أعلن مسئولون أفغان عن إطلاق سراح أمريكي وأسترالي احتجزتهما حركة طالبان كرهائن على مدار السنوات الثلاث الماضية، اليوم، الثلاثاء، بعد ساعات فقط من إطلاق سراح قادتها وإتمام صفقة تبادل الأسرى التي طال انتظارها، إلا أن الجانب الأهم من الأمر هو تصدر النظام القطري للوساطة بين طالبان الإرهابية والعالم، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست". وأعلن الرئيس الأفغاني أشرف غني عن هذا التبادل كطريقة لاستئناف محادثات السلام في أفغانستان بعد توقفها في سبتمبر، حيث تأخر تبادل الأسرى لعدة أيام. وأكد مسئول في مقاطعة زابول الجنوبية، حيث تم إطلاق سراح الرهينتين، حدوث عملية التسليم، وقال إنها كانت مصحوبة بوقف لإطلاق النار لمدة 48 ساعة بدأ في الليلة السابقة. وقال متحدثًا شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر: "لقد حدث الإفراج، لكن لا يُسمح لنا بالحديث عنه أو إعطاء أي تفاصيل تتجاوز ذلك لأنه يمثل مشكلة كبيرة". كان الأمريكيان كيفين كينج والأسترالي تيموثي ويكس مدربين في الجامعة الأمريكية في كابول عندما اختُطفا في عام 2016. أما المسلحون على الجانب الآخر من حركة طالبان فهم مالي خان وحافظ رشيد وأنس حقاني، الأخ الأصغر لنائب زعيم طالبان وابن مؤسس شبكة حقاني، وكانوا محتجزين في مركز اعتقال حكومي في قاعدة باجرام الجوية. وشبكة حقاني هي مجموعة متمردة متحالفة بشكل وثيق مع طالبان، وهي متهمة بتدبير العديد من الهجمات المميتة ضد المنشآت الأفغانية والأجنبية في السنوات الأخيرة. والغرض من التبادل هو أن تكون بادرة حسن نية من شأنها أن تساعد في استئناف محادثات السلام بين الجماعة المتمردة والولايات المتحدة، بعد ما يقرب من عام من المفاوضات، التي أعلن نحوها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المحادثات "ميتة" في أوائل سبتمبر الماضي. وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" أنه إذا تم استئناف محادثات السلام ، فليس من الواضح ما إذا كانت ستنتقل من حيث توقف المفاوضون أو تبدأ من نقطة الصفر، منوهة بأن مشروع اتفاق سلام تضمن اتفاقًا على انسحاب العديد من القوات الأمريكية من أفغانستان مقابل تعهد من طالبان بعدم إيواء جماعات إرهابية، لكن مسئولي الحكومة الأفغانية قالوا منذ ذلك الحين إن وقف إطلاق النار أو خفض العنف أمر ضروري قبل عقد اتفاق. وتحتضن قطر مباحثات، تزعم أنها تهدف لإنهاء الحرب فى أفغانستان بين حركة طالبان المسلحة والحكومة الأفغانية، لكن ينظر إلى قطر على أنها تعمل مع طالبان، وترسل التمويلات والدعم، ما جعل الحركة تصف قطر ببيتها الثاني.