فوجئ مايك مولفاني، القائم بأعمال كبير موظفي البيت الأبيض، بأنباء مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إياها على حسابه بموقع "تويتر"، وكأن مولفاني مجرد متابع عادي مثل عشرت الملايين غيره، لا أحد كبار مسئولي الإدارة الأمريكية. وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، كان مولفاني في منزل يملكه بولاية ساوث كارولينا مساء السبت الماضي، حين لاحظ أن ترامب نشر تغريدة قال فيها "أمر جلل قد وقع للتو"، وكان يقصد مقتل البغدادي الذي فجر نفسه هربًا من مطاردة وحدة عمليات خاصة أمريكية في مدينة إدلب السورية. وأضافت الصحيفة أنه من الغريب أن يُبقي ترامب كبير موظفيه بعيدًا عن عملية خطيرة كهذه، وقد يُفسر الأمر كإشارة على تضاؤل نفوذ مولفاني في البيت الأبيض. وتابعت الصحيفة أن البعض بدأوا بالتساؤل عما إذا كان مولفاني سيستمر في منصبه بعد موقف محرج تعرض له هذا الشهر، حين اضطر إلى سحب بيان اعترف فيه بما نُسب إلى ترامب من محاولة إجراء مقايضة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإقناع الأخير بفتح تحقيق حول صلة منافس ترامب الديمقراطي المحتمل في الانتخابات الرئاسية المقبلة جو بايدن وابنه هنتر بشركة غاز أوكرانية. ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع أن ترامب عنّف مولفاني بعد بيانه الأول، ما اضطره لإعلان سحبه، وأضاف المصدر أن مولفاني "ضحى بنفسه". يُذكر أن صورة تناقلتها وسائل الإعلام يوم مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في مايو 2012 على يد قوة خاصة أمريكية أيضًا، أظهرت بيل دالي كبير موظفي البيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما يقف بجوار الأخير داخل غرفة راقب منها أوباما وعدد من مسئوليه سير العملية. أما مولفاني، فقد غاب عن صورة شبيهة جمعت مع ترامب نائبه مايك بنس ومستشاره للأمن القومي روبرت أوبراين ووزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي، أثناء متابعتهم سير عملية قتل البغدادي. وتقول مصادر إن خلافًا كبيرًا نشب بين مولفاني ومسئولين آخرين بالبيت الأبيض، بسبب الخلاف على الطريقة المثلى للتعمل مع أزمة إجراءات مساءلة ترامب تمهيدًا لعزله في الكونجرس، على خلفية انكشاف اتصالاته مع نظيره الأوكراني بشأن منافسه جو بايدن.
