أدى الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، صلاة الجمعة اليوم بمسجد الشربتلي بالتجمع الخامس وسط مشادات للمرة الثانية بين المصلين. وكان إمام المسجد في الخطبة الجمعة قال إن "ما يحدث الآن للأمة ما هو إلا سحابة أو غشاوة، وإن رصيد الأمة الإسلامي والثقافي مازال متلألا"، وأضاف: "نحن في حاجة إلى الحكماء وإلى الحوار وسط هذا الاضطراب الذي نعيش فيه، كما نحتاج لحراك لترتيب البيت المصري وترتيب ملف تطبيق الشريعة الذي هو حلم عاشت الأمة تحلم به". وطالب الإمام، المتدينين والدعاة إلى الله بأن يلتفوا على وثيقة شرف تمنعهم من التصادم، وقال: "إننا في حاجة لأن نجلس مع بعضنا البعض ونركز على الخطاب الإيماني الذي يتطلع إلى الرقى ولا يهبط إلى الابتزاز والإسفاف"، وقال: "ليس المسلم بالسباب والطعان والفاحش والبذيء"، واستشهد بقول الرسول (صلى اللله عليه وسلم) "إن أقربكم مني أحسنكم خلقا" وقال "المؤمن آلف مألوف". وأضاف أن "المعارضة ليست حرفة ولا مهنة وإنما المعارضة الجادة تقول للمحسن أحسنت وللمسيء وأسأت وهى وظيفة شرعية للأمر بالعروف والنهي عن المنكر"، وقال إن "الخلافات الدعوية لا يجب أن تخرج خارج البيت الدعوي لأن النصيحة على الملأ فضيحة"، وأوضح أن "الخطاب الدعوي يؤكد على الوحدة والنسيج الاجتماعي الواحد، ونحن بحاجة إلى تقديم الصالح العام وهو له عمق إسلامي يسمى مقاصد الشريعة في الفقه وهو يقوم على حرمة الدماء والأموال فكل المسلم على المسلم حرام". وقال إن "الهجوم على المرافق العامة إفقار للأمة ولا علاقة له بالخصومة السياسية ولا يوجد قانون في العالم يقر التخريب، والمرافق العامة معصومة لأنها ملك لجماعة المسلمين". وأكد أن "العمل السياسي ليس بديلا عن العمل الدعوي والتربوي والتعليمي، وكل الحواجز التي كانت تحول عن العمل الدعوي ذهبت وأصبحت تاريخا ولابد من استثمار ذلك في فتح قلوب الناس للإيمان، والإسلام دعا إلى التواصل مع الآخر في إطار الصمالح الدنيوية والعلاقات الاجتماعية، فاللحمة الاجتماعية لا تعني التفريط في الدين، ولا ينبغى أن يضا المتدينون من الديانات الأخرى في العبادة". وقال الإمام إن "قضية تطبيق الشريعة أكبر من أن تكون قضية حزب أو جماعة وينبغي ألا تستخدم في الخصومات السياسية طالما استقر أمرها في الدستور، بل لابد من الحفاظ على حياديتها ورمزيتها بأن يحال أمرها إلى جهة تجمع بين الحيادية والتخصص مثل الأزهر مثلا، فقد بقى على مساحة متقاربة من جميع الناس ووضع الملف في يد الأزهر يطمئن الناس". وقال إن "الناس لديهم مخاوف من تطبيق الشريعة بسبب بعض الأخطاء من المتدينين، فتلك الأخطاء تزيد الصورة ريبة وشكا، وللأسف الشديد فقد اختزل تطبيق الشريعة في باب العقوبات فقط والأمر ليس كذلك، فالشريعة كل ما شرع الله من الدين وهى على أربعة طوابق، العقائد والأخلاق والعبادات والمعاملات ثم العقوبات، ونحتاج في تطبيق الشريعة إلى تطبيقها على القيم والتعليم وكيفية استعادة المسجد لعافيته". واختتم الإمام خطبته قائلا إن "الشريعة هى الطريقة ومرادفها الدين، فالدعوة للشريعة دعوة للدين وقبولها قبول للدين ورفضها رفض للدين".