في محافظة القاهرة وتحديدا فى 22 شارع متحف المنيل -المنيل - القاهرة-، عاش الفنان الراحل عبد المنعم إبراهيم، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 24 /12 /1924، وتاريخ الوفاة: 17 /11 /1987. ويأتى ذلك في إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانون والسينمائيون وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث. ولد عبد المنعم إبراهيم في بني سويف، وتعود جذوره إلى بلدة ميت بدر حلاوة مركز سمنود، بمحافظة الغربية، لكنه مولود بمحافظة بنى سويف بسبب ظروف عمل والده، وعاش فى بنى سويف لمدة 3 سنوات، قبل أن تنتقل أسرته إلى القاهرة، حصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية ببولاق، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية وتخرج عام 1949م. وشارك في المسرحيات التي قدمتها فرقة المسرح الحديث، ثم انضم إلى فرقة إسماعيل يس، ثم المسرح القومي، واتجه في بداياته إلى الإذاعة، وكان من نجوم الكوميديا الذين انطلقوا من البرنامج الإذاعى الشهير «ساعة لقلبك»، تميز سينمائيًا في لعب دور مساعد البطل، وبرز في عدة أعمال لإجادته هذا الدور. تزوج عبد المنعم إبراهيم 4 مرات، تعرف على زوجته الأولى عندما ذهب لخطبة شقيقتها بترشيح من أحد أصدقائه، أثناء عمله بوزارة المالية وقبل أن يدخل المجال الفنى، فذهب لرؤيتها لكنه أعجب بأختها، وبالفعل تزوجا وأنجب منها 3 بنات وولدًا، أكبرهم سمية ثم سلوى وسهير وطارق، وكان يحبها بشدة. وفى الوقت الذى كان عبدالمنعم إبراهيم يصور أحد أفلامه في أثينا، حين اتصلوا به وأخبروه أن زوجته تموت وتريد أن تراه، وحدث أن تعطلت الطيارة 17 ساعة، قال عنها إنها كانت أطول فترة مرت عليه في حياته، قبل أن يحضر إلى القاهرة ويخبره الطبيب بأن زوجته لن تعيش أكثر من ستة أشهر، وهو الأمر الذي قال عنه "أنا كنت بنام صاحي، ما كنتش بنام، بقعد أبص لها كده وأقوم أخرج للبلكونة عايز أزعق وأصرخ عايز أقول ليه يا رب؟ كانت حاجة أرجو إن محدش يشوفها إطلاقًا لأنها حاجة قاسية جدًا خصوصًا إني تعبت جدًا أثناء مرضها وكانت -يمكن- سببًا أعطاني قوة لتقديم أعمال تراجيدية". بعدها بعامين توفي شقيقه عن عمر 35 عامًا تاركًا له 6 أبناء ووالدتهم، ليجد نفسه يعول أسرة مكونة من 11 فردًا، في حياة وصفها بالمأساة القوية، تزوج عبدالمنعم إبراهيم بعدها من شقيقة زوجته التي كان قد تقدم لخطبتها في البداية، إلا أنه طلقها بعد 10 أيام فقط، نظرًا للتشابه الكبير بينها وبين أختها المتوفاة، ولم يستطع العيش مع هذا التشابه. تزوج بعدها من اللبنانية عايدة تلحوم والتي كانت تعمل في مكتب طيران الشرق الأوسط، وأنجب منها ابنته الرابعة نيفين، وتعيش حاليًا في بيروت، ثم تزوج من الزوجة الرابعة الفنانة كوثر العسال، دون أن يخبر زوجته الثالثة، حفاظًا على مشاعرها باعتبارها هى من تولت رعاية أبنائه، وماتت عايدة تلحوم بسرطان الطحال، ولكن أكثر ما آلمه كان وفاة نجله طارق في عمر السابعة والثلاثين بسبب مرض خبيث. لم يكن أحد يتخيل أن يثير الفنان عبد المنعم إبراهيم غيرة دنجوان السينما "رشدي أباظة" الذي عُرف بوسامته وقوته حتى صار حلم لكل الفتيات حتى وقتنا هذا ، فقد كان هذا بسبب زوجته سامية جمال التى كان لها التأثير الأكبر في حياته حتى انها استطاعت أن تتربع على عرش قلبه لمدة 18 عاما، وكان هذه بسبب قبلات عبد المنعم إبراهيم ل سامية جمال أثناء تصوير فيلم "سكر هانم" . فقد كانت سامية متزوجة من رشدي في ذلك الوقت، ومن المعروف أن هناك مشهد شهير فى الفيلم به قبلة من عبد المنعم إبراهيم لسامية جمال وهى تعتقد أنه السيدة سكر هانم، ليستفز في المشهد المعروض الفنان كمال الشناوي الذي كان يلعب دور حبيبها في الفيلم" ، وما كان يفعله رشدى أباظة خلف الكاميرا كان يثير ضحك الجميع، فهو "كان دائما يحضر الكواليس مع سامية، وحين يأتي مشهد تقبيل عبد المنعم إبراهيم لسامية يقول بعلو صوته "كفاية بوس يا منعم" لينفجر جميع من بالاستوديو بالضحك، وهذا المشهد تكرر أكثر من مرة، لدرجة إنهم أوقفوا التصوير مرة من كثرة الضحك بسبب غيرة رشدي أباظة على سامية جمال، وذلك وفقا لما روته سمية عبد المنعم إبراهيم فى حديث تليفزيونى سابق نقلا عن والدها . قدم في السينما دورًا مميزًا في فيلم " بين القصرين" إلى جانب أعمال سينمائية تميز فيها بخفة الظل مثل"سر طاقية الإخفاء سكر هانم – إشاعة حب"، كان يجيد اللغة العربية الفصحى فقدم على خشبة المسرح القومى، "حلاق بغداد"،"معروف الإسكافى"، إلى جانب مسرحيات أخرى. عمل في التلفزيون وتألق في العديد من المسلسلات التليفزيونية منها "زينب والعرش" و"أولاد آدم، حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1983م ، حصل على درع المسرح القومي فى عام 1986م. يشار إلى أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلاله بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.
