ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية BBC أن تفشي فيروس كورونا "كوفيد -19 " في إفريقيا لم يعد خطرا يهدد القارة بل حقيقة واقعة خصوصا في الدول التي أعلنت عن ظهور حالات، إلا أن هناك أسبابا تدعو للتفاؤل منها المناخ الإستوائي والكثافة السكانية الشابة، حيث أن كبر السن هم الأكثر عرضة للتأثيرات الشديدة للفيروس القاتل، كما أنه يوجد بها أنظمة فحص متطورة في المطارات. وأشارت إلى أن شرق إفريقيا كانت آخر منطقة تعلن ظهور إصابا، فالسودان أعلن وفاة رجل يبلغ من العمر 50 عاما، بينما أشارت إثيوبيا إلى أن ياباني وصل مؤخرا إلى البلاد مصاب بكوفيد 19. وأثارت الأنباء أمس عن إصابة سيدة كينية جاءت من الولاياتالمتحدة عبر لندن حالة من الهلع وفوضى في العاصمة الكينية نيروبي، فقد أظهرت الصور والفيديوهات التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي أن المتسوقين يسارعون لشراء الطعام والصابون ومعقمات الأيادي. وقال ماتشيديسو مويتي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في إفريقيا، إن كل دولة يمكنها تغيير مسار الوباء من خلال زيادة الاستعداد أو الاستجابة للطوارىء. وتقول المنظمة الدولية إنها تحولت الآن من "الاستعداد" إلى "الرد" في القارة، خصوصا أن معظم الإصابات المؤكدة كانت لأناس وصلوا من أوروبا وأمريكا الشمالية. وقالت منظمة الصحة العالمية في حين أن انتقال العدوى على المستوى المحلي، أي الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ سفر، لا يزال منخفضًا، إلا أن الاحتواء هو الاستراتيجية الأكثر ملاءمة. وهذا يعني تتبع الحالات بسرعة، وعزلها لتقليل الانتقال، ومعالجة الحالات وتعقب المتصلين بها. ومع ذلك، فإن الأرقام المنخفضة نسبيا في إفريقيا قد حيرت الخبراء، فالبعض يرى أن المناخ الإستوائي غير مناسب للفيروس المستجد. قول جون نكينجاسونج، رئيس المراكز الأفريقية للوقاية من الأمراض ومكافحتها، إنه لا توجد بيانات متاحة لدعم هذه النظرية، موضحا في تصريحات ل بي بي سي: 'لكننا نعلم أن كوفيد 19 جزء من عائلة فيروسات التاجية التي ينتمي إليها نزلات البرد". وقال دكتور مويتي لبي بي سي إنه إذا اتبع الفيروس نمط الفيروسات الأخرى، مع ذروة موسمية في فصل الشتاء، فسيكون هذا مصدر قلق لجنوب إفريقيا، التي تتجه إلى الأشهر الباردة وموسم الإنفلونزا. وأشارت بي بي سي إلى أن أكثر ما يثير قلق الخبراء انتقال الفيروس الواسع النطاق من شخص لآخر، حيث يمكن أن يؤثر بسرعة على النظم الصحية. يقول الدكتور نكينجاسونج: "من المحتمل أنه مع وجود غالبية سكانية من الشباب، فإن إفريقيا قد تنجو من الحالات الشديدة على نطاق واسع ، حيث يوجد في القارة أصغر سكان العالم".