اختتم المؤتمر المهني الثالث للتحكيم فعالياته في القاهرة ب7 توصيات هامة لمواجهة التحديات التي يواجهها التحكيم العربي. وطالب المشاركون بالمؤتمر، المشرع العربي بتطوير قوانين التحكيم الوطنية في ضوء قواعد اليونسترال الجديدة، مع اعتماد التزام عام على كل الاطراف بالافصاح عن التمويل المقدم من الغير في العملية التحكيمة، وذلك لضمان تحقيق المساواة والعدالة في الإجراءات. وأوصى المؤتمر بضرورة توعية المتخاصمين وعلمهم الدقيق بالقواعد السارية فى مراكز التحكيم قبل اللجوء لهذه المراكز، مع الإحاطة بالآليات المناسبة للقضاء على المعوقات التى قد يلجأ البعض لعرقلة السير فى الخصومة وإطالة مدتها. كما طالب المؤتمر بإدخال مادة التحكيم الدولي كمادة مستقلة في كليات الحقوق العربية، مع استحداث تشريعات وطنية تنظم العمل بالوساطة فى المنازعات المدنية والتجارة تمشيًا مع التوجهات الدولية فى هذا الشأن، والنظر بعين الاعتبار نحو اتفاقية سنغافورة لانفاذ اتفاقات التسوية الودية. من جانبه أكد د. وليد عثمان أمين عام المؤتمر المهني الثالث للتحكيم الدولي، أن معظم مراكز التحكيم شهدت تطّورا ملحوظا في أنشطتها خلال العقدين الأخيرين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن التطوير حمل في طيّاته تحّديات جديدة أوجبت على مراكز التحكيم مواجهتها، كّل بطريقته الخاصة، معتبرا هذه التحديات كان لها الأثر الإيجابي على القواعد والإجراءات المعتمدة أمام هذه المراكز التحكيمية بهدف تطوير قواعدها للحصول على وسائل فعالة وأفضل بكثير في إدارة العدالة التحكيمية. وأوضح "عثمان" أن التعديلات الجديدة التي اعتمدتها مراكز التحكيم العالمية والإقليمية لها عدد من الأهداف أبرزها تعزيز الرقابة المؤسسية الفعّالة للتحكيم، وسرعة إجراءات التحكيم، والتأكيد على استقلالية الأطراف، فضلا عن الإعتراف بالطابع العابر للحدود للتحكيم الدولي. فيما حملت جلسات المؤتمر محورا هاما للحديث عن "خصوصية التحكيم الرياضي وأثره على القواعد الإجرائية"، وترأسها الخبير في القانون الرياضي المستشار محمد إبراهيم شراقي، والذي استعرض ظروف وواقع التحكيم الرياضي عربيا، مشيرا إلى أن اللجنة الأولمبية الدولية هي السلطة العليا في المجال الرياضي، مطالبا الجميع بالإلتزام بنصوص الميثاق الأولمبي وقرارات اللجنة الأولمبية الدولية. وتابع الخبير بالقانون الرياضي، إن خصوصية الرياضة ألزمت اللجنة الأولمبية الدولية إنشاء محكمة التحكيم الرياضي CAS، وكان لها دور فعال في حل العديد من النزاعات المتعلقة بالرياضة، والتي نظرا حوالي 790 منازعة وفق إجراءات التحكيم العادي، و4053 منازعة وفق إجراءات التحكيم الاستئنافي، وذلك خلال الفترة من عام 1986م إلى 2016م. كما استعرض "شراقي" العيوب في التحكيم الرياضي، منها أن مصروفات التحكيم عالية، إضافة إلى حداثة التحكيم، وعدم اهتمام المنظمات والمجالس الرياضية بالقانون الرياضي والقرارات الرياضية. كما تم توقيع مذكرة تفاهم ما بين مجلس التحكيم والتوفيق التابع لغرفة التجارة والصناعة والزراعة بنغازي والأكاديمية الدوليه للوساطه والتحكيم على هامش أعمال المؤتمر لدعم جهود الطرفين في ليبيا ومصر.