منطقة ام الدبادب الاثرية تقع علي بعد حوالي 65 كيلو متر من مدينة الخارجة في قلب الصحراء. ولها طريقان عبارة عن طرق ' شبه مدقات او مسارب ' يعلمها اهالي الواحة والادلاء جيدا. ويتم الوصول اليها باستخدام عربات الدفع الرباعي المجهزة جيدا والمزودة باحدث التقنيات ' من جهاز جي بي اس وكذلك هاتف ثريا '.. احدي هذه الطرق من منطقة اللبخة وهو الاقرب ولكنه غير متاح حاليا بسبب الغرود والتلال الرملية التي اغلقته تقريبا ولكنه يصلح عن طريق المشي علي الاقدام والتسلق للهضاب الرملية. والثاني من الكيلو 17 من طريق الخارجة الداخلة ' درب الغباري ' ثم نتجه شمالا الي الشرق قليلا حوالي 40 كيلو متر في الجبل وعن منطقة الدبادب المهمله يحدثنا الباحث الأثري محمد حسن جابر والذي يروي لنا تاريخ المنطقة وتعرف ايضا باسم منطقة ام الدبادب او ام الدباديب او عين ام الدباديب.. كلها مسميات لتلك المنطقة الاثرية الرائعة في الجمال. وترجع اصل تلك التسمية الي اكثر من رائ. فاحد تلك الاراء يذهب الي كثرة ما بها من زواحف حيث كان يطلق علي تلك الزواحف اسم دبيب وعند جمعها تصبح دباديب.. كناية عن كثرة عدد الزواحف المنتشرة بها لان المنطقة المحيطة بها هي منطقة صحراوية شاسعة وتكثر بها تلك الزواحف من ثعابين وخلافه. اما الرائ الثاني وهو الاقوي في وجهة نظري المتواضعه.. يقال ان اصل التسمية جاء من خلال الدواب الكثيرة والجمال والبعير التي كانت تستخدم وتري كثيرا في تلك المنطقة.. حيث كان يطلق علي الجمال والبعير كلمة دواب ونظرا لكثرة العدد يطلق عليها بالجمع دبادب. حيث ان وظيفة تلك المنطقة هي عبارة عن ملتقي الطرق الصحراوية والدروب للقوافل التجارية التي تعبر خلال هذه المنطقة قادمه من شمال الخارجة ومنطقة اللبخة الي الغرب وصولا الي الواحة الداخلة وعين امور عبر درب عين امور.. والعكس. ويتم استخدام الدواب بشكل كبير في هذه القوافل حيث انها وسيلة المواصلات الرئيسية بها. اما بالنسبة لكلمة عين فهي ترجع الي نتشار العيون المائية والتي تروي الاراضي الزراعية المنتشرة والشاسعه بشكل ممتد وكبير في المنطقة عن طريق المناور والتي تتكون من اكثر من خط للمياة . المنطقة الاثرية في عين ام الدبادب 'كعناصر اثرية ' ترجع الي العصر الروماني وظلت مستخدمة علي الارجح لفترات كبيرة بعدها. وان كان النشاط البشري بهذه المنطقة قديما جدا يرجع الي انسان عصور ماقبل التاريخ في فترات ماقبل الاسرات المصرية حيث يلاحظ وجود عناصر وادوات ظرانية وبقايا من عصور ماقبل التاريخ.كذلك يتم اكتشاف لوجود مخربشات قديمة لتلك الفترات من عصور ماقبل التاريخ منتشره في المنطقة فضلا عن بقايا الادوات وخلافه. مما يدل علي انها مستخدمه في الفترات القديمة بشكل كبير جدا. وتحتوي المنطقة الاثرية علي قلعة 'حصن ' كبيرة جدا وضخمة من العصر الروماني تحتوي علي اكثر من طابق وهي نفس فكرة القلاع الحربية والحصون بها مسار للجنود في الاعلي وكذلك فتحات لصب الماء الملغي والزيت علي رؤس الاعداء من اعلي ورمي السهام والرماح عليهم.. كذلك بها سلالم للصعود وحجرات للجنود وللاختباء بها من الداخل عند المهاجمه والشعور بالخطر فضلا عن التزود بالغذاء والماء ووجود اماكن مخصصه لهم.. وتنتشر حولها المنشات التجارية والادارية او المخازن وخلافه لانها نقطة تزود وبيع للقوافل المارة بهذا الطريق.. كذلك وجود معبد روماني وكنيسة ترجع الي العصر القبطي وكذلك الجبانة والمدينة السكنية فضلا عن وجود المناور العديدة وخطوط المياة الكثيرة والمنتشرة في المنطقة والتي مازالت يري بعضها باقي حتي الان والتي كانت الدعامة