كاد الصمت يطبق على المكان، قاعة محكمة خالية لا يتواجد بها سوى طرفى الدعوى، الأب ومحاميه، والأم ومحاميها وبرفقتها بناتها الثلاث، فى إحدى الأدوار العليا بمحكمة الأسرة بزنانيرى. النظرات كانت تتسم بين المارقة من الأب لأسرته والقلقة والحزينة من الأم وبناتها لرب الأسرة، الكل فى انتظار دخول القاضى للفصل فى دعوى الطلاق التى اقامتها الزوجة ضد زوجها الذى طالما اساء اليها ولبناتها وتفنن فى تعذيبهن ، حسب ماجاء فى صحيفة الدعوى. بمجرد ان دخل القاضى ، وبدا فى النظر باوراق القضية ، طلب من الحاجب المناداة على المدعى عليه الزوج ، للرد على ماجاء فى دعوى الطلاق المقامة من زوجته . فى البداية بادره القاضى بسؤال ، كيف ترد على اتهام زوجتك بأنك تتفنن فى تعذيبها هى وبناتها ، بالضرب والكى ، والحرمان من المصروف والاكل والخروج ، ليرد الزوج " ماحصلش سعادتك ..انا رجل كسيب ، وبصرف على بناتى ، حضرتك مدخلهم مدارس خاصة وساكنين فى شقة تمليك بشبرا ، وازاى سعادتك اضرب بناتى ، انا أب قبل ما ا كون زوج .. ماجاء فى الدعوى كذب وافتراء من اجل الطلاق ، وانا بطلب زوجتى فى بيت الطاعة " . ليوجه القاضى سؤاله الى الزوجة ، كيف تثبتين حقيقة ضرب زوجك لك ولبناتك ، لتكتفى الزوجه بالاشارة الى االفتيات، وتطلب من القاضى ان يستمع منهن لوقائع العذاب اللاتى تعرضن له من والدهن . سمح القاضى للفتاة الكبرى 12 عاما بان تتحدث ، والتى انهمرت دموعها قبل ان تنطق بكلمه ، بمجرد فقط انها تذكرت ويلات ماكان يرتكبه والدها من وسائل تعذيب بسبب رفضه لانجاب البنات ، ورغبته فى الزواج مرة اخرى وانجاب الولد . تقول الفتاه ، دائما ماكان ابى يضرب امى ويوجه لها تهديدات بالزواج من امراة اخرى اذا لم ينجب الولد ، نحن ثلاثة بنات ، ووالدى دائما كان يرغب فى انجاب الولد بسبب ضغط اسرته عليه ، خاصة "جدتى " التى طالما اثارت الفتنه فى المنزل . وتضيف تحول لوم ابى لامى ، الى ضرب متواصل والقاء الطعام على السفرة ، والمبيت خارج المنزل ، ثم التهديد بالطلاق اكثر من مرة ، وبعد ان استسلمت امى لعذاب أبى ، توجه الينا ، فظل يكيل لنا الشتائم ، وينادينا باسماء اولاد ، مثلا انا اسمى سبع ، وشقيقتى الصغرى صلاح ، والوسطى مرعى ، وهذا الامر كان يضايق أمى ، حتى جاء اليوم الذى ظل والدى يضربنا ليل نهار ، عندما اخبرناه اننا لانحبه ، وانه ليس ابونا ، وان أمنا افضل منه ، وقررنا عدم سماع كلامه ، فقام بإحراق جسدى ، وضرب راس شقيقتى الصغيره فى الحائط ، وكل هذه الاصابات تركت علامات فى اجسادنا . وتضيف الفتاة " كانت "جدتى " تتعمد اهانة والدتى ، فكانت تحضر صور فتيات لوالدتى ليختار عروسة تنجب له الولد وذلك امام اعين امى التى لم يكن لها احد فى الدنيا سوى نحن ، فقد توفى والديها ، وسافر كل اقاربها الى ليبيا ، وتنصل منها اخرون . طلب القاضى من الفتاة التوقف ، وسمح لمحامى الاب بالحديث ،والذى طعن فى اقوال الفتاه ، واكد انها تعيش مع امها منذ 3اشهر وان هناك وضوح فى تأثير وتلقين الام لها فى كل كلمة . ليطلب القاضى تأجيل الدعوى لجلسة قادمة ، على أن تحضر الأم الشهود الذين يؤكدون تعرضها للضرب والإهانة هى وبناتها وسوء معاملة الزوج لها.