معركة شرسة تخوضها الصين في مواجهة وباء كورونا تهدد بسلامة صحة جميع المواطنين، فكيف تحقق الصين انتصارا في هذه المعركة؟ قدم الرئيس الصيني شي جين بينغ إجابة واضحة، عن هذا السؤال عندما قال إن العلم والتماسك وتنفيذ كل قرارات المكتب السياسي للحزب الشيوعي هم أدوات الانتصار في هذه المعركة. إجابة الرئيس الصينى لا تحتاج إلى تفسير فهناك فريق علمى على أعلى مستوى يعكف على تحليل الفيروس،والعلاج الصينى الفعال فى الطريق ،وقدرة دولة فى وزن هذا البلد على تحدى أقسى الظروف ليست محل شك. الأزمة فى أن الفيروس كما هى الأوبئة تأتى بشكل يحمل المفاجئة والصدمة وهذا هو الاختبار لقدرة الدول الكبرى فى امتصاص الصدمة والمفاجئة وبالتأكيد هو اختبار حقيقي لقدرة الصين على مواجهة أصعب الأزمات، بعد ظهور الفيروس الخطير وهو تحد يتوقع المراقبون أن الصين بما تملك من خبرات وإرادة ستنتصر في نهاية فالهزيمة أمامه تعنى تهديد أمة تعداد سكانها مليار و350 مليون نسمة. الشكوك تحوم حول نظرية المؤامرة وراء ظهور هذا الفيروس، وهى فرضية ليست غائبة عن تحركات الاجهزة الصينية للوقوف على حقيقة الوباء ومن أين بدا؟ في الصين تم اتخاذ قرارات سريعة منها عدم تواجد الموظفين في نفس الحجرة، والقيام بمهام العمل من المنزل، ومنح الجامعات والمدارس إجازة حتى 27 فبراير المقبل. الصين تعاملت بشفافية عالية في هذه الأزمة مما منحها الثقة والتعاطف الدولى الكبير وكانت البيانات والمعلومات التي تكشف عنها دقيقة ووافية. هذه الشفافية تعكس الثقة التي تتمتع بها الحكومة الصينية كونها تتحدث باسم شعب كبير وحضارة عريقة وواجهت الأزمة سريعا وهى تظهر أنها دولة عظمى في القرار والمواجهة، ومع هذا أعطت الأمر ما يستحق دون أن تضع في الحسبان الخسائر التجارية التي تلحق بالاقتصاد الصينى. درس ستخرج منه الصين وقد تعلمت الكثير وستبنى عليه ليكون حاضرا في المستقبل. اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني أعلى سلطة في البلاد تعقد اجتماعات تحت رأسة شي جين بينغ، الرئيس الصيني والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أكد فيها إن المهمة الأكثر إلحاحا الآن تكمن في تنفيذ الترتيبات بكل تفاصيلها، داعيا إلى اتخاذ إجراءات سريعة وحازمة لاحتواء تفشي الوباء. وأشار إلى أن تفشي الفيروس يعد اختبارا رئيسيا لنظام الحوكمة وقدراتها في الصين، مؤكدا ضرورة إعطاء الأولوية وبذل جهود شاملة لعلاج المرضى وضمان توفير مواد الحماية الطبية وتحسين معدلات قبول المرضى للشفاء وتقليص معدلات العدوى والوفيات، وأهمية ضمان إمدادات المستلزمات اليومية الأساسية فضلا عن المواد الغذائية. العديد من وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم ركزت على الأخبار حول إعلان منطقة "ووهان" بناء مستشفى مؤقت في غضون ستة أيام، وأشاد مستخدمو الإنترنت خارج الصين بالفيديو الذي أنتجته مجموعة الصين للإعلام "البث المباشر لموقع بناء مستشفى ووهان هوه شن شان". قال أحد مستخدمي الإنترنت في نيوزيلندا: "لم تتوقف الصين أبدًا عن صدمة العالم. إنها قيادة حقيقية! قيادة فعالة!" كما نشرت BBC مقالة تحت عنوان "لماذا تستطيع الصين بناء مستشفى في غضون ستة أيام" ، وأجابت "هذا بسبب التغلب على جميع القيود البيروقراطية والتركيز على تعبئة جميع الموارد الاجتماعية ".
