سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الإهمال يهدد باندثار حضارتين بمنطقة اللبخة الأثرية في الخارجة.. تحولت إلى خرابات وكهوف يسكنها الأفاعي والغربان.. أثري: تصلح لأن تكون محمية طبيعية.. صور
* الإهمال يهدد باندثار حضارتين بمنطقة اللبخة الأثرية في الخارجة * بقايا قلعة وحصون أثرية أوشكت على الانهيار * المنطقة تجمع بين الحضارتين الفرعونية والرومانية * أثري: تصلح لأن تكون محمية طبيعية تعتبر منطقة اللبخة الأثرية إحدى المناطق الأثرية المهملة بالوادي الجديد، وتبعد حوالي 43 كيلو شمال الخارجة، وكانت مأهولة بالسكان في الخمسينيات من القرن الماضى. وسميت المنطقة عين اللبخة نظرا لوجود عيون مياه طبيعية بها، والتي كانت تستخدم فى الزراعة، وأشهر تلك العيون العين القريبة من المعبد الجنوبي، كما سميت اللبخة نسبة إلى أشجار اللبخة المنتشرة بها وهى أشجار لها فوائد طبية عديدة. يقول الأثري محمد حسن إن منطقة اللبخة الأثرية تضم مجموعة كبيرة من المبانى والعناصر الأثرية، حيث تحتوى على معبدين؛ المعبد الشمالى والمعبد الجنوبى، بالإضافة لقلعة وحصن كبير، وكذلك مقصورة أحد الأثرياء من العصر الرومانى ويدعى بيريس، الذي ربما كان حاكما للمنطقة أو أحد النبلاء، كذلك جبانة كبيرة منقورة فى الصخر من نوع المقابر الصخرية المنتشرة فى العصر الرومانى. وأوضح حسن أن المنطقة يوجد بها معالم الحياة كبقايا المدينة السكنية وكذلك المساحات الكبيرة من الأراضى الزراعية التى كانت تروى وتزرع قديما، ويوجد بها أيضا قلعة وحصن وجبانة ومدينة سكنية ومناور المياة المتعددة، مشيرا إلى أن منطقة اللبخة الأثرية تجمع بين الحضارة الفرعونية والرومانية، لوجود بقايا آثار للحضارتين بها، وبالرغم من أهمية تلك المنطقة إلا أن الحكومة تجاهلت تلك المنطقة، واكتفت بوضع لافتة توضح أثرية تلك المنطقة. وأضاف أن طريقة الرى بها مستمدة من فترة العصر الرومانى الذين كانوا بارعين فى حفر المناور من أجل إنشاء شبكة رى على مستوى كبير وفعال للزراعة، وفكرة المناور فى الأساس ترجع إلى العصر الفارسى ثم ازدهرت بقوة فى العصر الرومانى نظرا لطبيعة الاحتلال واستغلال أراضى الصحراء الغربية كمصدر دخل وسلة غلال. وأكد حسن أن القلعة المتواجدة بها هى أساس المنطقة وهى قلعة وحصن للحامية الرومانية المقيمة فى المنطقة، حيث إن منطقة اللبخة تعتبر منطقة تلاقى طرق القوافل التجارية قديما على طريق درب عين أمور الواصل بين شمال الخارجة ومنطقة عين أم الدبادب ثم عين أمور ومنها إلى الداخلة والفرافرة. ولفت إلى أن القلعة مكونة من أكثر من طابق ولكن طوابقها مهدمة الآن من الدخل ولها أربع أبراج كبرى ظاهرة من الخارج تلك الطوابق كانت تحتوى على غرف وأماكن للحراسات والجنود الرومان فى المنطقة، وكذلك أماكن وغرف لحفظ المواد الغذائية يمكن رؤيتها حتى الآن من الداخل وبها أيضا بئر للماء كل هذا للاحتماء بها من الدخل فى حالة الهجوم من قبل الغزاة على الواحة والمنطقة قديما بفعل المرتزقة من الليبيين والنوبيين. وذكر أن القلعة يوجد بها مكان من أعلى ممشى للجنود وفتحات لصب الزيت والماء المغلى من أعلى على رؤوس الأعداء وضربهم بالسهام والرماح، ويرجع تاريخها إلى القرن الثانى الميلادى، وقد تطورت فى شكلها وطرازها المعماري من مقصورة بسيطة إلى مقصورة ذات غرف عديدة جميعها كاد يندثر تحت الرمال بفعل عوامل التعرية. وناشد حسن المسئولين بهيئة الآثار المصرية الاهتمام بتلك المناطق التي تحكي حضارات الشعوب القديمة وتطويرها بدلا من أن تكون أطلالا يحسبها الأجيال القادمة خرابات وكهوف يسكنها الأفاعي والغربان، لافتا إل أن منطقة اللبخة تصلح لأن تكون محمية طبيعية فريدة من نوعها لوجود الأشجار النادرة بها، فضلا عن الطبيعة البيئية الجذابة النقية البعيدة عن أي أنواع التلوث.