كشف مجدي شاكر كبير الأثريين حكاية المسلة ورمزيتها في الحضارة المصرية القديمة،حيث قال أن المسلة رمز عند المصريين القدماء،ويعبر شكلها عن هرم"بن بن"ذى الأضلاع الأربعة التى تمثل أركان الدنيا،وتتجه بشكلها الهرمى نحو السماء مكونة قمة المسلة،وجسم المسلة هو القائم الذى يحمله فى عنان السماء ليربط بينها وبين الأرض كرمز للإيمان. جاء ذلك عقب الفيلم التسجيلي الذي شاهده الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح النسخة الثالثة لمنتدى شباب العالم بشرم الشيخ،عن المسلات الفرعونية القديمة المنتشرة في كل ميادين العالم،حيث أشادت منظمة اليونسكو بمنتدى شباب العالم المصرى، وشارك ممثلون من منتدى شباب العالم المصرى فى منتدى الشباب الذى أقامته منظمة اليونسكو هذا العام. وقال:أي إنجاز شهدته الحضارة المصرية القديمة كان يتم وفقًا لحسابات دقيقة لها صلة بالفلك والمعتقد الدينى،حيث أن حضارة مصر القديمة اشتهرت بالإيمان بالله والبناء والحب،والمسلات شيدها قدماء المصريون لتشير إلى عرش الإله فى السماء وترمز للشمس. وتابع:ورغم أن مصر هى أرض المسلات،إلا أنه هناك اكثر من 17 مسلة فى عواصم العالم،منها لندن وباريس وواشطن وموسكو وأسطنبول والفاتيكان وروما وغيرها،حيث أقام تحتمس الثالث ما لا يقل عن 7 مسلات،معظمها موجود الآن في عدد من عواصم العالم،منها المسلة الموجودة في لندن وهي إحدى مسلتين أقامهما أمام معبد الشمس بهليوبوليس. وتابع : نقلهما مهندس إغريقى يدعى بنتيوس إلى الأسكندرية ليوضعا أمام معبد إيزيس،وقد سقطت هذه المسلة من فوق قاعدتها في خلال القرن الرابع عشر من الميلاد،وقيل أن محمد على باشا أهداها لبريطانيا عام 1831 م،لكنها لم تصل إلى لندن إلا في عام 1878 م حيث ظلت ملقاة على الأرض طوال ذلك الوقت لعدم التمكن من نقلها،حتى تكفل بتكاليف نقلها السير أرزمس ولسن فصنع لها سفينة خاصة لنقلها ،وقد تعرضت السفينة في طريقها للعودة للغرق،نتيجة عاصفة قامت في خليج بسكاى ولكن تم إنقاذ المسلة ووصلت سالمة . وتوجد مسلة أخرى موجودة حاليا في اسطنبول وهي واحدة من مسلتين أقامهما تحتمس أمام الصرح السابع بمعبد الكرنك،وقد نقلها الأمبراطور ثيودورس عام 510 م،وهي تمثل الجزء الأعلى فقط من مسلة كانت في الأصل أطول بكثير،ومسلة لندن أصيبت بخدوش من شظايا قنابل الحرب العالمية الثانية على نهر التايمز،وهذه المسلة معروفة باسم إبرة كليوباترا. وقال مجدي شاكر أنه في أواخر أيامه،أمر تحتمس الثالث بإقامة مسلة أمام الصرح الثامن من معابد الكرنك لكنها لم تُستكمل بسبب وفاته،وظلت هكذا طوال 35 عاما إلى ان عثر عليها تحتمس الرابع واقامها في المكان الذى كانت معده له،وتوجد الآن في روما امام كنيسة القديس يوحنا. وقام قسطنطين الأكبر بنقل هذه المسلة التي تزن 455 طن إلى الأسكندرية عام 330 بعد الميلاد،لإرسالها إلى بيزنطة لتجميل عاصمته الجديدة،ولكنه فشل في نقلها فبقيت وظلت في مكانها 27 عاما،حتى قام ابنه قسطنطنيوس بنقلها إلى روما وأقامها في ميدان ماكسيماس. وفى عام 1587 م كشف عنها وجدت محطمة إلى ثلاث قطع،فتم اصلاحها وترميمها على يد دومنيكو فونتانا بأمر من البابا سكتس الخامس،ونصبت في مكانها الحالى بميدان اللاتيران في روما،كما أمر أيضا بأن يرفع الصليب على قمتها إعتقادا منه أن ذلك رمز لانتصار المسيحية على الوثنية. وقال كبير الأثريين أن حتشبسوت أنشأت مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون،ويبلغ وزن كل منهما نحو 35 طنا،ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذتا مكانهما في معبد الكرنك بالأقصر،وعند زيارة نابليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879م أمر بنقل إحدى المسلات لفرنسا. وبعد افتتاح قناة السويس عام 1869 م كانت لدي الخديوي إسماعيل رغبة في اهداء مسلة مصرية لأمريكا لتدعيم العلاقات التجارية المتبادلة،لكنها منحت رسميا بخطاب موقع في 1879 م بواسطة ابنه الخديوي توفيق،وبعد نقلها في سفينة خاصة عبر المتوسط والمحيط الأطلسي أخذت 4 أشهر لنقلها من ضفة نهر هدسون الي جزيرة ستاتون ثم الي موقعها الحالي.