قال الدكتور سعد الزنط، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، إن الساعات شديدة التوتر التى شهدها جنوبلبنان إثر قصف إسرائيل بلدات حدودية بعشرات القذائف يعد رسالة قوية من إسرائيل للرد على نهج التصعيد الذى اتخذه حزب الله فى الفترات الأخيرة منفردا عن الدولة اللبنانية. وأوضح "الزنط"، فى تصريحات ل"صدى البلد"، أن المناوشات بين الجانبين ستظل مستمرة ولن تصل لحد الحرب لتخوفات إسرائيلية فى ضوء الإنتخابات المقبلة والتى يعد فيها الأمن لدى المواطن الإسرائيلي محورا أساسيا لذا لن يجازف نتنياهو بالدخول فى تصعيد جديد بعد حالة الهدوء التى سادت بين الطرفين. وأضاف "مدير مركز الدراسات الاستراتيجية"، أن حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبنانى يكابر ويتخذ قرارات منفردة خارج الدولة اللبنانية ما يورط لبنان ويجرها لحروب مثلما فعلت فى العهود السابقة. ولفت"الزنط"، إلى أن حسن نصر الله لا يتخذ قرارات من تلقاء نفسه حيث تحركه إيران بهدف ضغط إسرائيل على الولاياتالمتحدةالأمريكية لفك الحصار عن طهران بعد جملة العقوبات التى فرضتها واشنطن عليها وأودت بضعفها. وأشار"الزنط"، إلى أن رضوخ حسن نصر الله لرغبات إيران فيه مغامرة ومخاطرة ربما ستوسع نطاق الحرب الفترة القادمة. وأجرى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، اتصالين هاتفيين بنظيره الامريكي ومستشار الرئيس الفرنسي، وطالبهما والمجتمع الدولي بالتدخل ووقف التوتر، ووفقا للوكالة الوطنية للإعلام بلبنان، فإن الحريري اتصل بكل من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ومستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل بون. فيما حذرت جامعة الدول العربية من تداعيات القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، مشيرة إلى أن انفراد فصيل بقرار الحرب، في إشارة لحزب الله، يهدد مصداقية الدولة في لبنان. وذكر بيان للجامعة، امس الأحد"أن الأمين العام، أحمد أبوالغيط، يتابع بقلق وانزعاج تطورات تبادل إطلاق النار في المناطق الحدودية بين لبنان وإسرائيل"، مؤكد تضامن الجامعة العربية الكامل مع الدولة اللبنانية في مواجهة أي اعتداءات تتعرض لها. كما حملت الجامعة العربية المجتمع الدولي "مسؤولية ضبط ردود الأفعال الإسرائيلية التي قد تدفع بالأمور نحو مزيد من التصعيد لأغراض انتخابية داخلية"، بحسب ما ذكر البيان. وشددّ البيان على أن "السياسة الإسرائيلية تستهدف ضرب التماسك اللبناني"، داعيًا اللبنانيين إلى "مواجهة المخطط عبر التمسك بالمؤسسات ووحدة القرار السياسي والأمني في يد الدولة، ووضع مصلحة الوطن اللبناني فوق أي اعتبار". وفي وقت سابق، امس الأحد، أعلن حزب الله تدمير آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة "أفيفيم" قرب الحدود الجنوبيةللبنان، بينما ردت إسرائيل بإطلاق قذائف صاروخية على جنوبلبنان، ما أثار مخاوف من تصعيد خطير مع الحزب بعد أسبوع من التوتر.