقٍ شَرَفٌ.. وفيه أيضًا لِصَوْنِ العِرْضِ إِصْلاحُ أَمَا تَرَى الأُسْدَ تُخْشَى وهى صَامِتةٌ.. والكَلْبُ يُخشَى لَعَمْرِى وهو نَبَّاحُ الأبيات أعلاه اقتطفها بديع الزمان، مرشد الإخوان مدخلًا لرسالته الأسبوعية، وأضاف: لقد أصبح الجدال اليوم دَيْدن الكثيرين، وقد حذَّرنا النَّبى صلى الله عليه وسلم من أن انصراف الأمة عن العمل، ووقوعها فى مستنقع الجدل، من حبِّ الدنيا بمناصبها ومالها ومصالحها، وما تحمله قلوب أصحابها من حقدٍ وضغينةٍ وبغى وإيذاءٍ وتخريبٍ وإحراقٍ هو السبب فى تكالب أعدائها عليها. حسنًا أيها المرشد الأريب، هلا سَكَتَّ وقد خُوصِمْتَ، إنَّ الجَوابَ لِبَابِ الشَّرِّ مفتَاحُ، لكنك لا تصمت، ولا إخوانك يصمتون، يثرثرون على أنفسهم وهم لا يشعرون، فضيلتك ما فتئت تثرثر، وتغرد، وتخطب، وتصف، وتنعت، ويتساقط منك الكلم على لحيتك، فيصيبنا، امسح لحيتك، واصمت قليلًا، وفى الصمت لِصَوْنِ العِرْضِ إِصْلاحُ. أتأمرون الناس بالصمت وتنسون أنفسكم!، رئيسك لا يصمت، يثرثر، لا أسكت الله له صوتًا، يخطب فينا ليل نهار، يخطب من الاتحادية، ومن جميع مساجد الجمهورية، رئيساً وإماماً وخطيباً، وكأنه يخطب فى آخر زاده، إنَّ الجَوابَ فى خطاب الرئيس لِبَابِ الشَّرِّ مفتَاحُ، أليس من جوابه الحديث عن مؤامرة مزعومة فى الحارة المزنوقة؟، أليس رئيسك الذى تحدث عن محاولة لاصطياد الطائرات من فوق سطوح بورسعيد؟، أليس رئيسك الذى يتحدث عن البلطجية والمندسين، هو الذى لا يجادل بل صار الجدال اليوم ديدنه؟! وخد عندك العريان يخطب العيد، ويفسفس على (الفيس) كل يوم، ويغرد على (تويتر) كل ساعة، ويؤم الفضائيات، ويقذف فى حق المذيعات، وجوابه دومًا لِبَابِ الشَّرِّ مفتَاحُ، إن كنت ناسى فضيلتك أفكرك، أليس هو صاحب فضيحة التنصت الرئاسية على هواتف قادة المعارضة؟، أليس «العريان» بدعوة اليهود للعودة إلى أرض الميعاد يوقعنا فى مستنقع الجدل؟، هل باتت مصر تحت حكم الإخوان أرض الميعاد لليهود وللفلسطينيين؟ منكم لله. فضيلتك.. لقد أصبح الجدال اليوم دَيْدن الكثيرين من الإخوان، أليس الجنرال محمد البلتاجى من أسرّ بالقول إنه مكلف بهيكلة وزارة الداخلية، باعتباره حكمدار الجماعة الإخوانية؟، أليس وزير الشباب أسامة ياسين من الذين حديثهم لباب الشر مفتاح؟، أليس هو من اعترف لأحمد منصور فى «الجزيرة» بوجود الفرقة «95 إخوان» ومقتل شاب إخوانى من أتباع البلتاجى (من شبرا) على أيدى بلطجية الفرقة أمام ناظريه، وسمعه بأذنه يقول: أحد، أحد، بديع، بديع، لماذا لا يفتح النائب العام تحقيقًا لمنع الجدال؟ رسائلكم الأسبوعية أيضًا - لباب الشر مفتاح، ولابد أن تراجعها بنفسك بعد أن يكتبها آخرون، أنت تَرَى الأُسْدَ تُخْشَى وهى صَامِتةٌ، يقيناً لستم أُسْدًا صامتين، والصمتُ عنْ جاهلٍ أو أحمقٍ شَرَفٌ، ولكنكم لا تصمتون، بل تجادلون، وفيه أيضًا لِصَوْنِ العِرْضِ إِصْلاحُ، ولا تصونون عرضًا بل تنتهكون، وميليشياتكم الإلكترونية تتربص بالمعارضين الدوائر وتشيل من تحت رجليها وتحط على الرؤوس، يقينًا لا نرى الأُسْدَ تُخْشَى وهى صَامِتةٌ، وأربأ بكم أن تكونوا كمن يُخشَى لَعَمْرِى وهو نَبَّاحُ. نقلا عن المصرى اليوم المزيد من أعمدة حمدى رزق