"ثورة الشرطة" ومخاوف تكرار سيناريو 2011 ..خبراء يحذرون من "انهيار أمني" كامل.. ويؤكدون "القوات المسلحة"جاهزة للتأمين

* الاتحاد العام ل"الشرطة" يعلن الاعتصام في 10 محافظات
* فؤاد علام يحذر من خروج أفراد"الداخلية" للتظاهر ..والنتيجة ستكون انهياراً أمنياً كاملاً
* نبيل فؤاد:القوات المسلحة جاهزة لاحتواء أي "انهيار أمني"..و"الشرطة" أكبر ممن قرروا "التظاهر"
"الشرطة" .. يبدو أن هذا الجهاز الذي بات موضوعاً في قفص الاتهام لمدة قاربت الثلاثة أعوام منذ يناير 2011 حتى الآن، قد فاض به الكيل و قرر قضم هذه الأصابع و كسر أقفال قفصه"الميري" والانضمام إلى مصاف الثوار، فخرج في تظاهرات "شرطية" للمطالبة بحقوقه تأسياً ب"الشعب".
الشرطة أعلنت الثورة بعد أن أعلن الاتحاد العام لأفراد هيئة الشرطة اعتصام المئات من الأفراد بمديريات الأمن في 10 محافظات ،وقيامهم بإغلاقها،احتجاجا على قانون التظاهر الجديد، وعدم تنفيذ مطالبهم، التي من بينها ضرورة تسليح الأفراد، وعلاج الأفراد وأسرهم بمستشفيات الشرطة، وإصدار قانون بتطوير جهاز الشرطة، مؤكدين أن الاعتصام مفتوح لحين تنفيذ مطالبهم.
"صدى البلد " التقى عددا من الخبراء الأمنيين والاستراتيجيين للتعرف على وجهة نظهرهم فى هذه الأزمة التى تتفاقم يوما بعد يوم.
فى البداية حذّر اللواء فؤاد علام الخبير الأمني ووكيل جهاز مباحث أمن الدولة سابقاً، من خروج أفراد الشرطة والداخلية إلى التظاهر وانتقالهم من دور الوحدة النظامية التي تحفظ الأمن وتنظم التظاهر إلى دور المتظاهر نفسه، وقيادة التظاهرات والوقفات.
وقال علام ل"صدى البلد"،إن هذا المشهد يمثل قمة التردي وغاية في الخطورة وتداعياته أخطر ما يكون".
وطالب السلطات بحتمية اللجوء إلى الحل السياسي والاستماع إلى مطالب المتظاهرين من رجال الشرطة باختلاف رتبهم ومهامهم مشيرا إلى أن ترك الأمر ينذر بتداعيات خطيرة.
وقال إن الأمر قد يصل إلى انهيار أمني كامل وفوضى كاملة إذا لم يتم علاجه بطريقة سياسية.
و على الجبهة الأخرى أكد اللواء نبيل فؤاد رئيس جهاز أمن الدولة ومساعد وزير الداخلية السابق أن الشرطة وجهاز الأمن جزء من أسباب التوتر التي تسيطرعلى المشهد المصري الداخلي وتنعكس بدورها على العلاقات والتعاملات الدولية بحسب القاعدة الثابتة في علم السياسة"السياسة الخارجية للدولة انعكاساً لسياستها الداخلية".
وقال إن خروج بعض قطاعات الشرطة للتظاهر لا يدعو للقلق لأنه لايعني أن الشرطة كلها قد خرجت لأن الشرطة "تنظيم"كبير يضم إدارات عديدة منها الأمن العام و الأمن المركزي و غيرهما، وأن الجهاز الأمني والشرطي أكبر من عدة قطاعات وعدة آلاف قررت التظاهر من أجل حقوق يفتقدونها.
و أضاف في تصريح ل"صدى البلد"، أن افتراض خروج الجهاز الأمني بالكامل للتظاهر يعني تكرار ماحدث في يناير 2011 من انسحاب كامل للشرطة و انهيار الجهاز، وفي هذه الحالة ستتدخل القوات المسلحة في المشهد لحفظ مرافق الدولة كما حدث منذ عامين و كما حدث مؤخراً في مدن القناة.
و قال إن القوات المسلحة في هذه الحالة قادرةعلى حفظ الأمن حتى يتم معالجة الأزمة و بما يكفل سلامة الأمن الداخلي والخارجي لمصر.