الاساسية والوسيلة الكبري في الري وزراعة المساحات الشاسعة من الاراضي الزراعية في المنطقة.. حيث كانت الزراعة هي الوظيفة والحرفة الرئيسية في تلك الفترة والتي كانت تغذي القوافل التجارية من خلال البيع بالمقايضة وتزويد القوافل بالمنتجات الزراعية والاكل والماء ' التزود بالمؤن ' وفي المقابل ياخذو خيرات تلك البلاد من منتجات يحتاجون اليها في الملابس وخلافه مثل الكتان والمستلزمات الاخري من حلي وغيره . ' نفس فكرة منطقة اللبخة الاثرية ' . والمدهش في تلك المنطقة هو بعد السير مسافة كبيرة جدا في الصحراء الخالية من اي ملامح للحياة ' كلها اصفر *في اصفر ' فجاة نلاقي الدنيا رجعت خضراء وبدت بها الحياة من جديد.. حيث الاشجار ' مخيط --- ودوم ' وخلافه.. ويري وجود لغزال بالمنطقة فضلا عن الطيور ونقاء الجو ونظافته كذلك الهدوء والراحة العجيبة في وسط تلك المناظر الخلابه مع وجود العناصر الاثرية الجميلة من القلعة وخلافه.. كل هذا يجعلها تحفه نادرة وكنز حقيقي في قلب الصحراء. ومن المميزات الفريدة ايضا بتلك المنطقة هو ووجود ظاهرة فلكية اثرية خاصة بها تتم كل عام وياتي احد الاصدقاء الايطالين بنفسه ويدعي ' زليانو ' لرصد هذه الظاهرة في شهر فبراير من كل عام.. وتتمثل هذه الظاهرة في ظهور قرص القمر مكتملا كالبدر اعلي صرحي البرج مباشرة وفي المنتصف ' اول ظهور للقمر بعد الغروب يكون اعلي الصرحين للقلعة مباشرة في وسطهما تقريبا ' مثل علامة الاخت الافق تقريبا ' وكل ذلك في ميعاد ثابت في وقت محدد بالدقائق والثواني يتم معرفته وحسابه بالبرامج الفكية الحديثة من علي الانترنت وبرامج الكمبيوتر المتطورة في الفلك والحسابات الفلكية. وقد كانت هذه المنطقة مستغلة قديما والي وقت قريب في الزراعة والرعي من قبل اهالي الواحة الخارجة قديما.. الي ان جفت المياة فتركوها.. ومن المعرف ايضا عن تلك المنطقة ان اراضيها الزراعية خصبه جدا وجيده للزراعة ويري حتي الان اثار للبقايا الزراعية وحدود الاماكن والاراضي الزراعية المنزرعة قديما في العصور السابقة.. وقد عملت في تلك المنطقة العديد من البعثات الاحنبية مثل البعثة الامريكية ' الجامعة الامريكية ' بقيادة دكتورة / سليمه اكرام.. وكذلك البعثة الايطالية بجامعة ميلانو بقيادة / كورينا روسي.. وكل ماتقوم به البعثات هناك هو عمل مسح اثري للمنطقة وماحولها وعلي امتداد الطرق والدروب الصحراوية الموصله لها وهذا لمحاولة معرفة طرق الزراعة والري في هذه الفترات ونوعية النباتات المزروعة والكيات او المساحات وخلافه.. وكل هذا قيد الدراسه والبحث العلمي لاستخراج النتائج. والدولة الان بصدد جعل منطقة عين ام الدبادب محمية طبيعة ممنوع تدميرها وتلويثها اوقتل وصيد الحيوانت بها لما فيها من نباتات وزروع وحيوانات اصبحت قليلة وشبه نادرة...وهذا من خلال جهاز شئون البيئة وفرق العمل الخاصة به من منظمات خاصة بالمحميات الطبيعية. ولاننسي ان نقدم الشكر للسيد / ' الحاج سيد حسنين ' الذي يقوم بعمل رحلات مشي علي الاقدام من منطقة اللبخة' منطقته المفضلة ' التي يحب ان يقال له ' بصاحب اللبخة ' وصولا الي منطقة الدبادب ثم المبيت والعودة في غد اليوم الثاني. وفي النهاية اتمني ان اكون قدمت لحضراتكم نبذه بسيطة عن منطقة ام الدبادب تلك المنطقة الخلابة والرائعة التي يغفل عنها الكثيرون من اهالي المحافظة وكذلك الاثرين في مصر وكذلك باقي الناس تلك الجوهرة الثمينة التي لاتقدر بمال نحن نريدها منطقة السياحة الاولي في مصر لانها تستحق ذلك واكثر حيث الهدوء والراحة التي نفتقدها كثيرا هذه الايام ونسعي اليها بشكل دائم.