تتصاعد بشكل متسارع احتمالات صدام عسكري كامل بين الجيشين السوري والتركي، فيما يتصدى الأول لغزو الثاني أراضيه، في وقت تنهار فيه تفاهمات أنقرةوموسكو حول وقف إطلاق النار في إدلب بسبب استمرار الإمدادات العسكرية التركية للجماعات الإرهابية الموالية لأنقرة والمتحصنة في المحافظة الشمالية. وبحسب صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، صعدت مليشيات أنقرة في إدلب عملياتها ضد الجيش السوري، وتمكنت أمس من إسقاط مروحية عسكرية، بينما توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بأن الجيش السوري "سيدفع ثمنًا فادحًا" لهجوم شنه على قافلة عسكرية تركية كانت تحمل إمدادات لجماعات مسلحة في إدلب، أسفر عن مقتل 5 جنود أتراك. روسيا ترد على ادعاءات أردوغان بشأن استهداف المدنيين في سوريا الكرملين: بوتين وأردوغان يبحثان التنفيذ لمذكرة سوتشي حول التسوية في سوريا ويأتي تصاعد حدة الموقف في إدلب بعد 4 أشهر من سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القوات الأمريكية من شمال سوريا، ممهدًا الطريق للجيش التركي لغزو المنطقة بحجة إبعاد القوات الكردية التي تشكل تهديدًا لأمن تركيا. وأضافت الصحيفة أن الانسحاب الأمريكي كذلك فتح الطريق إلى الجيش السوري والقوات الحليفة له، وفي مقدمتها القوات الروسية، للتقدم واستعادة السيطرة على معاقل استولت عليها المعارضة السورية المسلحة منذ سنوات، وبات الموقف أشبه بسباق بين الجيشين السوري والتركي للسيطرة على أكبر عدد من النقاط الحاكمة والمواقع الاستراتيجية شمالي البلاد. ونقلت الصحيفة عن مراقبين أن إطالة أمد الصراع في سوريا ينذر بمزيد من التورط التركي، بما يجبر أنقرة على توسيع نطاق عملياتها العسكرية داخل الحدود السورية، وفي ظرف كهذا يبدو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الوحيد القادر على الحيلولة دون اشتعال حرب سورية تركية شاملة. وقال المسئول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية مايكل روبن إن "أردوغان ذهب إلى سوريا لتحقيق أهداف أنانية وشائنة، وقد بات مقتنعًا بأن المضي في ذلك أسهل من الانسحاب الآن. وكلما تورطت تركيا أكثر في سوريا كان ذلك في روسيا، لأنه إن كان للأخيرة أن تلعب دور الوسيط الوحيد الممكن بين سورياوتركيا فستكون بحاجة إلى موقف لا تستطيع أنقرة الفكاك منه دون مساعدة موسكو". وبالرغم من توصل روسياوتركيا إلى اتفاق لإنشاء منطقة منزوعة السلاح في إدلب ووقف تدفق اللاجئين السوريين نحو الحدود التركية عام 2018، أصبحت المنطقة مركز معركة متصاعدة العنف، إذ يسعى الجيش السوري لتحرير المحافظة من سيطرة الجماعات المسلحة، فيما تستمر تركيا بدعم هذه الأخيرة للتمسك بمواقعها. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، اجتمع وفدان روسي وتركي في أنقرة أملًا بالتوصل إلى اتفاق جديد لوقف القتال في إدلب، وحث الكرملين تركيا على وقف جميع هجمات جيشها في إدلب، لكن التوتر بين البلدين يتصاعد بشكل مطرد مع استمرار المعارك دون توقف.