أدى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة اليوم، بمسجد سيدي أبي العباس المرسي، بمناسبة العيد القومي لمحافظة الإسكندرية. وأكد وزير الأوقاف، خلال الخطبة، أن مراعاة النفع العام سبيل لإعلاء المعاني والقيم الإنسانية، وديننا دين عظيم ظلمه الجهلاء والمتاجرون به، وواجبنا إبراز الوجه الحضاري لديننا العظيم, على أن ذلك لا يأتي إلا بإعادة قراءة تراثنا قراءة جديدة غير خاضعة لتأثير الجماعات المتطرفة أو المتشددة أو المتاجرة بالدين، قراءة تعالج عمليات الاقتطاع والاجتزاء والتفسيرات الخاطئة التي قامت بها الجماعات المتطرفة ، وتعود بالخطاب الديني إلى طريقه الصحيح. وأشار إلى أن النفع العام يخلص النفس البشرية من الشح والأنانية، ويسهم في بناء جسور التعاون والتراحم بين أبناء المجتمع، ويرسخ فقه العيش المشترك بين البشر جميعا. وتابع: النفع العام يشمل كل ما يحقق مصالح البلاد والعباد بداية من إطعام الجائع وكساء العاري وإيواء المسكين، إلى تعبيد الطرق، فبناء المساجد والمدارس والمستشفيات، أو الإسهام في كل ما يحقق رسالتها، وييسر أداء مهامها وتقديم خدماتها على الوجه الأكمل ، ولاسيما لصالح الفقراء والمحتاجين. وأضاف، أن ديننا دين التكامل والتراحم والتعاون والإيثار لا الأثرة ، على أن نحسن فهمه ونقدمه للناس خالصا نقيا مما لحق به من زيف وتحريف الجماعات الضالة المضلة المنحرفة المغرضة ، غير أن ذلك لا يتحقق ولا يمكن أن يتحقق بالركون إلى الراحة أو الكسل ، إنما يحتاج إلى بذل المزيد من الجهد والعرق والإعداد الجيد لجيل واع من الأئمة والعلماء ، وهو ما نجتهد فيه بأقصى درجة فنسابق الريح والزمن من أجل بناء جيل شاب واع غير خاضع لتأثير اي من الجماعات المتطرفة ، ومن ثمة أعلناها واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أنه لا مكان لمتشدد أو متطرف أو منتمٍ لأي جماعة أو تنظيم متطرف أو متشدد بين صفوف أئمتنا أو على منابرنا ، ونعمل على أن تسري هذه الروح اللافظة الرافضة للتشدد والمتشددين بين جموع الأئمة والعاملين بالأوقاف حتى تصبح روحًا جماعية لا تسمح باختراق صفوف الأوقاف من أي تيار باذن الله تعالى.