يتوجه التونسيون اليوم الأحد إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في مرحلة الإعادة للانتخابات الرئاسية، بين المرشحين، قيس سعيد ونبيل القروي. وتفتج لجان التصويت أبوابها أمام أكثر من 7 ملايين تونسي ابتداء من الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، وحتى السادسة مساء. وحلَّ قيس سعيد بالمركز الأول في انتخابات المرحلة الأولى التي ضمت 26 مرشحًا، حاصلا على 18% و4 % من إجمالي الأصوات، في مفاجأة وصفت بالزلزال الانتخابي، وحل القروي ثانيا بواقع 15.5% من أصوات الناخبين. من يفوز؟ يترقب الجميع الشخص الذي سيقع عليه اختيار الشعب التونسي، بين رجل الإعلام الليبرالي الملاحق بتهمة غسل أموال، نبيل القروي، أو أستاذ القانون الدستوري "اللا منتمي" قيس سعيد، والذي رفض أن يصنف ضمن أي تيار أو مرجعية سياسية أوفكرية، قائلا إنه كان وسيظل وسيواري ثرى الوطن مستقلاً. وصلت المنافسة بين القروي وسعيد أوجها خلال المناظرة التاريخية التي جمعت بين الاثنين، والتي تبارى خلالها كل من المرشحين في إبراز مشروعه. لكن أكثر ما جذب المشاهدين في المناظرة يمكن تلخيصه في رومانسية قيس سعيد، وتردد القروي. حيث أثار قيس سعيد مشاعر ملايين العرب وخاصة الفلسطينيين -الذين خرج البعض منهم قبل ساعات للدعاء في قيام الليل- عندما وصف من يتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بأنه مجرم ارتكب جريمة الخيانة العظمى، فيما بدا القروي مرتبكا ومترددا عن الإجابة عن سؤال "هل تؤيد مشروع قانون يجر التطبيع مع إسرائيل؟"، ليجيب بعد توقف بأن نعم. تمحور حديث القروي في المناظرة حول برنامجه الاقتصادي بمقاومة الفقر وتطوير الاستثمار الرقمي، وهو المتوقع من رجل اشتهر بالتبرع والأعمال الخيرية واصفا نفسه ب نصير الفقراء. على الجهة الأخرى، ركز قيس سعيد خطابه على الشباب الذين وصفهم بأنهم هم الذين يقفون في ظهره، والديمقراطية والحرية، وأن الشعب التونسي لن يعود مقهورا تحت سطوة الاستبداد مرة أخرى، ما وصفه القروي ضاحكا ب"الرومانسية". وأشار القروي إلى اتهامات طالت قيس سعيد بأنه متحالف من الباطن مع حركة النهضة الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية، إلا أن قيس سعيد أكد أنه ليس متحالفا مع أي فصيل أو تيار يميني أو يساري. وتجدر الإشارة إلى أن النهضة أعلنت تأييدها لقيس سعيد، في الوقت الذي يحظى فيه القروي بخلافات واسعة معها.